يسقط المحروس.. وتحيا المحروسة!!!
أعتقد أن الفن الهادف، هو ما يعكس مشكلات المجتمع السياسية والثقافية والإقتصادية وتسليط الضوء على معضلات المشكلة وسُبل حلها فى إطار إحترام الغير. فكما يُقال أن الفن مرآة تعكس ما يدور فى كواليس البلاد بعيد عن شخصنة الرأى، خاصة إذا كان العمل الفنى يُقام على مسرح الدولة.
فذات عشية، قادتنى قدماى إلى أحد المسارح القومية التابعة للدولة بأحد شوارع القاهرة الأثرية.. بدافع الخروج عن المألوف الذى بات لايُطاق مما يجرى على الساحة المحلية سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا..
وما أن أقتربت من محل العمل المسرحى، أصابتنى قشعريرة لندرة رواد المكان الذى كان يمتلىء عن أخره قبل عِقد من الزمان. وعلت ذهنى علامات إستفهام: هل لتراجع العامل الإقتصادى للأسرة المصرية؟ أم لهبوط الأعمال الفنية خاصة التى تُعرض على مسارح ودور السينما التى تؤل ملكيتها للدولة؟ أم للحالة المزاجية الكئيبة التى تخيم على أرجاء البيت المصرى؟ أم لتوسيد الأمور فى غير موضعها عموما؟
على أية حال.. بدأ العرض المسرحى عند الساعة الثامنة والنصف تقريبا بالتناقض مع الموعد المقرر وهو السابعة والنصف.. وتضمن العرض المسرحى عبارات رمزية أحيانا ومباشرة أحيانا أخرى. وكان من الطبيعى أن أقف عند هذه المحطات كمحلل وناقد وكاتب، منها على سبيل المثال طبقا لمفهوم البعض: (السجين الهارب) فى إشارة لشخص الرئيس..(الحانة وروادها السكارىَ) فى إشارة للمنتخبين وعبوات الزيت والسكر.. (لبسوه.. وهيلبس) فى إشارة لجماعة الإخوان المسلمين وتدخلاتهم فى شؤن النظام ومفاصل الدولة.. (مفشوخ) فى إشارة لفقد النظام السيطرة على مقاليد الأمور.. (الفتوى) فى إشارة لأسلوب كبار علماء الدين قبل وأثناء الإنتخابات والترويج لصالح التيار الدينى.. (قنديلها) فى إشارة لعدم الرضا عن أداء رئيس الوزراء هشام قنديل.. (مورسيييييي) فى إشارة لمباركة الرئيس مرسى لحكومته.. (هولالالالالالاكو) فى إشارة لرئيس قطر.. (الجرح بينزف، الهم بألو سنين، ولازم يتلم) فى إشارة للتراجع الإقتصادى.. (خليفة المسلمين).. فى إشارة للعلاقات المصرية القطرية..(الحوارالوطنى) فى إشارة لمسكنات النظام.. (باعوالأوطان) فى إشارة لمزاعم البعض ببيع النظام لقناة السويس وحلايب وشالاتين وغيرها.. (النهضة والحب سرالخلطة، ودى غلطة مين؟) فى إشارة لمشروع النهضة واعتباره غلطة يتحملها النظام.. (مزواج) فى إشارة لدعوة البعض بتعدد الزوجات وخداع المرأة.. (المستعصم بالحكم..أنا ظل الله على الأرض) فى إشارة لإحتماء الرئيس بالشرعية.. (الجيش التترى) فى إشارة لإستعمار قطر لمصر كما يتوهم البعض.. (القصاص.. القصاص.. فلتسقط الأحذية.. وتحياالمحروسة) فى إشارة للإنتقام من النظام والإستهذاء به ونماء مصر.
أما ما لفت إنتباهى ونالى إعجابى بشدة هو (حرية التعبير كأحد ثمار الثورة لمسرحية " المحروس.. والمحروسة")، خاصة عندما ردد الممثل القدير حمدى حسن "يسقط المحروس.. وتحيا المحروسة"!
أما ما أثار شجونى هو أن الحضور معظمهم مدعوين على شرف ميزانية الدولة.. ما يعنى إهدارللمال العام.. وما يعنى أن وزير الثقافة فى غيبوبة.
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
