رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لكي لا تتحول الثورات إلى أزمات" كتاب جديد للنابلسي


صدر حديثًا، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، كتاب تحديات الثورة العربية: لكي لا تتحول الثورات الى أزمات للمفكر الأردني شاكر النابلسي، والكتاب يمثل الجزء الثالث من سلسلة كتبها النابلسي عن الربيع العربي والثورة العربية، تحت عنوان أعاصير الثورة العربية ، ضمت كتابين آخرين هما: من الزيتونة الى الأزهر ، و من العزيزية إلى ساحة التغيير .

ويتكون كتاب النابلسي من مقدمة، وأربعة فصول، ويتناول الثورة المصرية في الفصل الثاني المعنون بـ مصر التي في خاطري ، ويَعتبر المؤلف مصر الفقيرة ماليًا غنيةً بالثقافة، ويقارن بين اليابان والعرب من خلال مصر. ويستعرض سبب تخلُّف العرب وطرق التقدم، وما قاله طه حسين في كتابه المشهور مستقبل الثقافة في مصر من أسباب تقدم مصر. ثم يتحدث النابلسي عن ثورة 25 يناير، ومن أنها من غير المؤكد أن تنتج الديمقراطية، فليست كل الزهور تتفتح في 25 يناير، فللثورات حسناتها وسيئاتها. ويتساءل النابلسي عن مستقبل الديمقراطية في مصر، ولماذا لم يبدأ المستقبل في مصر حتى الآن، ويقول إن مصر ليست عهد مبارك فقط. ويشرح ما تحتاجه مصر الآن، وآمالنا في ثورة 25 يناير. وينتهي الى ضرورة الانتقال من الثورة إلى الدولة، ولكنه يُحذِّر من مصاعب الخروج من الثورة إلى الدولة، ومن أن نسائم الدولة الدينية بدأت بالهبوب على صفحة النيل. ويتمنى أن يقود الأزهر الجديد مصر إلى الحداثة، من خلال استعراضه لـ وثيقة الأزهر ، التي كسرت الحاجز الجليدي بين الأزهر والليبرالية.

ويوضح الكتاب، الذي جاء في 230 صفحة، ما يسميه المؤلف بـ تحديات الثورة العربية ، ويبين التناقض بين بناء الأمة وتشكيل الدولة، وكيف تركب الأنظمة العربية سفينة نوح لتنجو. ويبيّن الطرق التي يجب أن تُتبع، لكي لا تتحول الثورات إلى أزمات، حيث أن الثورة كالسهم المنطلق. ويبيّن لنا النابلسي أمراض الثورات من خلال قراءة التاريخ، ودروسه المفيدة. ويخرج بنتيجة أن الثورة بلا مفكرين، تصبح بلا حريات فعلية، وبلا ديمقراطية.

ويشدد النابلسي على أن الديمقراطية ترضخ إلى قانون اللعبة التنافسية للحقائق المتقابلة، غير أنه ليس لديها من حقيقة أخرى سوى مبدأ الحرية. والانتخاب العام ليس بمنأى عن الخطأ. فالديمقراطية تذبل من دون مشاركة نشيطة للمواطنين في الحياة السياسية. وهو ما يجعل من الديمقراطية مغامرة كبرى في خضم مغامرة التاريخ.

مؤكدًا أن قراءة التاريخ لن تفيدنا أبدًا، لتلاشي أخطاء الثورات، وتجنب الكوارث تبعًا لذلك، إذا تمَّت قراءته كما كنا نقرأ القراءة الرشيدة لمجرد التلقين والحفظ. يجب أن نتأمل أحداث التاريخ ونفكر فيها جيداً. وهذا ما لفت نظرنا إليه الفيلسوف الفرنسي إدغار موران عندما قال: يجب علينا أن نأخذ العبرة، لا من دروس التاريخ، بل من دروس التأمل في التاريخ.

جدير بالذكر أن النابلسي كاتب وباحث أردني مختص بقضايا الإصلاح في الوطن العربي والقضايا الإسلامية. ويصنف بين من يوصفون بالليبراليين الجدد في المنطقة العربية. ويعرف بمقالاته التي تتناول في مجملها الإصلاح إضافة للمنظمات والأفكار الراديكالية و المتطرفة في الوطن العربي. له العديد من المؤلفات التي تناولت الثقافة، الحداثة، العلمانية، الإرهاب، الديمقراطية، الحرية، الإسلام والحكومات العربية، ويعد كتاب تحديات الثورة العربية الكتاب الستين في مسيرة النابلسي.