رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البحرية الأمريكية تشكك في فائدة حاملات الطائرات العملاقة

البحرية الأمريكية
البحرية الأمريكية تشكك في فائدة حاملات الطائرات العملاقة

يواجه البنتاجون خيارات صعبة بشأن حاملات الطائرات العملاقة التي تمتلكها الولايات المتحدة، وبينما تشكك البحرية الأمريكية في فائدتها في النزاعات الحالية، يدعو البعض للاستغناء عنها تدريجيًا.

وفى السياق، باتت البحرية الأمريكية تشكك في الفائدة من حاملات الطائرات الأمريكية الإحدى عشرة العملاقة الباهظة الثمن، والتي لم تعد تتماشى مع النزاعات الحالية، بسبب دواعي تقليص تكاليف الموازنة.

وفي حين تضع الصين اللمسات الأخيرة على أول حاملة للطائرات، يواجه البنتاغون خيارات صعبة إذ أن بعض المحللين يقترحون في هذا الزمن الصعب التخلي عن هذه الحاملات شيئًا فشىء.

وانتقد ضابط في البحرية "هنري هندريكس" بشدة، حاملات الطائرات في دراسة نشرها المركز للأمن الأمريكي الجديد ومقره واشنطن، وأوضح أن "حاملة الطائرات تقترب سريعًا من انتهاء فائدتها الاستراتيجية".

وأضاف: أن حاملة الطائرات "أصبحت أداة قتال قديمة وربما لم تعد قادرة على الاقتراب ما يكفي من الهدف للتحرك بفعالية أو الاستمرار في عهد الأقمار الصناعية المتطورة والصواريخ البعيدة المدى التي تصيب الهدف بدقة".

وينص القانون الأمريكي على أن تملك البحرية 11 حاملة طائرات منها 10 مشغلة حاليًا منذ أن سحبت من الخدمة حاملة "يو إس إس إنتربرايز" بانتظار استبدالها المقرر في 2017 بحاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" من الجيل الجديد.

لكن كلفة بناء مثل هذه الحاملات باهظة وتقدر بـ13،6 مليار دولار -- أي أكثر بمرتين من آخر حاملة للطائرات من طراز نيميتز -- إضافة إلى 4،7 مليارات من نفقات الأبحاث والتطوير لطراز فورد الذي سيشمل ثلاث سفن.

وتواكب كل حاملة طائرات خمس سفن وغواصة نووية هجومية وحوالي 80 طائرة ومروحية وتشغل 6700 بحار.. والكلفة اليومية لاستخدام هذا العدد والعتاد تقدر بـ"6،5 ملايين دولار"، بحسب هندريكس، والفائدة لقاء هذه التكاليف الباهظة محدودة.

ويقول الضابط: إن كل طائرة هجومية من طراز إف-18 ألقت 16 قنبلة خلال 10 سنوات من النزاع لأن الكلفة الإجمالية لكل قنبلة 7،5 ملايين في حين أن الكلفة القصوى لصاروخ توماهوك العابر للقارات "هي مليونا دولار كحد أقصى".

وعلى سبيل المقارنة، تكلف خمس مدمرات مجهزة بصواريخ توماهوك 10 مليارات دولار و1،8 مليون دولار في كل يوم تستخدم فيه.

وهناك مخاطر أيضًا تحدق بحاملات الطائرات لأن مدى الصاروخ الباليستي الصيني الجديد دي إف-21 دي قد يمنع السفن الحربية الأمريكية من الاقتراب من السواحل.

وفي 2010 دعا وزير الدفاع الأمريكي "روبرت غيتس" إلى طرح تساؤلات حول فائدة الإبقاء على هذا الأسطول الضخم من حاملات الطائرات "عندما تكون للدول الأخرى حاملة طائرات واحدة"، وإن اعتبر أنه من الضروري إعادة النظر في فائدة استخدام حاملات الطائرات فإن نائب الأميرال بيت دالي مدير المؤسسة البحرية الأمريكية رفض نتائج هذه الدراسة جملة وتفصيلا.

وأضاف: أن صاروخ توماهوك لا يمكنه أن يحل مكان مقاتلة إف-18 وبفضل قدرتها على التحرك باستمرار "من الصعب جدًا إغراق حاملة الطائرات".

أما بالنسبة إلى الصاروخ الباليستي الصيني الجديد دي إف-21 دي فيشكل "تهديدًا إضافيًا يجب أن يؤخذ في الحسبان"، على حد قوله.

وصرح بأن "البحرية تعلم ذلك ووضعت خططًا لمواجهة هذا التهديد".

وأضاف: أن كلفة حاملة الطائرات تصبح قليلة نسبيًا مقارنة مع مدرج بري حيث تكون تكاليف ضمان الأمن والتموين والصيانة "باهظة للغاية" في دول مثل العراق أو أفغانستان، خصوصًا أنه لم يعد هناك توجه لنشر قوات أمريكية على أرض بلد أجنبي.

ويقول بيت دالي: إنه مع حاملات الطائرات "نملك قوة يمكن أن تصل إلى موقع وتنفذ مهمتها وتنسحب بسرعة أو تبقى الوقت اللازم".