رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من يُحرر ميدان التحرير من مافيا الإباحية؟!


من أراد أن يتظاهر، فليتظاهر كمصرى.. ومن أراد أن يعتصم، فليعتصم وكأنه فى ميدان التحرير".. بهذه الكلمات، وصف رئيس الوزراء البريطانى الثوار المصريين وثورتهم التى أستلهمت إعجاب العالم.. وبات ميدان التحرير مزارا سياحيا للساسة من كل فج عميق ليشهدوا رمز التحرر من العبودية، القهر، والطغيان، إلخ..

وبالتالى هؤلاء هم الثُوار الحقيقيون.. وكم كانوا على درجة فائقة من النبل السياسى والاجتماعى والثقافى والاقتصادى. فلم يكن غريبا عليهم حماية منافذ الميدان من المجرمين. هنأ عناصر الإعلام بأداء رسالتهم فى جو من الود والطمأنينة. حموا المتحف المصرى من أيدى مهربى الآثار ومن زجاجات المولوتوف الحارقة.

من هنا أضحى الميدان مركز للثورات الملهمة، تربعت مصر المحروسة على قمة دول الربيع العربى، وأثبتت أنها صاحبة حضارة يرجع عمرها لما يزيد على الـسبع آلاف سنة.

أما اليوم، أصبح ميدان التحرير يئن ويستغيث من الأفعال الإباحية التى تجرى على أيدى مثيرى الشغب، سواء المسجلين خطر.. الأطفال الضالة.. اللصوص والمتسولين.

الأمر لم يسلم من نقد الصحف الغربية، فنجد صحيفة GLOBAL POST الأمريكية فقد علقت على الأفعال اللأخلاقية فى الميدان، قائلة " ميدان التحرير يتوارى خجلا من العنف الجنسى"،  فتجد أيدى تتسلل لمؤخرة الأنثى وربما لثديها وسرعان ما تتعدد الأيادى لتمزيق ثياب الفتاة وتجريدها من ملابسها ومن ثم تقبيلها.. وأخيرا تتم عملية الاغتصاب!

وقالت الصحيفة الأمريكية عبر إن عمليات الاغتصاب لم تقتصر على المتظاهرين فقط، بل وصل الأمر للصحفيين والإعلاميين دون تمييز.

وتطرقت GLOBAL POST للانتهاكات الجنسية التى تعرضت لها الفتيات فى ذكرى ثورة الخامس والعشرين الثانية، قائلة أن ما لا يقل عن تسعة عشر حالة تهتك عرض للفتيات بالسكاكين طبقا لما أعلنه مسئولو وزارة الصحة.

ولأن الأمر بات خطيرا، فإن مجموعات نسائية وحقوقية أعلنت عن بدء عملية توثيق كاملة لعمليات التحرش الجنسي الذي تنظمه جماعات مثيرو الشغب بنساء التحرير ، وتسليم الملفات الي مجلس حقوق الإنسان الدولي ، والسعي الي رفع دعوي قضائية أمام محكمة الجزاء الدولية .

وكشفت الصحيفة النقاب عن الأساليب المنحطة التي ينظمها البلطجية للإيقاع بنساء التحرير ، ووصمهن بالعار ..

وكشفت ناشطة حقوقية عن تفاصيل مروعة حيث تعرضت الفتيات للإغتصاب الجماعي، مشددة على ضرورة أن يتنبه السياسيون وأعضاء الأحزاب إلى تشكيل مجموعات لحماية النساء أثناء الفعاليات الإحتجاجية، في ظل تزايد ظاهرة الإغتصاب الجماعي في ميدان التحرير والمنطقة المحيطة به.

ولعل ما لفت إنتباهى، تعليق مديرة البرنامج النوعي الإجتماعي وحقوق النساء في المبادرة المصرية للدفاع عن الحقوق الشخصية، د. داليا عبد الحميد،  للصحيفة " إن منظمات نسائية إستطاعت توثيق 19 حالة اغتصاب جماعي بحق نساء وفتيات في ميدان التحرير، خلال إحياء الذكرى الثانية للثورة.

وأشارت إلى أن المجموعات الميدانية التي تعمل لحماية النساء أثناء الإحتجاجات، ومنها حركة " قوة ضد التحرش والإعتداءات الجنسية"، و"شفت تحرش"، تلقت عشرات البلاغات بشأن تعرض فتيات ونساء للتحرش والإغتصاب الجماعي في ميدان التحرير.

ونوهت عبد الحميد إلى أن تلك المجموعات استطاعت التدخل لإنقاذ بعض الضحايا، وتقديم الدعم الصحي والإجتماعي للضحايا، لكنها فشلت في إنقاذ الكثيرات. ووصفت عبد الحميد إلى أن حالات الإعتداء الجنسي تقع في أطراف ميدان التحرير، “فالجناة عادة ما يشكلون حلقة حول الضحية، ويبدأون عملية التحرش بها واستدراجها خارج الميدان، بعد أن يقسموا الأدوار في ما بينهم”.

وتضيف: " يتولى البعض عملية استدراج الضحية والإنقضاض عليها، بينما تتولى مجموعة أخرى منهم عملية خداع الجماهير أو من يحاول إنقاذ الضحية، عبر إيهامهم بأن تلك الفتاة من الفلول وأنها تشتم شباب الثورة، أو أنها سارقة أو أنها تبيع المخدرات، أو تحمل حول وسطها حزاما ناسفا، فينفض الناس من حولها، ولا يستمعون إلى استغاثاتها، وفي حالة إصرار بعض الشباب على إنقاذها، يتم التعدي عليهم بالأسلحة البيضاء".

وقد تم توثيق أقسى حالات الإنتهاك، كما ترويها عبد الحميد وهي تتنهد بحرقة، قائلة “استطعت توثيق حالتين، هما الأقسى والأبشع على الإطلاق، الحالة الأولى لفتاة تعرضت للإغتصاب بوحشية، ثم طعنها الجناة بسكين في فتحة المهبل، والفتاة تصارع الموت في أحد المستشفيات”. أما الحالة الثانية، فهي لفتاة تعرضت للإغتصاب بوحشية أيضًا على أيدي العديد من الأشخاص، وتركوها في حالة غيبوبة. وقالت عبد الحميد إن تلك الفتاة خضعت لعملية جراحية لاستئصال رحمها، وهي ترقد في أحد المستشفيات أيضًا في حالة سيئة للغاية.

وبالطبع لم يكن التحرش وليد أمس الثورة كما تقول عبد الحميد إن حالات الإعتداء الجنسي الجماعي ليست وليدة الذكرى الثانية للثورة، “فالظاهرة موجودة منذ شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي، لكنها استفحلت أخيرًا بشكل غير مسبوق، والحالات التي تم الإبلاغ عنها أو توثيقها لا تمثل جميع الوقائع، بل هناك حالات كثيرة فضلت عدم الإبلاغ أو الكشف عما تعرضت له”.

وترجع الصحيفة عبر عبدالحميد أسباب الظاهرة إلى أن هناك عوامل عدة ساهمت في تفشي ظاهرة الإعتداء الجنسي الجماعي ضد النساء في ميدان التحرير، منها طبيعة المجتمع الذكوري، وغياب دولة القانون. قالت: “غالبية الضحايا لا يلجأن إلى الشرطة، بسبب عدم الإهتمام بتلك النوعية من الجرائم من جانب الحكومة، فضلًا عن التشكيك في سمعة الضحية، وسوء التعامل معها أثناء الإستماع إلى شكواها أو التحقيق معها، ما يزيد من متاعب الضحية النفسية”.

وليس غريبا أن تحمل الصحيفة الأمريكية القُوى السياسية المسؤلية، منوهة بأن تلك الجرائم صارت تتخذ شكلًا ممنهجًا في الآونة الأخيرة، وبمعدلات أكبر مما سبق. وقالت: “النساء يدفعن ثمنًا باهظًا مقابل الحرية التي يطالبن بها”، محمّلة السلطة الرسمية والأحزاب السياسية المسؤولية عن ارتفاع معدلات تلك الجريمة واتخاذها أشكالًا بشعة، ومتهمة الجميع بالتخاذل. كما دعت الأحزاب السياسية التي تقود عمليات الإحتجاج ضد السلطة إلى تشكيل مجموعات لحماية النساء المشاركات في التظاهرات.

وحول كيفية التعامل مع الضحايا، أو نوعية الدعم المقدم لهن من قبل المنظمات النسائية، قالت عبدالحميد لــ GLOBAL POST إن الدعم يتخذ عدة أشكال منها، الدعم القانوني أو الدعم الإجتماعي والنفسي. وأضافت: "الدعم القانوني يتمثل في إقامة دعاوى قضائية لصالح الضحية، أو عقد جلسات تأهيل نفسي لهن بعد الحادث".

والسؤال الذى يطرح نفسه: من هؤلاء؟! ومن الداعم لهم؟! وأليس فى مقدور العناصر الأمنية أو شباب الإخوان وباقى الحركات السياسية التصدى لهم؟! ولما الصمت على غلق الميدان منذ ما يتعدى الشهرين؟!

ولكن يبدو أن الجميع أدار ظهره لاستغاثة حرم مصر المحروسة!.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.