رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعارك الدولية تنتقل من ميدان السياسة إلى "ساحة الفن".. مسلسل يشعل أزمة بين الجزائر وواشنطن.. والسعودية غاضبة من فيلم "صورة ثلاثية الأبعاد للملك".. وحرب باردة بين كونج وأوباما

جريدة الدستور

لم تقتصر الخلافات بين الدول حول العالم على الساحة السياسية والعلاقات الدبلوماسية فقط، بل انتقلت الساحة الفنية، إذ أصبحت الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية تتسبب في أزمات بين دول العالم.

وتجلى هذا بشكل واضح في الأزمات الأخيرى التي وقعت بين عدة دول مثلا الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر، وكذلك بين الأولى وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى خلافات حادة بين المملكة العربية السعودية.

وترصد "الدستور" أحداث الثلاث أزمات:

- حرب خيالية أمريكية على الجزائر

آثار المسلسل التلفزيوني الأمريكي"Designated Survivor " ضجة كبيرة في الجزائر، واستياء شعبي لما حمله المسلسل من مشاهد يأمر فيها الرئيس الأمريكي بشن غارات جوية على الجزائر، كما اظهرها وكرًا للجماعات الإرهابية، التي تتستر عليها الحكومة.

وأظهرت الحلقة الرابعة من المسلسل تحديدا دقيقا لخريطة الجزائر، مع الإشارة إلى أربع بقع باللون الأحمر في الجنوب والجنوب الغربي والغرب والشرق، باعتبارها مناطق خطر تتواجد بها عناصر إرهابية تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية.

ويصور سيناريو المسلسل تورط جماعة إرهابية تتمركز داخل جنوب الجزائر في هجوم إرهابي على مجلس الشيوخ الأمريكي، وتلجأ واشنطن إلى العمل العسكري بسبب نفي السلطات الجزائرية وجود تلك الجماعة على أراضيها، ما يدفع الرئيس الأمريكي إلى إعلان الحرب على الجزائر.

ولم يخطئ المسلسل في تحديد هذه المناطق، إذا إنها تمثل منافذ دائمة للمهربين والعناصر الإرهابية من وإلى الجزائر، مما عزز فرضيات النشطاء السياسيون الجزائريون من الأهداف الخفية للمسلسل وعلاقاته باستهداف عسكري فعلي من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" على بلادهم، خاصةً أن عناصر تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب وغيرها من الجماعات تنشط جنوب الجزائر.

- النشطاء يشعلون "تويتر"

أعرب النشطاء السياسيون الجزائريون، عن غضبهم الشديد عبر تغريدات على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" حيث كتب أحدهم يقول إن المسلسل "مرآة عاكسة لحقيقية ما يفكر فيه أصحاب القرار واللوبيات الفعالة، وقد رأينا ذلك فى حرب الخليج"، وآخر قال "إن المسلسل هو إهانة لبلدنا الجزائر شعبا وحكومة واستفزاز لارض الشهداء فهذه تعد إساءة لنا وتعدى كل حدود الوقاحة".

وكانت صحيفة "الجزائر اليوم" وصفت على موقعها الإلكتروني هذا المسلسل بأنه مثير للجدل، لأن إحدى حلقاته شكلت استهدافًا خطيرًا للجزائر بتصويرها دولة حاضنة للإرهاب تستدعي إعلان الرئيس الأمريكي الحرب عليها، وهذا ما يشير إلى وجود سيناريوهات يتم التخطيط لها بعناية من قبل المخابرات الأمريكية.

- السفيرة تعتذر

ومن جانبها قدمت السفيرة الأميريكة لدي الجزائر، جوان بولاشيك، في حسابها الخاص على "تويتر"، أسفها لغصب البعض، مشيرة إلى أن الأمر مجرد "خيال"، مضيفًة: "على أن الولايات المتحدة تكن تقديرًا للجزائر التي تعدها صديقًا جيدا".

وفيما بعد كتبت بولاشيك أن المسلسل لا يعكس موقف الحكومة الأمريكية ومشاعر الشعب الأمريكي، إلا أن كلمات السفيرة هذه لم تفلح في تهدئة النشطاء الجزائريين.

- حرب باردة بسبب "فيلم"

نشبت أزمة في كوريا الشمالية، عام 2014 بسبب فيلم أمريكي جسد فيه أحد الممثلين شخصية، زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، بشكل ساخرًا ومهين، مما آثار غصب الزعيم الكوري، ودفعه بمهاجمة أمريكا.

ويحكي الفيلم الأمريكي يدعى "المقابلة"، من انتاج شركة "مايكروسوفت" الأمريكية، عملية اغتيال زعيم كوريا الشمالية، في إطار كوميدي ساخرًا، إذ أدى الفيلم إلى حرب باردة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، خاصًة بعدما رفض واشنطن سحب الفيلم من الأسواق.

وتعرضت بعدها شركة "مايكروسوفت" إلى هجمات إلكترونية وصفتها بـ"الإرهابية"، لمنع الشركة من عرض فيلم "المقابلة"، وعلى أثرها سحبت الشركة الفيلم من الأسواق تخوفًا من تعرضها للمزيد من الهجمات الإلكترونية، والتي تسببت في خسارتها 10 مليار دولار.

ومن جانبه رد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بإنذار شديد اللهجة لجيرانه الكوريين من خطورة ما يقدمون على فعله، كما كان يطالب الشركة بعرض الفيلم ونحية مخاوفها جانبًا.

غضب سعودي من فيلم لـ"A Hologram For The King"

قام الممثل الأميركي الشهير، توم هانكس، ببطولة فيلم يحمل اسم "A Hologram for the King" - وتعني صورة كرتوينة للملك - الذي أثار جدلًا واسعًا داخل المملكة العربية السعودية.

وأثار الفيلم غضب عارم في السعودية ضد الممثل الأمريكي، توم هانكس، بسبب فيلمه الذي يظهر السعودية فيه صحراء قاحلة، مليئة بالجمال وشخصيات بدوية، بالإضافة إلى الإهمال والنفاق بين أشخاص المسلسل السعوديين، ما جعل مواطنو المملكة يتحاملون على هانكس لإظهار بلدهم بهذه الصورة.

وكانت التعليقات من قبل السعوديين على الفيلم قاسية، كانت معظمها مستاءة من الصورة النمطية ومدافعة عن الحضارة العربية وعلى رأسها السعودية إذ أبدى البعض استغرابهم من ظهور بعض الممثلين العرب غير السعوديين في الفيلم على أنهم سعوديون بالفعل.

الجدير بالذكر أن الفيلم تم تصويره في منطقة الغردقة المصرية الساحلية المطلة على البحر الحمر في مصر، وسيشارك في مهرجان "ترايبيكا" العالمي في أبريل 2016.