رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"داعش إلى الهاوية".. تكاتف دولي للقضاء على التنظيم الإرهابي.. وخبراء لـ"الدستور": "سيتمدد بعد تحرير الموصل.. ولكنه في الطريق إلى النهائية"

جريدة الدستور

بعد استعدادات طويلة وخلافات أكثر، بدأت معركة "تحرير الموصل" من قبل قوات الجيش العراقي، والقوات العسكرية التركية التي أصرت على التواجد بالعراق للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، في حين رفض العراق لتدخلها في أراضيها، ولم تعد تلك هي العملية الوحيدة للقضاء على التنظيم، وذلك إلى جانب القصف الذي يتلقاه التنظيم الإرهابي من روسيا، للقضاء على عناصر التنظيم في مدينة "حلب" السورية منذ فترة طويلة، وفضلًا عن هجمات قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق.

العراق تحرر أراضيها
بدأت القوات العراقية، فجر الأثنين الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق ومن عدة محاور لاستعادة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من مخالب تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يسيطر على المدينة منذ يونيو 2014.

وتقدمت القوات العراقية بتشكيلاتها المختلفة نحو مدينة الموصل بمشاركة نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية ومقاتلين من العشائر لطرد ما يقدر بنحو أربعة آلاف إلى ثمانية آلاف من مسلحي التنظيم.

وحققت هذه القوات تقدما ميدانيا في الساعات الأولى من بدء العملية، إذ استعادت السيطرة على عدد من القرى والمناطق المحيطة بالمدينة.

وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها، إن قوات الفرقة التاسعة في الجيش وصلت إلى مشارف قضاء الحمدانية في الموصل بعد تقدمها بعمق 18 كلم، وكبدت داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.

وأفادت قيادة الحشد الشعبي من جانبها بأن وحداتها دمرت 16 ثكنة لداعش في ناحية الشورة عند أطراف الموصل.

وكان العبادي قال في كلمة بثت على التلفزيون الرسمي فجر الاثنين، وقد أحاط به كبار قادة القوات المسلحة "يا أبناء شعبنا العزيز يا أبناء محافظة نينوى الأحبة لقد دقت ساعة الانتصار وبدأت عمليات تحرير الموصل"، مضيفًا: "أعلن اليوم بدء هذه العمليات لتحريركم من بطش وإرهاب داعش".

ومع الإعلان عن بدء عملية استعادة الموصل، قال قائد عمليات نينوى إن القوات الأميركية بدأت بإطلاق صواريخ ذكية على مواقع التنظيم في المدينة.

وجاءت بعدها أصوات انفجارات ضخمة من المدينة،كما دعا التنظيم عناصره عبر مكبرات الصوت للانسحاب من المدينة.


تركيا تصر على المشاركة
بعد رفض الحكومة العراقية وبشكل قاطعة مشاركة القوات التركية والتي تتمركز في معسكر "بعيشقة" في عملية تحرير مدينة موصل العراقية من تنظيم داعش، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن قواته تشارك في عملية تحرير مدينة الموصل لكن عبر ضربات جوية ضمن التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وأعلن يلدريم، أول أمس الثلاثاء، أن القوات الجوية التركية شاركت في الضربات الجوية التي نفذتها قوات التحالف الدولي على مدينة الموصل، في إطار عملية القضاء على تنظيم "داعش"الإرهابي.

وكانت تركيا دربت ما يصل إلى ثلاثة آلاف مقاتل يشاركون في العملية العسكرية في الموصل.

الدور الأمريكي في المعركة
كما أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، أن معركة الموصل للتخلص من داعش تحتاج إلى بعض الوقت وأنها ستطول، قائلًا: "نسعى لهزيمة داعش في الموصل وسنعمل على مساعدة العراقيين لتحقيق ذلك".

وأوضحت البنتاجون أن القوات العراقية لها الدعم الكامل من قوات التحالف في المعركة، يأتي ذلك فيما شنت طائرات حربية غارات على رتل مكون من عشرات المركبات لداعش، وقتلت جميع عناصره الذين كانوا يحاولون الفرار من الموصل باتجاه الحدود العراقية السورية.

وأضاف المتحدث باسم البنتاجون أن مستشارون أميركيون يقدمون المشورة للقوات العراقية، مبيناً أن 5 آلاف جندي أميركي في العراق يقدمون الدعم لمعركة الموصل، ويمكن للقادة العراقيين الاستفادة من القدرات العسكرية الأميركية.

وأوضح أن مروحيات الأباتشي ستشارك إذا احتاجها القادة العراقيون، مشيرًا إلى أن دور للجنود الأميركيين في المعركة مرتبط بموافقة العراقيين.

فرنسا تشارك لكي تنتقم
أرسلت فرنسا طائرتها على متن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" فوق الموصل، ويعد هذا إقلاع في مهمة حربية فوق العراق وسوريا ومشاركة منها في عملية تحرير الموصل، وتعد فرنسا إحدى أقرب حلفاء أمريكا في الحرب ضد "داعش".

وضرب تنظيم داعش الإرهابي فرنسا بقوة من قبل، إذ قتل عناصر التنظيم الإرهابي أكثر من 130 شخص في باريس في نوفمبر الماضي، ما دفع فرنسا لإطلاق عنان جيشها، بطيرانها في مهمات فوق العراق وسوريا، وبإرسال قوات على الأرض أيضاً.

وقال وزير الدفاع الفرنسي، جون ايف لودريان، أول امس الثلاثاء، إن معركة استعادة مدينة الموصل العراقية من تنظيم داعش قد تستغرق أسابيع وربما شهورًا، مضيفًا أن تلك المعركة ننتظرها منذ مدة طويلة، وهي ضرورية لأنها تدور في معقل لداعش، مذكرًا بأنه من الموصل في العراق والرقة في سوريا تم التخطيط للهجمات التي استهدفت فرنسا ومنها يجرى الإعداد لعمليات اخرى وبالتالي فمن الضروري توجيه ضربة في القلب.

كما اعلنت وزارة وزارة الخارجية الفرنسية، أن العاصمة الفرنسية "باريس"، تستضيف الخميس المقبل، اجتماعًا دوليًا، لبحث الأستقرار في مدينة الموصل شمال العراق، بعد طرد "داعش" منها.
روسيا تنتظر الفارين من الموصل.

وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وبعد انباء عن فرار العديد من عناصر التنظيم الإرهابي من الموصل، أن بلاده مستعدة لاتخاذ التدابير إذا ظهرت تشكيلات إضافية لمقاتلي "داعش" في سوريا، في حال مغادرة عناصر التنظيم من الموصل إلى سوريا.

وأجاب لافروف عن سؤال يتعلق بعملية تحرير الموصل قائلًا: "كلنا مهتمون بإلحاق الهزيمة بداعش".

"داعش" في طريقه إلى النهاية
قال الدكتور، جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، إن تنظيم "داعش" الإرهابي في طريقه إلى النهاية، وهو انتهي سياسيًا بالفعل، بعد كشف موقع "ويكليكيس" الوثائق السرية للتنظيم، ومؤخرًا بعد معركة "تحرير الموصل".

وأضاف زهران أن معركة تحرير الموصل هي بداية نهاية داعش، كما أكد على ضرورة السعي للتخلص نهائيًا من التنظيم الإرهابي ايضًا في سوريا وليس العراق فقط.

"داعش" يتمدد
ومن جانبه قال الدكتور، طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، "إنه من المبكر القول بأن داعش ينهار، لأنه إذا انحصر داعش في العراق، فمن المؤكد أنه سوف يتجه إلى دولًا أخري مثل: ليبيا أوسوريا أو دول آسيا، أي إذا انهزم التنظيم في العراق سوف يجد اماكن بديلة ماعدا الدول الأوروبية فهذا أمر مستبعد".

وأضاف فهمي ان داعش سيتمدد وينتقل من مكان لآخر، حيث انه تنظيم قوي له 64 قيادة على الأرض، ولا يمكن أن ينهار بسهولة، لكنه الأن يواجه بالفعل موجة عارية ومعركة خطيرة، ومن المحتمل ان تكون تلك المعركة هي الاخيرة ضد داعش.