رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حلب" تزيد احتقان علاقة روسيا بالغرب.. أمريكا وبريطانيا تهددان "موسكو" بفرض عقوبات اقتصادية ومحاكمة دولية.. وخبراء لـ"الدستور": "واشنطن" أيضًا مذنبة.. و"الدب" قادر على المواجهة

جريدة الدستور

أودت المذبحة القائمة في سوريا بعلاقات موسكو والغرب إلى مرحلة متقدمة في الاحتقان، وذلك مع استمرار قصف الطائرات الحربية الروسية لمدينة حلب، ونظرًا لتوتر العلاقات القائم بالفعل بين روسيا والغرب منذ النزاع في أوكرانيا، فجاءت الحرب الباردة لموسكو في سوريا بمثابة خطوة تزيد من حدة التوتر في علاقات الغرب وروسيا، حيث اعلن الغرب أكثر من مرة عن رفضه لسياسة روسيا في حلب.

ومنذ بداية قصف موسكو لسوريا، والدول الغربية تتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب قائلة إنها استهدفت عن قصد المدنيين والمستشفيات وشحنات المساعدات لسحق إرادة الأشخاص المحاصرين داخل القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب.

وانضمت روسيا إلى الحرب تحديدًا قبل عام مرجحة ميزان القوى لصالح حليفها الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يلقى أيضا دعما من القوات البرية الإيرانية وفصائل شيعية مسلحة من لبنان والعراق.

وتعتبر الدول الغربية الواقع اليوم في سوريا مخيف، فحلب محاصرة والضرورات الحيوية مثل المياه والوقود والدواء في طريقها للنفاد والبنية الأساسية المدنية بما في ذلك المدارس والمستشفيات تتعرض للهجوم، ما يدفعها لأنتقاض السياسة الروسية داخل حلب.

عقوبات جديدة
ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا يدرسان فرض عقوبات اقتصادية للضغط على الحكومتين السورية والروسية لوقف الهجوم على مدينة حلب.

وهددت كل من أمريكا وبريطانيا بفرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة، ومحاكمة سوريا وروسيا دوليًا لارتكابهما جرائم حرب، وخاصًة بعد انتهاء المحادثات للتوصل لهدنة لوقف إطلاق النار في حلب سريعًا، ولكن دون فائدة.

وشدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره البريطاني بوريس جونسون على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لوقف إراقة الدماء، ولكنهما استبعدا الحل العسكري، مضيفًا:" أن الدول الغربية ملتزمة بعدم إشعال النار في ظل ذلك الصراع الذي يمكن ان يتحول إلى حرب إقليمية أكبر، وفقًا لما بثته شبكة "سي أن بي سي" الأمريكية.

حرب باردة
ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن ما يحدث في سوريا الأن هو "حرب باردة"، لكنه لا يمكن أن تنتقد أمريكا ذلك على روسيا لانها ايضًا شاركت في تلك الحرب الباردة.

وأضاف اللاوندي أنه يمكن أن تتدني العلاقات بين روسيا والغرب، حيث أن الغرب يعترف بسوريا، ويستنكر قصف الأبرياء من المدنيين هناك.

ومن جانبه قال الدكتور، طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية إنه هناك مؤشرات أن العلاقات بين روسيا والغرب ستبقي كما هي مشوبة بالتوتر في الفترة القادمة، خاصًة ان دول الغرب تحاول بناء منظومة جديدة من العقوبات تجاه روسيا.

وأضاف فهمي أنه على الرغم من تلك التوترات إلا أن الجانب الروسي نجح في الوقوف صامدًا امام الجانب الغربي، وذلك بسبب خبرة روسيا الواسعة في المجال الدبلوماسي.

وأشار فهمي أن العلاقات بين روسيا والغرب لن تتوتر بصورة جذرية، وذلك لأن الغرب لا يملك ادوات راضعة في الفترة الحالية للوقوف أمام روسيا لكنه يحاول فقط اظهار ذلك، مضيفًا: "أن روسيا دولة كبيرة تستطيع الوقوف امام الغرب كما تسعي لعدم الوقوع في تلك العقوبات".