رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العمليات الإرهابية سلم ترامب للعنصرية.. المرشح الجمهوري يستغل الهجمات لنشر "الإسلاموفوبيا".. وخبراء: التفجيرات تدعم دونالد في انتخابات الرئاسة الأمريكية

جريدة الدستور

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية هجمات متتالية، مطلع الأسبوع الجاري، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، كما آثارت حالة من الذعر والفوضي في جميع أنحاء البلاد.

وأصيب 29 شخصًا جراء انفجار وقع في حي "تشيلسي" بمانهاتن وسط نيويورك، الأحد 18 سبتمبر، وأعقبه انفجار في إحدى محطات القطارات في ولاية "نيوجرسي" الاثنين 19 سبتمبر، بالقرب من محطة قطار "اليزابيث" في نيويورك، وعُلقت بعدها حركة النقل في السكك الحديد الأمريكية.

- المشتبه فيه إرهابي أفغاني الأصل

كشفت الشرطة الأمريكية عن هوية المشتبه فيه بتفجيرات "مانهاتن ونيوجيرسي"، أحمد خان راحمي، ونشرت صورًا له، إذ كلفت حوالي 1000 ضابط للبحث عنه وإلقاء القبض عليه، كما طالبت الشعب الأمريكي بالأدلاء عن أي معلومات عنه، واستغرقت عملية القبض عليه، نحو أربع ساعات.

- تصريحات ترامب وكلينتون عن "رحمي"

أعرب المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، عن أسفه لأن المشتبه به أحمد خان رحمي، سوف يحظى بعلاج وتمثيل قانوني بعد إلقاء القبض عليه، مشيرًا إلى أن طريقة تعامل امريكا معه يظهر أوجه ضعف منظومة الأمن القومي بها.

لكن منافسته في الانتخابات الرئاسية، هيلاري كلينتون، تقول إن لهجة ترامب لا تساعد سوى التنظيمات الإرهابية، مضيفًة إنها المرشحة الوحيدة التي تتمتع بخبرة المشاركة في اتخاذ قرارت صعبة للنيل من الإرهابيين في ميادين القتال.

وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحفي خارج مدينة نيويورك إن هذا النوع من الخطاب والكلام الذي استخدمه ترامب يساعد ويفيد خصومنا.

ورد ترامب قائلا: "إن تولي كلينتون الرئاسة سيفضي إلى مزيد من الهجمات على وطننا ومزيد من القتلى والجرحى من الأمريكيين الأبرياء"، مضيفًا أن الجانب المحزن في قضية رحمي يتمثل في أننا سنمنحه خدمة علاجية ممتازة، وسيعتني به بعض أفضل الأطباء في العالم، كما سيحصل على غرفة مجهزة داخل إحدى المستشفيات، قائلًا: "يا له من وضع محزن".

- "هدية" ترامب في حملته

وتعد كثرة العمليات الإرهابية هدية ثمينة لحملة دونالد ترامب الانتخابية، ليدعم موقفه المتطرف ضد الإسلام والمسلمين، إذ أنه أدلي بعدة تصريحات من قبل مطالبًا بمنع دخول العرب والمسلمين إلى البلاد، كما اتهمهم بأنهم إرهابيين.

ودعا ترامب في تصريحاته من قبل إلى منع المسلمين من دخول أمريكا، عقب حادث إطلاق النار في ولاية كاليفورنيا، قائلًا: "من الواضح أن الكراهية تجاوزت حدود الفهم، ولذا يجب أن نعرف من أين تأتي الكراهية، ولماذا؟، وحتى نحدد ونفهم هذه المشكلة والتهديد الذي تمثله، دولتنا لا يجب أن تكون ضحية لاعتداءات من أشخاص يؤمنون فقط بالجهاد، وليس لديهم أي احترام للحياة الإنسانية.

وقال ترامب إنه يجب على أمريكا أن تقوم بوقف لدخول المسلمين الولايات المتحدة، مضيفًا "ليس لدينا أي خيار آخر، لأن المسلمين يكرهون الأمريكيين، وهو ما يشكل خطرًا على البلاد، كما شدد على وضع رقابة شديدة على الهجرة ووضع الرقابة على الوافدين لأمريكا، كما طالب بمنع العديد من الدول من ارسال مواطنيها إلى أمريكا، مثل المكسيك الذي اراد ببناء جدار حدودي.

وهكذا ساعدت سلسلة التفجيرات المتتالية في أمريكا، والتى ورائها إرهابي عربي مسلم، حملة دونالد ترامب الأنتخابية فهي بمثابة تأكيدًا على تصريحات ترامب السابقة بشأن منع دخول المسلمين والعرب إلى البلاد، بدافع حماية بلاده من الإرهاب

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إنه من المؤكد أن يقول ترامب عقب التفجيرات أن أمريكا فتحت الباب للإرهابيين و هذه هي النتيجة، وبالفعل ان ما يحدث سوف ينعكس على الحملة الانتخابية لترامب في الفترة القادمة، وأي عملية عدائية ستصب مباشرة في الخطاب الإعلامي له، وتكون مؤيدًا لتصريحاته السابقة.

وأضاف فهمي، في تصريحات لـ"الدستور"، أن ترامب ينتقد تقديم العلاج لراحمي فهو يطالب بقتل الإرهابي، وهذا لا يتماشي مع الفكر الأمريكي، وبعيد عن ما نسميه "البعد الأخلاقي" في السياسة الأمريكية، من حيث طريقة تعاملها مع المواطنين حتى ولو كانوا إرهابيين، مشيرًا إلى أن ترامب لا يدري شيئا عن القانون.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التفجيرات التى وقعت بأمريكا مطلع الأسبوع الجاري، ربما تكون دعمًا لحملة ترامب الانتخابية، وذلك بسبب تصريحاته عن المسلمين بإنهم إرهابيين، مضيفًا ان ترامب شخص "عنصري" يريد استخدام العنف ضد الشخص المشتبه به وراء التفجيرات حتي قبل أن تثبت عليه التهمة.

وأضاف دراج، في تصريحات لـ"الدستور"، أنه من المتوقع ان تزداد العمليات الإرهابية في أمريكا، حال فوز فوز ترامب في الأنتخابات وتوليه منصب رئاسة الجمهورية، وذلك بسبب عدائاته مع العرب والمسلمين وايضًا نتاجًا لعنصريته.