رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرشح الرئاسي الأكثر تناقضًا.. ترامب "كل حاجة وعكسها"

جريدة الدستور

لا يمكننا التقليل من شأن المرشح الأمريكي "دونالد ترامب"، والذي بدأ يتلاعب بمؤسسة الحزب الجمهوري الأمريكي، حيث أنه تارة يتوعد بأنه قادر على خوض الانتخابات كمستقل، بما يستتبعه ذلك من انقسام الناخبين وخسارة حتمية للحزب فى الانتخابات العامة، وتارة أخرى٬ على نحو ما أكده فى المناظرة الأخيرة٬ فهو يكن كل الاحترام لمؤسسة الحزب وزملائه من الجمهوريين تمهيدا لاختياره كمرشح للحزب، ومن هنا يبدأ التناقض في تصريحات ترامب التي أثارت موجة من السخرية والنقد خلال الانتخابات الرئاسية التي تجري حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويكمن التناقض الأول في تصريحات ترامب المتطرفة والمتعددة، بترحيل الملايين من العمال غير الشرعيين أو منع دخول المهاجرين السوريين أو حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة٬ والتي أدت إلى شن هجوم حاد عليه من كل صوب وحدب، ووقع ذلك كله على مؤسسة الحزب التى تقف عاجزة فى التعامل مع دونالد ترامب، الذي توالت تصريحاته المتناقضدة والمتطرفة حتي الأن.

التناقض الأكبر
التقي المرشح الجمهوري دونالد ترامب، أمس الأربعاء، في اجتماع خاص، برئيس المكسيك "إنريكي بينا نييتو"، وقد خفف من حدة خطابه فيما يتعلق ب"المهاجرين" من المكسيك في الولايات المتحدة، قائلا إنه يبحث عن حل "إنساني" لتلك المسألة، بعد عدة تصريحات تعهد فيها بطردهم وإقامة حائط لمنع تدفقهم، كما اتهمها من قبل بارسال اسوأ مواطنيها الى الولايات المتحدة.

وتشكل هذه الزيارة مفاجأة بعد تصريحات ترامب عن بناء الجدار الحدودي مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين منها لامريكا، كما جعل ترامب من مسألة الهجرة تلك محور حملته منذ بدئها في يونيو2015 ووقعت تلك الزيارة عقب كتابة ترامب في حسابه الخاص علي "تويتر" إنه قبل دعوة الرئيس المكسيكي و ينتظر لقائه ذلك ب"فارغ الصبر"، ما يجعلنا في حيرة أمام التناقض الكبير في تصريحات ترامب الذي تارة يمنع المهاجرين من المكسيك الدخول، وتارة أخري يفتح لهم الباب.

الجدار الحدودي
وقال ترامب من قبل إنه يريد بناء جدار على حدوده مع دولة المكسيك، من أجل وقف التنقلات غير المشروعة للبشر والمخدرات والأسلحة، مضيفا أن "حدودًا آمنة تشكل حقا سياديا ومصلحة متبادلة، كما يريد ان تتحمل المكسيك تكاليف البناء".

ومن جانبه رد الرئيس المكسيكي، إنريكي بينا نييتو، قائلًا: "أبلغت دونالد ترامب أن المكسيك لن تتحمل تكاليف بناء الجدار"، مؤكدًا لذلك على حسابه الخاص بموقع تويتر "أشرت بوضوح في بداية الحديث مع ترامب إلى أن المكسيك لن تدفع"، أثارت تلك المسألة جدلًا علي مواقع التواصل الأجتماعي و مباحثات بين الدولتين إلى أن التقي ترامب بالرئيس نييتو بالأمس.

ومن المقرر أن يلقي المرشح الرئاسي ترامب خطابا في ولاية أريزونا، يطرح فيه خططه بالنسبة لمسألة طرد المهاجرين غير الشرعيين من أمريكا، التي كان قد تحدث عنها في وقت سابق، وسيلقي خطابه عن مشكلة المهاجرين بعد أن التقي بالرئيس المكسيكي، ومن المعروف أن هناك عددا هائلًا من المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأمريكية.

ترامب وحلفاء أمريكا
أكد ترامب أنه سيقدم على حل حلف الناتو، إذا لم يدفع أعضائه تكلفة الدفاع عنهم من جانب أمريكا، مؤكدًا أنه 4 فقط من بين 28 دولة في الحلف، يشاركون في تكلفة الدفاع عنهم، إلا أن عدد هذه الدول هم في الحقيقة 5 دولًا، وعلى الجانب الآخر وفي موقف متناقض، قال ترامب أنه يجب الالتحام مع الحلفاء والوقوف إلى جانبهم وعقد اتفاقيات تضمن ذلك، الأمر الذي جعل وسائل الإعلام الأمريكية تنتقد ترامب وتصريحاته المتناقضة.

حرب العراق
قال ترامب في تصريحاته وبخصوص رأيه في حرب العراق أن موقفه من تلك حرب كان معارضا تماما، مؤكدًا أنه ظل خلال السنوات الماضية يحذر من تبعاتها في خلق عدم استقرار بالشرق الأوسط، ثم أكد بعد ذلك في احد لقاءاته التلفزيونية عندما سأل عن موقفه من الحرب قبيل انطلاقها قال "بالطبع، أؤيد ذلك"، وفقًا لما نشرته شبكة " اي بي سي" الأمريكية، التي انتقدت ترامب بشدة.

وكثير ما تحدث ترامب عن معارضته لحرب العراق، حيث قال من قبل إن غزو العراق أسوأ قرار يتخذه أي شخص وأي رئيس في التاريخ، كما انتقد الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش".

لكن نشر موقع "بزفيد" الأمريكي، مقابلة مسجلة لترامب كانت قبل أندلاع الحرب، يسأل فيها المذيع "هاوارد ستيرن" عما اذا كان يؤيد غزو العراق، فأجاب قائلًا: "نعم أعتقد ذلك"، مما يعتبر تناقض كبير يفضح ترامب الذي ليس له مبدأ يسير عليه.

التدخل الروسي في سوريا
وصف ترامب، من قبلن الهجمات الروسية في سوريا بالشيء الرائع، قائلا: "إننا اعتدنا أن نكون البلد الذي لم يخسر أي حرب، الآن، نحن لن نكسب أي حرب أبدا، لأنه لم يكن لدينا قاد، ة حقيقيون ولم يكن لدينا عقول مفكرة، ولدي أمل اذا فزت في الانتخابات أن يتغير ذلك بسرعة".

وبعد أيام من تصريحاته تلك، أكد المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، أنه يريد أن "يجلس بارتياح" ليشاهد روسيا تواصل الغارات الجوية في سوريا؛ لتتورط في هذا البلد وتقع في "الفخ".

الحرب في أفغانستان
أثبت التدخل الأمريكي في أفغانستان، أن المرشح الأمريكي ترامب يسير في اتجاهين بنفس الوقت؛ حيث قال إنه على الرغم من اعتقاده أن حرب العراق كانت خطأ، إلا أنه يعتبر الأمر مختلفا في أفغانستان.

وعلقت صحيفة "واشنطن بوست" على هذه التصريحات، بأنها مناقضة لموقفه من الحرب، حيث انتقد الحرب في أفغانستان، وكثيرا ما تحدث عن الحربين بازدراء مماثل، وعند سؤاله مرة أخرى عن تصريحاته السابقة لقرار غزو أفغانستان، نفى ترامب الإدلاء بمثل هذه التصريحات.

إيران
قال ترامب المرشح المثير للجدل، بعد أن هاجم أوباما بسبب إتفاقه مع إيران، إن بعض الجماعات "سيظلوا أعداءنا"، كما أكد ترامب إن ايران تشكل الخطر الأكبر، وأن أن تفكيك الصفقة الكارثية مع ايران هي من اولويات عمله بحال انتخابه رئيسًا لأميركا، وذلك خلال كلمة له في مؤتمر نظمته لجنة الشؤون العامة لأمريكية.

ثم قال بعدها في تصريحاته عن الإيرانيون: "يجب أن يعرف العالم إننا لا نذهب للخارج بحثاً عن أعداء، وإننا نكون سعداء دائماً عندما يتحول أعداءنا القدامى إلى أصدقاء، وعندما يصبح الأصدقاء حلفاء".

ومن جانبه قال الدكتور، مختار عباس، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السسياسية، إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب محط جدلًا كبير في أمريكا والعالم بأكمله، وتصريحاته كافة معروف انها متضاربة، متناقضة وهوجاء، مؤكدًا أن كل تصريحات ترامب، وحتي في مهاجمته للمرشحة، هيلاري كلينتون، تظهر أنه متناقض، وليس مع دولة المكسيك وتصريحاته تجاه المهاجرين منها، فهو يريد اثارة الجدل حوله فقط ليس أكثر.

كما أشار عباس إلى أن اكثر من 28 شخصًا في الحزب الجمهوري الأمريكي، طالبوا بالكشف عليه عقليًا، وتقديمه لمصحة عقلية، ما يؤكد أن ترامب محط جدلًا كبير في امريكا وهذا هو المعتاد في تصريحاته.

وفي هذا الشأن ايضًا، قال الدكتور، طارق فهمي، استاذ العلوم السياسية، إن امريكا لا تحاسب ترامب علي تصريحات يدلي بها، وهذا ما يجعله يتراجع عن هذه التصريحات مثل عقده لمقابلات، ولذلك علينا ان لا نحاسب الرئيس المحتمل إلا علي خطاب رسمي له.

وأشار فهمي بخصوص مقابلة ترامب لرئيس المكسيك عقب تصريحاته بخصوص الجدار الحدودي مع المكسيك، قائلًا: إن زيارة ترامب لا تعتبر "تناقض جوهري"، لكنها كانت لمجرد لفت الأنظار إليه، وهذا هو المخطط العام لمحاولة لفت الأنظار.

وأضاف فهمي أن استطلاعات الرأي تشير لتقدم ترامب علي كلينتون بصورة كبيرة، و لذلك يعتبر ترامب هو الرئيس المحتمل للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن ترامب يعد من أوساط الشعب والأمريكان يريدون رئيس من خارج المؤسسة السياسية.