فى تربية وتعليم القاهرة.. شبح!

لطالما صال وجال اللهو الذى كان خفى لسنوات بين حارات ودهاليز الكتب الخارجية مشاركا فى إعدادها، ومنتجا أحيانا، ودائما مانحا حق الترخيص، ومُخرجا لشكل ومضمون المُنتَج القائم على الحفظ والتلقين للإسهام فى زيادة عدد المتخلفين من فصيلة الببغاءات.

فالشبح الذى ظل لسنوات يتردد على كبريات دور النشر الوكيلة للكتاب الأجنبى لعقد الصفقات القذرة عن الأعوام القادمة وتقرير نسبة البقشيش طبقا لعدد سنوات حق تقرير الكتاب على المرحلة الإبتدائية والإعدادية والثانوية، بل وصل حد الوقاحة دعمها لإستمرار الكتاب المستوى العادى للغة الإنجليزية ضاربة عرض الحائط بعدم الفائدة منه لطالب اللغات.. بل وصل حد الجشع التعاقد مع إحدى دور النشر لتمويل مرحلة رياض الأطفال بكتاب اللغة الإنجليزية فى شتى المدارس التجريبية بشقيها، العام الماضى بسعر حوالى 125جنيه مدفوعة للمدرسة مقابل حوالى 25 سعر الكتاب خارج المدرسة، متجاهلة القرار الوزارى الذى يحظر تدريس اللغة الإنجليزية فى رياض الأطفال!

وبكشف اللثام عن شبح تعليم القاهرة، راح يُسىء إستخدام موقعه للنيل والإنتقام من طيور العصافير والغربان. ودفعته الغرور والكبرياء والبطش للعب مع الصقور التى حلت على المؤسسة هذا العام، فما كان من الصقر إلا أن يوجه له إنذار شديد اللهجة.. نفتبس بعضا من مضمونه " بات لدينا كافة أنواع المضادات الحيوية وغير الحيوية لضرب أى حيل دفاعية مهما كان وزن صاحبها.. فأنت بصدد الفرصة الأخيرة"!

وبتسليط الضوء على الإنذار الأخير من قبل القائم على دوار تربية وتعليم القاهرة، نجد أن الشبح الذى أضحى مرئيا من نصفه الأعلى، كان ولا يزال يستخدم نظريات الصهاينة كـ " فَرِّق.. تسد"، " هاجم قبل أن يُكتشف أمرك"، وذلك بتشويه صورة من لا يمر عبر بوابة الرضا أو من يفكر فى الإصرار على نيل حقوقه..

ولم يكن غريبًا أن يعتقد الشبح أنه مالك لموقعه.. يفعل ويُقرر ما يشاء انطلاقًا من الميراث الذي خلفه بَّبَّا ومَّمَّا ( papa et mamma ). فأن يصل الأمر لإصدار قرار بتعيين مدرسة للغة الإنجليزية بالرغم أنها ليس تخصصها ولم تدر عن اللغة الإنجليزية سوى A B C D ، وأعتقد أنها لا تحفظها مرتبة، كما لا تحفظ أ ب ت ث بالعربي.. وباكتشاف الأمر من قبل مدير إدارة التبين، يقوم الشبح بإلغاء الأمر بعد أن عمت وانتشرت الفضيحة وبعد رفض المدرسة العمل كمدرس لغة إنجليزية وطلبها العمل كفرد علاقات عامة.

ولعل ما استوقفني من هذا الأمر: أين الموجه العام وموجه أول اللغة الإنجليزية؟ أين مدير شئون العاملين؟ أين وكيل وزارة شئون الإدارات، وكم رقم هذه العملية المفضوحة؟ ولمصلحة من ومن ومن.. إلخ، وكم حجم التبادل النفعي بين الجهات المعنية من هذا الأمر وخلافه؟.

أعتقد أن الشبح من فصيلة "كان" و "إن" وأخواتها تتواجد خلف الأبواب لكل غرف المكان.. وأعتقد أن هذه الأشباح لديها من الذكاء لحد الخبث أن يدركو أن أفعالهم لن تكون فى ظل مراقبة الصقر لهم، سواء من فصيلة الدسوقي أو من فصيلة نوفل.. وهذه الصقور قد أعُلن عن اكتشافها مؤخرًا.

فهل يُعيد شبح تربية وتعليم القاهرة حساباته حتى لا ينفضح أمره.. أم يدفعه غروره وصهويونيته وتكوينه الشاذ للمُضي قدما نحو مستقر الجحيم؟.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.