رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كن رئيسًا للجمهورية ولو لمرة


تحرك أيها الدكتور محمد محمد مرسي عيسى العياط ..مارس ولو لمرة واحدة سلطات رئيس الجمهورية مثلما يجري فى كل بقاع الأرض .....كن حاكمًا عادلاً لكل المصريين .... دعك من مصطلحات المؤامرة والانقلاب على الشرعية والمطامع

والفتنة وانظر بعينك لهذا الشارع الذي يغلي دمًا ...انظر لهذه الدموع التى تنهمر من أعين عشرات الأمهات والزوجات ممن فقدن أبنائهن وأزواجهن.. أرجوك لا تكابر وتصدق نفسك وأنت تنطق بهذه الكلمات الرنانة عن الحق والباطل وأنت تعلم أنك تضع البلد فى الجحيم.

كلنا كان لنا تجارب فى شبابنا ولوفترة من فترات حياتنا مع التيارات الإسلامية وعشنا معهم حلاوة الطاعة مع الله وعشنا أيضًا بسبب انغماسهم فى السياسة مآسي فهمهم الضيق والمشوه والسقيم لطبائع الأمور .. رأينا بأم أعيننا كيف استطعنا ونحن داخل هذه الجماعات بأن نقنع من حولنا بصدق مواقفنا بأدلة شرعية، وكنا ننجح في الوقت نفسه في التراجع عن آرائنا بالأدلة الشرعية أيضًا.

دعك من هتافات العامة السطحية وكن أعمق وأشمل وأرقى فى قياس الأمور بميزان حساس من العدل والإنصاف لتجمع أشتات المتفرقين والمتناحرين .. فالعامة كما سبحوا بحمد فرعون من قبل فإنهم لا يجدون غضاضة أن يسبحوا بحمدك طالما يؤمنون فقط بما يعتقدون.

تحرك قبل فوات الأوان تعامل مع الدولة بفكر الدولة التي انتخبك شعبها لتكون على رأسها ...فكل الناس هم رعاياك .....المؤيدون والمعارضون رعاياك ....لقد ارتكبت أكبر مصيبة ربما لن يغفرها لك التاريخ عندما غضضت الطرف وأنت تعلم أن مؤيديك ذاهبون لقصرك لتأديب معارضيك ...لقد سقط قناعك في هذا اليوم وتأكد الجميع أنك تتعامل مع الدولة المصرية العظيمة الكبيرة المهيبة العريقة بعقلية الجماعة التى احتوت كل كيانك وغدت دماؤها تسير فى كل عروقك وليس بعقلية الدولة التى ينتمى لها كل المصريين .. تحرك قبل أن تزيد الدماء الطاهرة الذكية لهؤلاء الأطهار فى ربوع مصر من كل الفصائل ....لا تصدق قناعاتك التى ورثتها من جماعتك ولا من حولك بأن مايحدث الآن على أرض مصر هو معركة بين الحق والباطل، فلو كانت هكذا ماكان هؤلاء على قلب رجل واحد فى ثورة 25 يناير.

دعك من قسمات القوة والثقة التى تريد أن تظهرها على وجهك وأنت تتحدث، فالغرور والغطرسة والكبر والعنف أمراض أفسدت بلاد وقتلت عباد .. تحرك قبل أن تسبق خطواط النخبة المحنطة خطواطك ..تحرك قبل أن يجد الفلول طريقهم بين فريقين كانا يدًا واحدًا فتحولا مع أحاديث وخطابات جماعتك لأعداء يتربص بعضهم ببعض.

حسبنا الله ونعم الوكيل