رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحكم بإعدام مصر


نحن في طريقنا للتشرذم والانقسام.. نتعرض مع سبق الإصرار والترصد إلى أكبر مؤامرة وفتنة في تاريخ مصر، بعدما نجح صانعوها في وضعنا على شفا الحرب الأهلية ..

ترك الشيوخ مساجدهم ودعوتهم وكلماتهم الطاهرة النقية؛ لترقيق قلوب العصاة البعيدين عن ربهم، واتجهوا للميادين يهتفون ويصرخون لتأجيج نيران الفرقة وإقصاء المعارضين، والتشكيك في إسلامهم ووطنيتهم.. تركوا منبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونزلوا إلى براثن السياسة بوحلها وسوادها.

انقلب المثقفون والمفكرون على أعقابهم، واتخذوا طريقًا شائكًا جعلوا منه نارًا ضد أعدائهم من الإسلاميين، بعدما اعتبروا الذقون والجلاليب البيضاء هى الرجعية والدمار والإقصاء والإرهاب.

تفتت الشباب الثوري الذي خرج عن بَكرةِ أبيه يزأر كالأسود أمام نظام مبارك وطغيانه وجبروته، وتحول لركام ورماد وذرات من الهشيم، فأصابهم الغرور والكبر والإعجاب، وظنوا أنهم قلب ونبض وعين وضمير مصر، ومن سواهم عبيد لفضلهم ونعمتهم .

نحن على وشك الانفجار.. فصانعو المليونيات المزيفة لا يعلمون أنهم يصنعون براميل البارود التي تُهدد بحرق البلاد في لحظات.

فشلت جماعة الإخوان، وفشل مرشدهم، وفشل رئيسها المنتخب في لم شمل الجميع قبل الصدمة الكبرى، وتفرغوا فقط لِلم شمل جماعتهم ودولتهم الخاصة، بعدما تحولوا لحاصدين للمصالح والمنافع والمطامع لهم، ولمن يواليهم ويؤازرهم.

الجميع اختلفوا على كل شئ، ولكنهم اتفقوا على شئ واحد هو إقصاء الآخر.. فأصبح لا يُعنيهم أمهات تمزقن على أبنائهن.. ولا عجائز تشردوا بعد عوائلهم .. ولا ثكالى ضعن بعد أزواجهم .

حسبنا الله ونعم الوكيل