رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعليق صحيفتين إماراتيتين


اهتمت الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالأزمة السورية .. إضافة إلى "النفاق الديمقراطي الغربي وحرية التعبير السياسي".

وتحت عنوان “عمق الديمقراطية” أكدت صحيفة "الخليج" أن الهوة كبيرة بين الفعل والقول لدى البلدان الغربية وخاصة حينما يتصل الأمر بمصالحها .. مشيرة إلى أنه في كل يوم هناك شاهد صادق على هذا الأمر والقضية الفلسطينية هي الأرض الخصبة لمثل هذه الشواهد .. وليست القضية الفلسطينية وحدها تشهد على النفاق الديمقراطي الغربي بل نجد في كل يوم من مختلف القضايا أمثلة على ذلك.

وأضافت أن آخرها ما جرى للباكستاني عمران خان المرشح لرئاسة الوزراء في بلده حينما أنزل في مطار كندي من الطائرة التي كانت ستقله إلى نيويورك و تم استجوابه هناك من قبل ممثل السلطات الأمريكية ليس حول أفعاله أو حتى حول شكوك عن ارتباطاته بمنظمات متطرفة .. جرى التحقيق معه حول آرائه في موضوع الطائرات من دون طيار التي تستخدمها المخابرات الأمريكية في عملياتها العسكرية في باكستان.

وأوضحت أنه شاهد يكاد يكون مثاليًا حول النفاق السياسي عن حرية التعبير التي لا يتوقف الحديث عنها الذين ينطقون باسم السلطات الأمريكية خصوصًا والغربية عمومًا .. عمران خان كان رياضيًا و من ثم انخرط في الحياة السياسية في بلده .. وهو أقرب في تفكيره إلى الليبرالية أي الفكر الحاكم في البلدان الغربية .. ولم يشفع له هذا في أن يختلف في بعض التفاصيل مع الولايات المتحدة.

ونوهت بأنه لم يقل الرجل أكثر من أن استخدام الطائرات من دون طيار عمل يقود إلى عكس مايراد منه لأن قتل الأبرياء الناجم عنه يؤدي إلى زيادة العنف لا إلى تقليله..وذلك لأن ما يلحق بالمدنيين الأبرياء من جراء القصف يشعل المشاعر المضادة للمصالح الأمريكية و يسهل أمام المتطرفين الطريق من أجل تجنيد المقاتلين ضد المصالح الأمريكية في باكستان .. موضحة أنه رأي يشاركه فيه الكثير من الباكستانيين وغيرهم الذين يرون عقم هذا الأسلوب .. وليس هؤلاء بالضرورة من أعداء الولايات المتحدة بل قد يكون بينهم من يرغب في علاقات جيدة معها.

وبينت أن ما جرى لعمران يفصح أكثر عن طبيعة حرية التعبير السياسي ..فالحرية هذه على ما يبدو محصورة بمن يوافق الولايات المتحدة والغرب عمومًا الرأي في ما يقولونه وما يفعلونه.. و تنتهي حدود حرية التعبير لديهم عند انتقاد تصرفاتهم وأفعالهم .. كانت مساحة المسامحة أوسع حينما كان الغرب أكثر غنى وأكثر سيطرة ولكن التضاؤل النسبي لحجم القوة والغنى بدأ يثير القلق ومعه العصبية النفسية لدى بلدانه.

وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها "إن الخوف من التداعي يدفعهم إلى ردود الفعل التي تضيق نطاق المسامحة .. لقد أصبح الخوف هو المهيمن على ردود الأفعال الغربية التي شاهدناها من خلال الكثير من الإجراءات الأمنية التي أصبحت تضيق على مواطنيها حياتهم .. ومن باب أولى أن تكون أعنف خارج حدود بلدانها .. وهي بهذا تفضح ضعفها كما خوفها".

ومن جانبها دعت صحيفة "البيان" إلى ضرورة إيجاد طريقة ما لوقف قصف المدنيين السوريين وتدمير بيوتهم وإيصال المساعدات لهم تحت أي ظرف كان فليس من المعقول أن يؤخذ شعب كامل رهينة تمارس ضده سياسة العقوبات الجماعية ويطلق عليه كل هذه الكميات من النيران.

وتحت عنوان “مأساة قادمة” قالت ها هو عيد الأضحى المبارك يمضي ولم يهنأ السوريون فيه بيوم واحد دون قتل ودماء ودمار وخراب والمرجح أن تمضي أيام صعبة أخرى على السوريين، طالما أن المجتمع الدولي ارتضى أن يلوذ بالصمت حيال المذبحة المستمرة التي لا يعرف أحد التوقيت المحتمل لتوقفها و كم من الأبرياء سيذهبون ضحية لذلك.

وأكدت أنه ليس من المنطقي أن يُذبح السوريون تحت أي مسمى والمجتمع الدولي يقف يتفرج على المذبحة.. فمن المؤكد أن هناك إجراءات رادعة كفيلة بوقف المجزرة، ومن المؤكد أن المجتمع الدولي قادر على وقفها، كما فعل في أكثر من مكان و لكن الغريب أن هذه الإرادة الدولية لاتجد طريقها إلى الملف السوري الذي تعفن في أروقة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحذرت من أن المجاعة تدق باب كل السوريين و موسم البرد والشتاء دخل إلى بيوتهم و هم غير مستعدين له فمئات الأسر الباحثة عن ملجأ آمن من جحيم القصف قضت صيفها في الحدائق العامة بعد أن دمرت الطائرات بيوتها بذريعة ملاحقة فلول الإرهابيين..هذه الأرواح الهائمة بحاجة إلى جهد دولي عربي إسلامي استثنائي و إلا أقبلنا على كارثة لا تبقي ولا تذر .. مؤكدة أنه إذا فشلت الحلول السياسية في وضع حد لهذه الحرب المدمرة فلا شك أن الجهود الإغاثية ينبغي أن تتركز على الإعداد لموسم الشتاء الذي طرق أبواب السوريين مبكرًا هذا العام في ظل انعدام الأغذية والأدوية ووقود التدفئة.

وطالبت "البيان" في ختام افتتاحيتها بضرورة التحرك ووقف المأساة المتفاقمة يوما بعد يوم فقد مضى وقت طويل على هذه الأزمة و إن كانت المبررات السياسية غير مشجعة للمجتمع الدولي وآلية اتخاذ القرار فيه فلتكن المبررات الإنسانية فهي كافية للتدخل ووضع حد لهذه المآسي التي تدمي القلوب.