رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجامعة العربية: الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل اقتصاديا حققت نجاحا قويا

 الجامعة العربية
الجامعة العربية

أكدت الجامعة العربية أن حملة مقاطعة إسرائيل والتضامن مع الشعب الفلسطيني سجلت نجاحا قويا خاصة على المستوى الدولي في ظل تصاعد السخط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني.

وقالت الجامعة العربية، في التقرير الذي أعده "قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة" واستعرضه أمام المشاركين في أعمال المؤتمر الـ89 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل، برئاسة الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، الذي يختتم أعماله اليوم، الخميس، بالجامعة العربية، أن حملة المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل تتصاعد وتتسع رسميا ويتواصل تأثيرها في شتى المجالات؛ حيث باتت تشكل أرقا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي التي اعتبرت انتشار حملة المقاطعة تهديدا لوجودها.

وبين التقرير أن العالم يشهد تضامنا كبيرا مع حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل وعزل مؤسساتها وشركاتها المتواطئة في انتهاك القانون الدولي وهي مستمرة حتى إنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري وتفكيك المستوطنات وجدار الفصل العنصري وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

وأكد التقرير أن إسرائيل تحارب بشتى الوسائل حركة المقاطعة من خلال اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتقديم مشروع "قانون يمنح إسرائيل مكانة اقتصادية خاصة وحمايتها من العقوبات"، وتارة أخرى مصادقة المحكمة العليا الإسرائيلية على قانون محاربة المقاطعة ورفضها الالتماسات المقدمة من قبل منظمات حقوق الإنسان، الذي سنه الكنيست الإسرائيلي عام 2011 وهذا يدل على إفلاس النظام الإسرائيلي بحكوماته المتعاقبة، واعتراف بالإنجازات التي تحققها حركة المقاطعة في معارك الرأي العام في العالم.

وسجل التقرير أهم الإنجازات التي قامت بها حملات مقاطعة إسرائيل خلال الفترة الماضية منها اقتراحات أوروبية لفرض عقوبات على البنوك الإسرائيلية بسبب نشاطاتها واستثماراتها في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية مما أثار لهذه البنوك حالة ذعر أدت إلى هبوط أسهمها بنسبة 2.5 % تقريبا.

وقال التقرير إن البرازيل ألغت عقدا ضخما مع شركة إسرائيلية للألعاب الأوليمبية لعام 2016، حيث استثنت الحكومة البرازيلية شركة "أمية" الاسرائيلية من العمل في اكتوبر 2014 في الأوليمبياد في مدينة ريو دي جانبيرو البرازيلية، وذلك بعد حملة قام بها نشطاء من المتضامنين مع القضية الفلسطينية.

وأوضح التقرير أن الخارجية الأمريكية أبلغت إسرائيل أنها لن تحمي منتجات المستوطنات من حملة المقاطعة، وأنه سيكون من الصعب حماية المنتجات كون المستوطنات مقامة على أراض محتلة وفق القانون الدولي، وذلك وفق صحيفة "هارتس العبرية".

وأشار التقرير إلى أن شركة "أورنج الفرنسية" أعلنت سحب علامتها التجارية من إسرائيل وذلك بعد قيام شركة "بارتنر الإسرائيلية" في البناء على أراض فلسطينية مصادرة وعلى ضوء ذلك أعلنت "أورنج" الفرنسية على إنهاء عقدها مع الشركة الإسرائيلية وعدم رغبتها في المساهمة بدعم اقتصاد المستوطنات والتي فسرت إسرائيل هذا العمل أنه رضوخ وضغوط من حركة المقاطعة ضد إسرائيل.

وأكد التقرير أن متحف اللوفر الفرنسي رفض طلب زيارة طلاب إسرائيليين من جامعات إسرائيلية وذلك لتبادل الأفكار بينهما.

وقال التقرير إن هناك أحزابا بلجيكية أوصت بقرار عزل الشركات التي تدعم الاستيطان، وضرورة منع الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي من الربح في الأسواق البلجيكية كونها تساعد في قمع الشعب الفلسطيني على الحواجز وفي السجون الإسرائيلية.

وأضاف التقرير أن المقاطعة الأوروبية على المنتجات الزراعية الإسرائيلية الخاصة بالمستوطنات تكبد إسرائيل 6 مليارات دولار في عامي 2013 و 2014 وذلك وفق صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية.

وأكد، أن شركة KLB النرويجية، التي تعمل في مجال التأمينات قد سحبت استثماراتها من شركتين المانيتين لمواد البناء وذلك بسبب عملهما في المستوطنات المقامة بالضفة الغربية المحتلة لتأكيد أحقية الشعب الفلسطيني في التخلص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة، حيث تقوم اللجنة النرويجية لمقاطعة إسرائيل بجهود كبيرة لمنع الدولة من تصدير أسلحة إلى إسرائيل ومنعها من تصدير بضائع نرويجية نوعية لإسرائيل.

وبين التقرير، الذي عرضته الجامعة العربية على مؤتمر ضباط الاتصال لمقاطعة إسرائيل، أن مجلس النواب الأمريكي صادق في 12 يونيو الماضي على مسار لتسريع التوقيع على مشروع قانون "اتفاق تجارة حرة" بين الولايات وأوروبا يتضمن بندا يلزم دول الاتحاد الأوروبي بالامتناع عن فرض أي نوع من المقاطعة على بضائع إسرائيل لأنها نابعة من دوافع سياسية.

وقال التقرير إن الاتحاد الأوروبي سيبدأ قريبا بالعمل على وضع علامات على منتجات المستوطنات حيث كان الاتحاد قد جمد قراره بوضع هذه العلامة بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2013 ولكن سيعيدها ويجدد القرار الذي وافقت عليه 13 دولة أوروبية.

وسجل التقرير أيضا أن حركة "حداش" الإسرائيلية اليسارية المعارضة أعلنت تأييدها لفرض مقاطعة دولية على الشركات العاملة داخل المستوطنات لأنها نوع من المقاومة المدنية المشروعة.

وأضاف أن حملة المقاطعة نجحت بنقل شركة مستحضرات تجميل من مستوطنة متسبي شالوم وهي تعمل في أدوات مستخرجة من البحر الميت "أهافا" في أعقاب استمرار الحملات الدولية لمقاطعتها وأغلقت فرعها في لندن.

وأكد التقرير أن إسرائيل تقوم بأسلوب جديد من التزوير؛ حيث تقوم شركات إنتاج زراعي في المستوطنات المقامة في الأغوار الفلسطينية بخداع المستهلك الأوروبي عبر تغيير مكان إنتاج منتجاتها بحيث تكتب على عبوات إنتاجها أنها من الأراضي المقدسة أو فلسطين التي تعتبرها أوروبا مخالفة للقانون الدولي، وكذلك بالنسبة لتصدير التمور والخضراوات حيث تعبأ باسم شركات فلسطينية وهمية لكي تصدر إلى أوروبا.

وأشار التقرير إلى أن هناك تراجعا للشركات الفرنسية عن تنفيذ مشروع التلفريك "قطار القدس الخفيف" في البلدة القديمة بمدينة القدس حيث قدمت اعتذارا عن العمل به، حيث إن بلدية القدس أقرت في وقت سابق أن يمر التلفريك من منطقة سلوان ومقبرة الرحمة وسيلامس سور المسجد الأقصى المبارك، مما يمس بارث الحضارة لمدينة القدس والمسجلة على قائمة التراث العالمي منذ العام 1982.

وأكد التقرير أن أكاديميين وسياسيين وكتاب يهود مناهضين للاحتلال الإسرائيلي أكدوا دعمهم لمقاطعة إسرائيل ويعتبرونها قانونية وشرعية وليست معادية للسامية داعين من خلال مشاركتهم في مؤتمر عقد في جامعة سيدني، إلى ضرورة تفعيل حملة المقاطعة ومضاعفة الجهود من كافة الأطراف للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية ولفضح ممارسات إسرائيل العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال.

وبين التقرير أن نوابا من الكونجرس الأمريكي قدموا مشروع قانون لحظر مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وفق صحيفة "يدعوت أحرنوت"، حيث إن الكونجرس يعد هجمة مضادة لـ "تسونامي المقاطعة" من خلال تقديم مشروع قانون يمنح إسرائيل مكانة اقتصادية خاصة للولايات المتحدة ويحميها من العقوبات، مؤكدا أن هذا التحرك جاء بعد تنامي المستوطنات وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في كافة أنحاء العالم.

وقال التقرير إنه مع تصاعد واتساع حملات المقاطعة، فقد أوقف محتجون غاضبون المباراة الدولية لكرة "الهوكي" على الجليد بين فريقي إسرائيل ونظيره الجنوب أفريقي التي استضافتها مدينة كيب تاون خلال بطولة العام للهوكي على الجليد حيث هتف عشرات المتظاهرين ضد تواجد الفريق الإسرائيلي في جنوب أفريقيا مطالبين بإنهاء المباراة فورا.

وأضاف أنه تمت مقاطعة شركة G4s الإسرائيلية من قبل 20 شركة في جنوب أفريقيا بسبب تقديم الأخيرة خدماتها الأمنية للمعتقلات والسجون الإسرائيلية بعقود بلغت 200 مليون دولار أمريكي.

وأكد التقرير أن هناك أكثر من 120 بروفيسور يدرس في جامعة نيويورك وهي كبرى المعاهد البحثية في الولايات المتحدة بيانا دعوا فيه إدارة جامعتهم لقطع أي شكل من أشكال العلاقات البحثية أو الاستثمارية من شركات تتربح من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وطالبوا إدارة الجامعة بالكشف عن محفظة استثماراتها ومقاطعة شركات تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين.

وأوضح التقرير أن 700 فنان بريطاني أعلنوا مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي حتى إنهاء الاضطهاد الاستعماري للفلسطينيين وفق صحيفة الجارديان، ومن بين الموقعين عليها الموسيقيان "برايان اينو، وريتشارد اشكروفت، والمخرج كين لوتش، والممثلة اليهودية مريام مارجوليس" رافضين أي دعوة مهنية من سلطات الاحتلال وأي تمويل من مؤسسات إسرائيلية.

وأضاف أن مؤتمر اتحاد العمال الأيرلندي يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومقاطعة المستوطنات من خلال انطلاق أعمال مؤتمر اتحاد عمال أيرلندا الذي يضم 750 ألف عامل ينتمون لأكثر من 58 اتحادا عماليا الذي يعقد كل عامين وبمشاركة سفارة دولة فلسطين في أعماله.

وكان مؤتمر المقاطعة قد بدأ أعماله أول أمس الثلاثاء بمقر الجامعة العربية بمشاركة وفود عربية من كل من: السعودية، وقطر، والإمارات، والعراق، ولبنان، والسودان، والمغرب، وفلسطين، وسلطنة عمان، واليمن، إضافة إلى ممثلين عن منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية.