رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزمة السورية ساحة اللعب فوق طاولة الاستخبارات الأجنبية


كشف تقرير ألماني تفاصيل أوراق اللعب فوق طاولة الاستخبارات الأجنبية فيما يتعلق بالأزمة السورية.. ووضع التقرير خريطة جغرافية لنطاقات عمل وأهداف أجهزة الاستخبارات الأجنبية للتعامل مع الوضع فى سوريا وذلك عبر استطلاع أجرته لدى الخبراء كشف اتجاهات التحركات السرية التى يتسارع وتيراتها الآن وفق مبدأ الكتمان الذي اتخذته سبيلا للتغطية على حقيقة أنشطتها، على الرغم من أن حكوماتها ترفض رسميًا التدخل العسكري هناك.

فبالنسبة للاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.أي.أيه)..فيراقب "جواسيس" الوكالة الأمريكية في تركيا ، عمليات نقل الأسلحة إلى المتمردين السوريين..أما "جواسيس" الاستخبارات البريطانية فهم يتابعون الموقف أيضا من قبرص ثم يقومون في أعقاب ذلك بتقديم معلومات استراتيجية مهمة إلى المعارضة المسلحة السورية.

أما الاستخبارات الفرنسية فتقوم ، وفقا لتقرير أذاعته قناة "دويتشه فيله" الألمانية ، بالمساعدة فى تسهيل انشقاق رموز بارزة عن نظام الأسد وتساعدهم على مغادرة البلاد وذلك بالتعاون مع شركاء من السعودية وتركيا..ويكمن هدف ذلك ، بحسب التقرير ، في تقويض النظام معنويا عن طريق هرب جنرالات وسياسيين وغيرهم من الأشخاص من محيط الأسد المباشر.

وبالنسبة للاستخبارات الألمانية ، فيسجل للرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الألمانية الاتحادية (الذي شغل المنصب حتى نهاية عام 2011) علاقاته الجيدة مع وكالات الاستخبارات السورية إلا أن ذلك تغير فى سياق تولي الرئيس الجديد منصبه فمنذ ذلك الحين تراجعت وكالة الاستخبارات الألمانية عن تعاونها مع نظيرتها السورية وانتقلت إلى التعاون مع معارضي الأسد ، وتشارك الاستخبارات الألمانية شركاءها الغربييين فى مواقفهم إزاء الأوضاع فى سوريا.

وفى السياق ، نسب التقرير الألماني إلى إيريش شميدت إينبوم مدير معهد أبحاث سياسة السلام في فايلهايم (الواقعة في ولاية بافاريا الألمانية) قوله.."إن انتشار المعلومات حول نشاطات وكالات الاستخبارات الغربية "المكتومة" لم يكن مفاجئا. ففي سوريا تعمل جميع وكالات الاستخبارات التي عملت في ليبيا أيضا من أجل إسقاط نظام القذافي".

ويضيف شميدت إينبوم.."تعمل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية منذ بضعة أشهر في تركيا بشكل خاص".

فى حين يقول مدير معهد السياسة تجاه الشرق الأوسط في واشنطن دافيد بولوك إن نشاطات وكالة الاستخبارات الأمريكية هناك محدودة جدا..فبموجب تقارير صحفية أمريكية اقتصرت الاستخبارات الأمريكية على العمل من أجل التسليم المنظم للأسلحة إلى المعارضة في محاولة منها لمنع وقوع الصواريخ والمواد الناسفة في أيدي المتطرفين الدينيين بينما تتولى تركيا والسعودية وقطر تمويل تلك الأسلحة.

ويقول شميدت إينبوم.."إن الغرب يؤيد القوى المعارضة المعتدلة في سوريا، بينما تؤيد قطر الجماعات الأصولية".

ويتابع إينبوم قائلا.. إن الحكومة الأمريكية أبدت استعدادها لتقديم صور أقمار صناعية إلى المتمردين حول تحركات القوات السورية بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني لبناء استخبارات خاصة بهم إلا أنه لا يعرف ما إذا تم اتخاذ قرار بهذا الشأن رغم أن الرئيس باراك أوباما أمر وكالة الاستخبارات المركزية بتقديم الدعم اللوجستي إلى المعارضة المسلحة.

وكشف تقرير "دويتشه فيله" الألمانية أن وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسة قدم (بعد تركه البلاد) إلى وكالات الاستخبارات الغربية معلومات استفادت منها فى عملها مباشرة.

وفى هذا الصدد ، يرى شميدت إينبوم "إن الهرب يعود بالفائدة على الهاربين لأسباب عدة ، فهكذا ينجون من أعمال انتقامية محتملة من قبل شعوبهم إذ في الغرب يبقى لهم الأمل في عدم معاقبتهم وعلاوة على ذلك يعود الهرب عليهم بالفائدة من الناحية المالية أيضًا ..إذ يتلقون وعودا بالحصول على مبالغ نقدية عالية مقابل

معلوماتهم السرية".

وعن الدور الذي تقوم به الاستخبارات الألمانية الاتحادية .. يقول شميدت إينبوم "يتميز الرئيس الجديد لوكالة الاستخبارات الألمانية الاتحادية غيرهارد شيندلير باستعداد واسع النطاق للمخاطرة ، وهو يسعى لإعادة الحصول على ثقة الشركاء الغربيين التي فقدتها استخبارات ألمانيا بسبب تحفظ البلاد في ليبيا..ولذلك تقوم

وكالة الاستخبارات الألمانية الاتحادية بنشاطات مختلفة ضد سوريا".

ويضيف إينبوم.."لا تزال مهمات السفينة العسكرية الألمانية التي تطوف منذ أسابيع في شرق البحر الأبيض المتوسط "غامضة".

ورفضت وزارة الدفاع تكهنات وسائل إعلام ألمانية تقول بأن السفينة تعمل لأغراض "تجسسية".. حيث أكد ناطق باسم الوزارة أن مهمة السفينة "لا تخدم إلا الاستكشاف والإنذار المبكر" ، وأنه لا تتوفر لدى السلاح البحري الألماني سفن تجسس.