رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعليق صحيفتان إمارتيتان


اهتمت الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالأزمة السورية إضافة إلى المستجدات في الصومال الذي ظل رهينة بيد الميليشيات وأمراء الحروب يوغلون في دم شعبه ويمزقون جثته منذ نحو عقدين من الزمن.

وتحت عنوان “أزمة سوريا.. جمود بلا أفق”قالت صحيفة "البيان" إنه لاخطة جديدة ولا أفق منظور لنزع فتيل الأزمة بهذه العبارات اختزل الموفد الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مشهد أحداث جاوزت العام ونصف العام وأراقت دماء مايربو على الثلاثين ألفا وأضعافهم جرحى .. فضلا عن ما يربو على مليوني لاجئ في الداخل والخارج و شبح أزمة غذائية حادة حذر منها الإبراهيمي في خطابه أمام مجلس الأمن الدولي.

وأضافت أن الإبراهيمي ليس بيديه عصا موسى لحل مثل هذه الأزمة إلا في حال امتلك أدوات تساعده وتعينه على مهمته العسيرة، وهو ما عبر عنه ضمنا بمطالبته مجلس الأمن الدولي تبني موقف موحد تجاه الأزمة ربما في إشارة إلى روسيا والصين اللاتين تقفان أمام أي قرار من مجلس الأمن.

يلمح بشكل أو بآخر إلى عقوبات ضد النظام السوري حال عدم امتثاله لوقف العنف،الأمر الذي أجهض مهمة المبعوث الأممي والعربي السابق كوفي أنان مما يجعل من أدوات أنان في نسخة الإبراهيمي عبثا و إطالة لأمد الأزمة المستحكمة.

وشددت على أن ما أفرزته الأزمة في سوريا من مآس وكوارث حتى الآن يتطلب أفكارا جديدة وآليات فاعلة و خططًا ليست كسابقاتها..تصب كلها في إجماع دولي على وقف نزيف الدم بما يرتضيه الشعب السوري من آمال قدّم من أجلها الكثير وعلى المجتمع الدولي ممثلا في منظمته الدولية ومجلس أمنه اتخاذ كل ما يساعد على تحقيق هذه الأهداف وحمل نظام الرئيس السوري بشار الأسد على تحقيق مطالب مواطنيه عبر تغيير حقيقي لا مجرد إصلاح كما طرح الأخضر الإبراهيمي على مجلس الأمن.

وقالت "البيان" في ختام افتتاحيتها..يراهن الجميع حتى الآن على الحلول الدبلوماسية التي لم تؤت أكلها قدر ما كانت حصنا للطائرات وهي تدك المدنيين وترسل حممها قاضية على كل شيء حي على الأقل حاليًا مما يستلزم تفتق عقلية العالم عن حلول ناجعة .. مؤكدة أن موقف المتفرّج على دماء تراق ومدن تدك وملايين تهجّر قسرا سيدخل غير شك أصحابه دائرة المتخاذلين.

من جانبها دعت صحيفة "الخليج" الأطراف الصومالية إلى الحكمة والتعقل وإلى نبذ ثقافة الموت ودعاتها .. وقالت: كإنه كتب على الصومال ألا يخرج إلى الحياة ويظل رهينة بيد الميليشيات، وأمراء الحروب يوغلون في دم شعبه ويمزقون جثته ويمنعونه من حقه في أن يكون حرا أو على الأقل يستعيد أنفاسه ويلملم أشتاته ويكلأ جراحه التي ابتلى بها على مدى نحو عقدين.

ما أن تتخذ خطوة على طريق خروج الصومال من محنته حتى تخرج مجموعة تتدثر بالدين أو القبلية وتخطفه إلى المجهول وتدفعه من جديد إلى مربع العنف والدم والدمار و تتلاشى الآمال وتذهب جهود ومحاولات الإنقاذ سدى.

وأضافت تحت عنوان “مأساة الصومال”أنه كان مأمولا أن تكون نهاية المرحلة الانتقالية وتشكيل مؤسسات جديدة من بينها البرلمان وانتخاب رئيس له ثم انتخاب أول رئيس للصومال داخل الأراضي الصومالية منذ اندلاع الحرب الأهلية وتفكك الدولة العام 1991 إيذانا بقيام دولة جديدة تخرج من بين ركام الحروب وتنطلق نحو المستقبل.

وأشارت إلى أن كان مأمولا أن يكون أمراء الحرب قد أدركوا ما جنته أيديهم من آثام فيرتدعون ويتوبون إلى رشدهم و يعطون فسحة من الأمل لشعبهم الذي طحنه الموت والجوع والفقر والفساد، إلا أن ما حصل كان عكس ذلك إذ إن هؤلاء يبدو أنهم أدمنوا ثقافة الموت تحقيقا لشهواتهم وأفكارهم التي لا تمت بأية صلة لمبادئ دينية أو إنسانية.

ونوهت بأن محاولة اغتيال الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود بعيد انتخابه ثم اغتيال أحد النواب الجدد قبل أيام و التهديد بقتل كل النواب " 275 نائبا " واحدا تلو الآخر ينم عن روح انتقامية واستئصالية تستهدف القضاء على أي أمل بقيامة الصومال من جديد والسعي لجره إلى القرون الغابرة من خلال أفكار ومعتقدات تحمل كل بذور الجهل والتعصب و تفتقر إلى أي إحساس بقيمة الإنسان ككائن يستحق الحياة والحرية والكرامة .

وأكدت "الخليج" في ختام افتتاحيتها أن الدعوة إلى القتل الجماعي هي خروج على كل القيم الدينية ولا تستوي مع أية أخلاق و فوق ذلك أنها تغرق الصومال بمستنقع الدم و تديم مأساته التي تجاوزت كل حد.