رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعليق صحيفتين إماراتيتين على الأحداث الإقليمية


اهتمت الصحف المحلية الإماراتية الصادرة صباح اليوم بالأزمة المالية التي تعانيها السلطة الفلسطينية إضافة إلى محاولات إسرائيل إحباط صفقة الغواصات الألمانية لمصر.

وتحت عنوان دعم الصمود الفلسطينى قالت صحيفة "البيان": إن السلطة الفلسطينية تعاني في الوقت الراهن أزمة مالية خانقة نتيجة لسياسات الاحتلال التدميرية والقيود المجحفة التي أملتها اتفاقية باريس الاقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى نتيجة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى زيادة معاناة الفئات الفقيرة والمتوسطة التي تئن تحت وطأة الغلاء المتصاعد وتتحمل القسط الأكبر من العبء الضريبي الثقيل.

وأشارت إلى أن البطالة باتت تهديدًا آخر يهز المجتمع الفلسطيني تضاف إلى ما يعانيه الفلسطينيون جراء ويلات الاحتلال الإسرائيلي حيث بلغت نسبة البطالة في قطاع غزة أكثر من 28 في المائة وفي الضفة تجاوزت الـ 17 في المائة ما يزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة أصلًا للفلسطينيين.

وأضافت أن مايفاقك خطورة ذلك هذا الانقسام البغيض الذي امتدت آثاره لتطول جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها ولعل قطاع غزة من أكثر المناطق التي تضررت جراء هذا الانقسام الذي صاحبه حصار مجنون حتى باتت كثير من المناطق والأحياء تئن تحت وطأة الفقر وأصبحت في حاجة إلى مستوى متقدم من المساعدات الإنسانية خاصة مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وهي من المستويات الأعلى في العالم.

ونوهت بتحرك السلطة الفلسطينية بعد موجة الاحتجاجات التي اجتاحت مناطقها، وطلبت إعادة فتح اتفاق باريس الاقتصادي الموقع عام 1994 كملحق لاتفاقية أوسلو لتعديلها مع الجانب الإسرائيلي إلا أن حكومة الاحتلال سارعت في رفض المبدأ بإعلان نائب وزير خارجيتها داني أيالون ذلك بحجة أنها مرتبطة بقضايا أخرى لم تقم السلطة الفلسطينية بتنفيذها رغم أن الحقائق تشير إلى أن إسرائيل هي التي لم تطبق الكثير من بنود الاتفاقية بينما استمرت السلطة الفلسطينية بتطبيق هذه البنود دون تعديل.

وحذرت من استغلال قضية الأسعار والاحتجاجات التي رافقتها من تأثيرها في الخطاب السياسي الفلسطيني وقد افترض البعض أن هذه الاحتجاجات قد تعمل على تراجع الفكر النضالي الفلسطيني فيتم استبدال التظاهر ضد الجدار والمستوطنات والحواجز والاحتلال لتظاهرات ضد حكومة غزة أو ضد السلطة الوطنية.

وطالبت "البيان" في ختام مقالها الافتتاحي الدول العربية كافة بتوفير الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين لمجابهة الابتلاءات والأزمات العديدة التي تواجههم والتي هدفها الوحيد هو إضعاف عزيمة الشعب وثنيه عن طريقه نحو القدس والحرية والاستقلال والكرامة كما طالبت السلطة الفلسطينية بتحسين السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تتبعها إضافة إلى إنهاء الانقسام.

من جانبها وتحت عنوان شروط الصفقات والقروض قالت صحيفة "الخليج": إنه ممنوع أن تكون هناك دولة عربية قوية دولة قادرة حصينة تملك من الإمكان ما يحمي وجودها ويحصنها ضد أي عدوان أو ضغوط والأهم أن تسهم في إعادة الثقل إلى أمة أنهكتها عقود الحروب والغزو والضغوط والابتزاز حتى بعيدًا من نظرية "المؤامرة" لأن الواقع ينضح بما فيه.

وأوضحت أن السر في ذلك أو وراء ذلك أن في علاقات العرب مع الغرب تحديدًا عيوبًا وثقوبًا وكثيرًا من العورات التي لم تنجح الدول العربية في إزالتها وهو ما استراح له من يسعى للهيمنة وأن يكون الاحتلال الصهيوني وحده من يمتلك القوة قوة البغي والعدوان أما العرب فيعانون معضلتين الأولى تدمير قدراتهم متى وجدت والثانية منعهم من إعادة تكوينها ولذلك أدوات معلنة الصغير قبل الكبيرعلى بينة منها.

وأشارت إلى أن صفقة الغواصتين الألمانيتين لمصر آخر عينة من الابتزاز الصهيوني - الغربي فإسرائيل تعمل الكثير لإحباط الصفقة على الرغم من أنها تمتلك ست غواصات نووية من المصدر نفسهمن ألمانيا غير ما تملك هي أصلًا من غواصات وغيرها من مصادر أخرى وتهدد بالويل والثبور إن لم تحقق مرادها.

وقالت: إن الحجة الصهيونية أن إسرائيل تريد منع أي خلل في ميزان التسلح يمكن أن يمس ما تسميه تفوقها النوعي في أسلحة الدمار الشامل وهي تضغط على ألمانيا لإلزام من يريد إبرام صفقات من العرب أن يكون تحت هذا السقف وفي الوقت نفسه توجه التهديدات إلى مصر بسلاح المساعدات الأمريكية للقاهرة ملوحة بالعمل على وقفها وكذلك ابتزاز العهد الجديد بأن عليه أن يبرهن أولا على أنه يمكن الوثوق به.

وأكدت أن ألمانيا طبعًا ملتزمة السقف الذي وضعه الكيان الصهيوني على أساس أن أية صفقة سلاح للعرب يجب أن تكون منسقة معه مسبقا شأنها في ذلك شأن الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب التي لا تريد للعرب أن تقوم لهم قائمة في مجال امتلاك القدرات التي تمكنهم حتى من الدفاع عن أنفسهم على الأقل.

وأوضحت "الخليج" في ختام افتتاحيتها أن شروط صفقات السلاح مثلها مثل شروط القروض الدولية وهي أنه لا بد من أثمان تدفع لإتمامها شروط متعددة الأشكال والأغراض لكن محورها الأساسي في نهاية الأمر عدم إزعاج الاحتلال الصهيوني.