رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدين «مطية إخوانية» لتأجيج الفتن وشق الصف الوطني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شتان بين ما صرح به البابا تواضروس الثاني، تعليقا علي حرق الكنائس عقب فض اعتصام رابعة عام 2014: “وطن بلا كنائس أفضل كنائس بلا وطن”، وبين ما تعتنقه جماعة الإخوان، من أن “الوطن حفنة من التراب العفن”، “طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر” و"أفضل أن يحكم مصر مسلم من ماليزيا على أن يحكمها مصري مسيحي".

 الدين «مطية إخوانية» لتأجيج الفتن وشق الصف الوطني

هذه المقولات وغيرها تعكس فلسفة وأفكار الجماعة الإرهابية عن رؤيتهم لمفهوم الوطن الذي يختزلونه في الدين، وعكسته أفعالهم الإجرامية في الإعتداء علي الكنائس المصرية وحرقها وتفجيرها هذه الرؤية التي اتخذت من الدين مطية لشق اللحمة الوطنية بين الشعب المصري بكل أطيافه.

 محاولات الإخوان الإرهابية في إشعال فتيل الفتنة بين المصريين وتأجيج الصراعات بينهم للحد الذي كاد يتحول إلي حرب أهلية خلال عام حكمهم الأسود في 2012، وما شهده من وقائع لتفريق المصريين كانت قد حاولته بريطانيا خلال استعمارها لمصر في القرن الماضي، إلا أن المصريين انتبهوا لهذه المحاولات الخبيثة ووأدوها في مهدها، ولعل وقوف القمص “سرجيوس سرجيوس” ليخطب من فوق منبر الأزهر في ثورة 1919 التجلي الأبرز لهذه الحالة الوطنية. 

محمد مرسي عن النوبيين: “جالية” 

لم تقتصر محاولات جماعة الإخوان الإرهابية في بث الشقاق والنزاع بين الشعب المصري، في زرع الفتنة بين المسيحيين والمسلمين فقط، بل تعدت إلي فئات أخري من المجتمع المصري الذي لم يعرف طيلة تاريخه الطائفية بل يشهد تاريخه الممتد بأنه كان نسيج واحد متعدد الأطياف والألوان، إلا أن الجماعة الإرهابية حاولت مرارا منذ تأسيسها في العام 1928 لإشعال هذا النسيج، من أول نسف حارة اليهود عام 1948 رغم أن أغلب اليهود وقتها كانوا مصريين يدينون بالديانة اليهودية، مرورا بوقائع إحراق الكنائس وتفجيرها، وصولا إلي وصف عصام العريان النائب الأول لرئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب عام 2012 بأن “النوبيين غزاة مثل الهكسوس وليسوا مصريين"، الأمر الذي أثار ثائرة النوبيين مما حدا بـ محمد مرسي بالإعتذار قائلا: “نحن نعتذر عن ما بدر من أحد قيادات الأخوان في حق (الجالية) النوبية وهم أشقاء أعزاء علينا”.

ولا تسقط من ذاكرة التاريخ المصري القريبة مشاهد سحل المواطن المصري “حسن شحاتة” وقتله من شدة الضرب والتعذيب في وضح النهار بقلب أحد شوارع قرية أبو مسلم بالجيزة، لا لشيئ إلا أن حسن شحاتة شيعي المذهب.

تكفير المفكرين والمثقفين والفنانين

إذ ما دفع مدافع عن إرهاب جماعة الإخوان وأنها بريئة من مثل هذه الحوادث والوقائع، وأن من قاموا بها من جماعات سلفية أو جماعات تكفير وهجرة، أو الجماعة الإسلامية وغيرها من جماعات الإسلام السياسي الإرهابية، نجيبه بأن كل هذه التيارات والجماعات الإرهابية المتطرفة خرجت من عباءة جماعة الإخوان الإرهابية، والتي لم تتوقف محاولاتها لشق الصف الوطني وزرع الكراهية بين فئاته، ولم تقتصر علي فئة دونا عن غيرها.

فكما حاولوا مع المسيحيين والشيعة والنوبيين وغيرهم، طال تكفيرهم وإرهابهم إلي الكتاب والمثقفين والمفكرين والفنانين، فمن حاول ذبح أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ وطعنه في رقبته تأثر بأفكار الإخوان، حتي ولو يكن منتظما بين صفوفهم.

ومن قتل المفكر فرج فودة كان ينفذ أفكار الجماعة الإرهابية، ولا يخفي علي متابع أو علي أحد دفاع “الغزالي” عن قاتل شهيد الكلمة فرج فودة، خلال محاكمته مشددا علي أن ما يؤخذ علي قاتل فرج فودة أنه افتأت علي حق الدولة، وأنه نفذ ما تخاذلت الدولة عن فعله. بل أن مشهد استشهاد فرج فودة بدأ من المناظرة الشهيرة بمعرض الكتاب في 7 يناير 1992، وكان يمثل جماعة الإخوان فيها كل من، محمد الغزالي، ومأمون الهضيبي مرشد الإخوان وقتها ومحمد عمارة. لم يستطع أيا من ممثلي الجماعات الإرهابية دحض أو التصدي لأفكار فودة خلال المناظرة فكان التحريض عليه ومن ثم اغتياله عقب هذه المناظرة بشهور قليلة. وهو ما تكرر مع دكتور نصر حامد أبو زيد بحذافيره الفارق أنه وبعد الحكم بالتفريق بينه وبين زوجته غادر مصر.