لست إخوانيًا.. إذًا أنت "كافر" هؤلاء كفرتهم الجماعة الإرهابية لانشقاقهم عنها
جاهلية المجتمع، والمجتمع الجاهلي، وأرض الإسلام، الوطن حفنة من التراب العفن، وغيرها من المفاهيم التي صكتها جماعة الإخوان الإرهابية، منذ تأسسيها علي يد منظرها الأكبر حسن البنا، والذي لم يؤمن يوما بمعني الوطن، الوطن والمجتمع الذي كفروه لمجرد أنهم لا يخضعون لسيطرة الجماعة الإرهابية.
جاهلية المجتمع.. سيد قطب يكفر المصريين جميعا
يعد كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" مانفيستو جماعة الإخوان الإرهابية ودليلها الإرشادي، وهو الكتاب الذي تسنى لسيد قطب أن يكتبه بالكامل خلال سجنه عام 1954 والذي أمضاه في مستشفى ليمان طرة، واستطاع تهريبه من خلال شقيقته “حميدة قطب”، بل والأدهى وعلى الرغم من منع الأوراق والأقلام لبقية المساجين في تلك الفترة، إلا أنه سُمح لسيد قطب ووفرت له إدارة السجن الأوراق والأقلام والمراجع.
في كتابيه، معالم في الطريق، وفي ظلال القرآن، صك سيد قطب مصطلحات، جاهلية المجتمع، المجتمع الجاهلي، وفيه يكفر “قطب” كل من لا ينتمي لجماعة الإخوان.
يقول المرشد الخامس للإخوان مصطفى مشهور في حوار له: "بدأت ألفاظ الجاهلية والحاكمية تظهر في كتابات سيد قطب عندما كان يعد تفسيره "في ظلال القرآن" للطبعة الثانية أثناء وجوده في السجن حيث تأثر بكتابات أبو الأعلى المودودي وأضاف هذه الألفاظ إلي الظلال."
ونقرأ من "في ظلال القرآن": الجاهلية ليست اسما لمرحلة تاريخية سابقة على الإسلام، بل إنها تنطبق انطباقا حرفيا على كل وضع بصرف النظر عن اعتبارات الزمان والمكان، إذا كان الوضع مشابها لتلك المرحلة التاريخية السابقة على الإسلام."
يدخل في المجتمع الجاهلي، كل مجتمع لا ينظم حياته بما عرفه بـ"الحاكمية"، فلا رئيس لدولة، ولا تشريعات وقوانين تنظم علاقات الأفراد ببعضهم البعض.. إلخ من كل مفردات الحياة المدنية الحديثة، يقول سيد قطب في كتابه "في ظلال القرآن": إن الشرك بالله يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير الله من عباده٬ ولو لم يصحبه شرك في الاعتقاد بألوهيته٬ ولو قدمت الشعائر التعبدية له وحده."
جاهلية المجتمع تؤدي لإغراق أفراده حرفيا
كان لأفكار سيد قطب عن الحاكمية وجاهلية المجتمع ومن ثم تكفيره، الذريعة والمبرر في استباحة دماء المصريين، بل وكل من لا ينطوي تحت سطوة الجماعة وسيطرتها ولا يؤمن بأفكارها ومعتقادتها، فكانت النتيجة الحتمية استحلال دماء الشعب المصري وإخراجه من الدين، فكانت محاولة الجماعة الإرهابية في العام 1965 لتفجير القناطر الخيرية وإغراق الدلتا، بل أنه ــ سيد قطب ــ وفي التحقيقات معه اعترف بندمه وأسفه أن الجماعة لم تلحق تنفيذ مخططها في تفجير القناطر الخيرية وإغراق الدلتا.
تكفير المخالف وكل من لا ينتمي لجماعة الإخوان لم يتوقف علي أفراد الشعب المصري وشرطته وجيشه، بل امتدت حتي لأعضاء الجماعة الذين انشقوا عليها، وربما يكون “عبد الرحمن السندي”، من أوائل أُفراد الجماعة الذين تم تكفيرهم وحل دمهم.
عديد من أعضاء الجماعة الذين اكتشفوا ضلال أفكار الجماعة وأفكها، واستخدامها للدين كستار يسعون من وراءه للسطوة والوصول للحكم، فرأينا العشرات ممن خرجوا عن الجماعة، من أمثال الدكتور ثروت الخرباوي، مختار نوح، الكاتبة انتصار عبد المنعم، الكاتب أسامة درة، عبد الستار المليجي، محمد حبيب، أحمد بان، أحمد العجوز، أحمد أبو خليل، رباب كمال، سامح عيد، وغيرهم.
والعديد من المنشقين عن الجماعة الإرهابية، رصدوا تجاربهم المريرة مع جماعة الإخوان، وكشفوا الحقائق عن هذه الجماعة وأفكارها، من بين هذه الكتابات والمؤلفات: “من داخل الإخوان أتكلم” لأسامة درة، “تجربتي مع الإخوان” لعبد الستار المليجي، قلب الإخوان.. محاكم تفتيش الجماعة، سر المعبد، وغيرها للكاتب ثروت الخرباوي، "موسوعة العنف في الحركات الإسلامية المسلحة.. خمسون عامًا من الدم" وهي موسوعة من عشرة أجزاء توثق تاريخ العنف لدى تلك الجماعات وخاصة جماعة الإخوان، “الإخوان المسلمين ومحنة الوطن والدين” لأحمد بان، حكايتي مع الإخوان.. مذكرات أخت سابقة" للكاتبة انتصار عبد المنعم، “نساء في عرين الأصولية” للكاتبة رباب كمال. وغير ذلك من الكتابات والمذكرات التي كفر أصحابها وأحلت جماعة الإخوان دمائهم لا لشيء سوى أنهم أفاقوا من أوهام تلك الجماعة الإرهابية ومزاعمها.