رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفترة الانتقالية الأمريكية وإقالة "جالانت".. كواليس 76 يوم حاسمة لمصير الحرب بالشرق الأوسط

نتنياهو
نتنياهو

استغل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتخابات الأمريكية لصالح مخططه الإجرامى، ففى انشغال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتهية ولايته بالمعركة الانتخابات، أقال وزير دفاعه يوآف جالانت والذي كان ركيزة العلاقات مع واشنطن وأبرز الرافضين لإطالة أمد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان.

كواليس 76 يومًا حاسمة في الشرق الأوسط

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن الخلافات بين نتنياهو وجالانت طويلة بسبب استراتيجية نتنياهو العسكرية في غزة ولبنان وأزمة إعفاء اليهود المتطرفين من الخدمة العسكرية، واختار نتنياهو تعيين وزير الخارجية إسرائيل كاتس بديلًا له، وهو حليف يتمتع بخبرة عسكرية أقل بكثير، ويُعرف بأسلوبه الحاد الذي جعله يُلقب بـ"الجرافة" في الإعلام الإسرائيلي.

وتابعت: هذا التغيير يأتي في وقت عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد 76 يومًا، ما يمنح نتنياهو فرصة ومزيدًا من الحرية لتنفيذ سياسته الحربية في الشرق الأوسط خلال هذه الفترة الانتقالية التي لا يمكن للإدارة الأمريكية الضغط على نتنياهو فيها.

وأضافت أنه بالرغم من أن ترامب أقل تشددًا في توجيه الانتقادات لإسرائيل بشأن تأثير الحروب على المدنيين، لكنه أقل قابلية للتنبؤ من الرئيس الحالي جو بايدن، وما انعكس في تصريحاته أمس بعد فوزه في الانتخابات بأنه سيعمل على إيقاف الحرب.

أثار قرار نتنياهو بإقالة جالانت احتجاجات في الشوارع الإسرائيلية، حيث اتهمه المعارضون بتقديم المصالح السياسية على حساب المصلحة الوطنية. وفي هذا الصدد، علّق دبلوماسي قائلًا: "نتنياهو جعل من السياسة الإسرائيلية عرضًا فرديًا، ومع جالانت الذي كان يقاوم في عدة قضايا، جاء بشخص أكثر طاعة وأقل خبرة عسكرية."

وأكدت الصحيفة أن الخلاف بين نتنياهو وجالانت يشمل مسألة إنهاء إعفاء اليهود المتطرفين من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهي قضية تثير استياء العلمانيين، وقد اعتمدت حكومة نتنياهو الائتلافية على دعم سياسي من الأحزاب الدينية المتطرفة التي هددت بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتم تمديد هذا الإعفاء، وتكررت مطالب جالانت بإنهاء الإعفاء، وأُشير إلى أن إقالته قد تُسهّل على نتنياهو التوصل إلى تسوية تُحافظ على الائتلاف الحكومي المتطرف.

وتابعت أن انتقادات جالانت لنتنياهو أيضًا وصلت لإدارة الحروب مع حزب الله وحماس، إذ دعا إلى التفاوض لإطلاق سراح المحتجزين في غزة، وانتقد تعهده بـ"النصر الكامل" على حماس، واصفًا هذا الوعد بأنه "كلام فارغ". 

وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن احتمال إقدام نتنياهو على إقالة شخصيات أخرى بارزة في المؤسسة الأمنية، مثل رئيس الأركان هرتزي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار.

ويشير الدبلوماسيون إلى أن كاتس، الذي تقتصر خدمته العسكرية على بضع سنوات فقط في السبعينيات، أقل احتمالًا للتصادم مع نتنياهو من جالانت الذي خدم لأكثر من ثلاثة عقود في الجيش، وبعد الإعلان عن تعيينه، أصدر كاتس بيانًا تعهد فيه بالعمل مع رئيس الوزراء لتحقيق أهداف الأمن القومي.

يُعرف كاتس بكونه شخصية مثيرة للجدل على المستوى الدبلوماسي، حيث سبق أن أغضب بولندا بتصريحاته حول معاداة السامية، واستمر بأسلوبه الهجومي في تفاعله مع الشؤون الخارجية، وفي مناسبات سابقة، هاجم سفراء دول واعترض على تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأمر باتخاذ إجراء قانوني ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ويشير محللون إلى أن عودة ترامب للرئاسة قد توفر بيئة أكثر دعمًا لنتنياهو وكاتس، على الرغم من عدم وضوح تأثيرها على الصراعات مع حماس وحزب الله وإيران. 

وقال أحد الدبلوماسيين إن ترامب قد يكون أكثر حزمًا من بايدن في مسألة إنهاء الحروب، مع أن هذا الحزم قد لا يأتي بشروط ملائمة للفلسطينيين، ولكنها في النهاية ستنهي الحرب، ما يعني أن نتنياهو سيعمل مع كاتس على تحقيق أقصى استفادة ممكن خلال فترة انتقال الحكم في الولايات المتحدة.