والدها قتل علاقتنا.. حكاية الحب الأول في حياة فاروق فلوكس
في كتابه الصادر عن دار صفصافة للنشر والتوزيع تحت عنوان "الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة"، والذي كتبه حسن الزوام عن سيرة الفنان الكبير فاروق فلوكس، وتحدث فيه عن حكاية حبه الأول.
الحب الأول في حياة فاروق فلوكس
يقول فاروق فلوكس:" أثناء دراستي في كلية الحقوق، وتحديدًا في إبريل عام 1966، دعاني صديقي المقرب الدكتور سمير الملا لعرض مسرحي لطلبة جامعة عين شمس، في الكواليس، التقيت فتاة جميلة تدعى منى مصطفى، كانت من الطالبات المشاركات في العرض، كانت صديقة لطالبة أخرى مشاركة في العرض أصبحت من مشاهير مذيعات التليفزيون فيما بعد، وكانت صديقة لسمير الملا.
يواصل:" تشاء الأقدار أن يتم إلغاء العرض المسرحي بسبب وفاة الرئيس العراقي عبد السلام عارف، وجاءت تعليمات بوقف وإلغاء أية فعاليات أو احتفالات حدادًا على "عارف"، تركنا مسرح الجامعة نحن الأربعة، أنا وسمير وناريمان ومنى لنوصلهما إلى منزلهما في حلوان، ركبنا أوتوبيس نقل عام إلى ميدان التحرير لنستقل بعدها مترو حلوان، في الطريق فوجئت بمنى تنفعل عليَّ وتقول لي: "عايز مني ايه، نظراتك ليا مش عاجباني!"، كنت أسير بجوارها في التزام شديد فأصابني الذهول من هذا التصرف، وأقسمت لصديقي سمير أنني لم أفعل شيئًا، وصلنا إلى محطة المترو في باب اللوق، وركبتا إلى حلوان وانصرفنا نحن إلى حياتنا.
حكايات فاروق فلوكس
ويكمل:" وأنا في عملي، وجدت أحد العمال المساعدين يخبرني أنني مطلوب على الهاتف، كانت منى على الطرف الآخر تخبرني أنها أخذت رقمي من سمير وتطلب مني أن نلتقي، اتفقنا على اللقاء أمام جامعة القاهرة بعد انتهاء موعد عملي، التقينا وذهبنا إلى حديقة الأورمان، ووجدتها تبرر فعلتها بالأمس بأنها كانت تختبرني، ووجدت أنني شخص طيب وتطلب مني أن نتقارب ونرتبط، قلت لها أنني ظننت أنك ترفضينني.
ويستطرد:" كانت منى جميلة تشبه النجمة العالمية صوفيا لورين إلى حد كبير، فعرفتها بأسرتي، أمي وأختي وأبي وبدأت بيننا علاقة ودودة نتعارف فيها ببعضنا البعض، نشأت بيننا قصة حب غاية في الرومانسية، كان بيننا اتفاق على أن تكون أغنية شادية الشهيرة "أسمراني اللون" هي كلمة السر التي تجمعنا لنفكر في بعضنا البعض كلما سمعناها وكل واحد فينا في حياته.
كانت منى تغني هذه الأغنية عندما نلتقي بطريقة جميلة ومحببة، لكن في أحد الأيام، فوجئت بجارتنا تخبرنا أنني مطلوب على الهاتف؛ كان إدخال هاتف في المنزل من الأمور الصعبة وقتها، وكانت كل عمارة في الغالب فيها تليفون يستخدمه كل السكان للتواصل واستقبال المكالمات، كانت منى على الهاتف تستغيث أن أنقذها من والدها، لأن سيدة ما ذهبت إليه وقالت له إن ابنتك تنوي الزواج من شاب مهندس يعمل بالفن اسمه فاروق فلوكس، وهو متزوج منها ويعول ثلاثة أطفال، وإن ابنته "منى" ستخرب عليها حياتها.
ويتابع:" واجهها أبوها بالأمر وتوعدها بعقاب شديد فطلبت مني أن أقابله وأشرح له الأمر؛ بالفعل تواصلت مع أبيها والتقيته، طلبت منه أن يسعى للاطلاع على ملفي في العمل للتأكد من أني غير متزوج، وتبين أن السيدة التي ادعت أنني زوجها هي الممثلة الشابة وقتها "صافيناز الجندي" التي كانت تحب صديقي سمير الملا، وتعتقد أنني أقف ضد هذه العلاقة وأؤثر على رأي صديقي المقرب، فقررت الانتقام مني.
بعد أن تأكد كذب الادعاء، طلبت يد منى من أبيها الذي أبدى ترحيبًا مبدئيًّا وقال لي: "وليه لاء، أنت مهندس ولديك وظيفة"، لكنه طلب مني طلبات تعجيزية من الشبكة والمهر والشقة وخلافه.
ويكمل:" أسقط في يدي، نزلت من بيت منى وأنا مقتنع أن طلبات أبيها ستفشل علاقتنا، وتنهي قصة حب جديدة عشتها بكل إخلاص، كنت شديد التأثر حتى أنني بكيت بشدة عندما سمعت أغنية "حكاية غرامي" وأنا أشتري السجائر من كشك بجوار محطة مترو حلوان، حتى أن صاحب الكشك تعاطفًا منه معي أعطاني السجائر مجانًا وقال لي: "باين عليك مظلوم".
ويختتم:" كنت قد اتفقت مع منى أن نلتقي أنا وهي بعد أن أقابل والدها، التقينا بالفعل وأخبرتها بطلباته، وإنني لست من الأغنياء لألبي كل هذه الطلبات، كانت نهاية مؤثرة لمشروع زواج كنت مخلص النية فيه، علمت بعد ذلك أنها تزوجت وأنجبت من هذا الزواج إبنتان وولد، وظللت على علاقة بها وبأولادها وبزوجها فيما بعد كصديق للعائلة لسنوات طويلة، حتى أنني كنت أزورها عندما أصيبت بالجلطة برفقة طبيبها المعالج صديقي الدكتور سمير الملا.