الكنائس الغربية في مصر تحتفل بثلاث مناسبات
تحتفل الكنيسة الغربية في مصر ممثلة في الطوائف اللاتينية والبيزنطية والمارونية، بعدة مناسبات هامة أبرزها ذكرى البارّ يوانيكيوس الكبير الذي نسك في جبل أولمبوس، والذي ولد في بيثينية سنة 754. خدم في الجيوش الامبراطورية، ثم انقطع للعبادة على جبل اولمبوس سنة 795، وتوفي سنة 846 طاعناً في السن، في عهد البطريرك القدّيس مثوذيوس. وكان قد تنبّـأ عن تبوّئه السدّة البطريركية.
بالاضافة الى تذكار القدّيسَين الشهيدَين في الكهنة نيكنذروس أسقف ميرا وهرماوس الكاهن، وهما من تلاميذ الرسل.
وقد جاهدا عن الإيمان حتى الدم، في اوائل القرن الثاني، وأيضا يحيي الغربيين ذكرى القدّيس كارلُس بروماس، الأسقف الذي ولد في شمال ايطاليا عام 1538.
سيم كاهنا ونبغ في العلوم اللاهوتية. وعينه البابا بيوس الرابع أسقفاً على ميلانو وكاردينالا. كان راعيا ساهراً على أبرشيته، فتفقدها مرارا، وجمع سينودساً أبرشياً واتخذ القرارات الكثيرة في سبيل خلاص النفوس وترسيخ الأخلاق المسيحية.
توفي في 3 تشرين الثاني عام 1584.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنه تمامًا كما في السابق، أرادَ ربّنا أن يُشعلَ في نفوس تلاميذه إيمانًا مُتّقدًا وواثقًا بالعناية الإلهيّة عبر مثال العصافير التي ليسَتْ قيمتُها بكبيرة، واعتمدَ على المقارنة نفسها، لكي يَنفحَ فينا ثقة قويّة لا تتزعزع بالله: "انظُروا إلى الغِربانِ كيفَ لا تَزرعُ ولا تَحصُد (لتؤمّن المأكل)، وما من مخزنٍ لها ولا هُرْي (لتضعَ حصادها)، والله يَرزُقُها، وكمْ أَنتم أَثمَنُ من الطيور". هذا يعني أنّكم ذات قدر وشأن أعلى بكثير، لأنّ الكائن العاقل مثل الإنسان، يحتلّ في الطبيعة مرتبةً أعلى من الكائنات التي تَفتقرُ إلى العقل، كالعصافير. هذا مثال ساطع لإيماننا.
والحقيقة هي أنّ العصافير التي لا تَزرعُ ولا تَحصدُ، تجدُ ما تأكلُ في البئر الذي لا ينضبُ للعناية الإلهيّة. إذًا، من الصحيح القول إنّ سبب فقرِنا هو بخلنا؛ فلماذا تحصلُ العصافير على مرعى وفيرٍ بدون أن تقومَ بأيّ عمل؟ لأنّها لا تسعى إلى امتلاك المُقتنيات المخصّصة لإطعام كلّ الكائنات.
أمّا بالنسبة إلينا، فنحن نخسرُ حقّنا في هذه المُقتنيات المشتركة، لأنّنا نريد أن نمتلكَها لوحدِنا.
وبالفعل، أي ملكيّة حقيقيّة نستطيعُ الحصول عليها حيث لا شيء دائم، وأيّ ثروات مضمونة، حيث كلّ الأحداث غير مؤكّدة؟