رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية الحبيبة الأولى لكبار الأدباء.. "من طرف واحد لـ نجيب محفوظ"

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

في 4 نوفمبر من كل عام يحتفل المصريون بـ عيد الحب، ويعود تاريخ هذا الاحتفال المحلي إلى مبادرة الكاتب المصري مصطفى أمين، الذي دعا إلى تخصيص يوم للمحبة في مصر في منتصف السبعينيات، تحديدًا عام 1974، بهدف تعزيز ثقافة الحب والسلام بين الناس.

وبهذه المناسبة؛ يستعرض "الدستور" حكايات أهل الكتابة مع الحب الأول؛ إذ أن لكل كاتب حكاية مع الحب..

إحسان عبد القدوس

الأديب والروائي الراحل إحسان عبد القدوس جمعته قصة حب كبيرة بزوجته لواحظ عبد المجيد المهيلمى "لولا"، فهي الحبيبة الأولى له، بدأت حكايتهما خلال بداية حقبة الأربعينيات من القرن الماضى، وتوجت بالزواج يوم 5 نوفمبر عام 1942، وكان تربطهما قصة حب قوية، حتى أن الأديب الراحل كان دائمًا ما يقول: "ليس هناك زوجة جميلة وزوجة ليست جميلة، ولا زوجة ذكية وزوجة غبية، لكن هناك زوجة يحبها زوجها وزوجة لا يحبها زوجها".

تعرف إحسان عبد القدوس على زوجته لواحظ المهيلمى، بعدما اصطحب صديقه أحمد جعفر لزيارة أسرة المهيلمى، وشاهد صورتها في الصالون دون أن يعلم من صاحبة الصورة، لكنه أصر على رؤيتها، وبالفعل جاءت وتحدثا وتبادلا أرقام الهواتف، وبدأت قصة حبهما تكبر حتى فكر في الزواج منها.

وعلى الرغم من اعتراض والدته السيدة روز اليوسف مؤسسة مجلة "روز اليوسف" على فكرة الزواج حينها، فكانت ترغب في أن يكمل رسالتها بالمجلة بعد استكمال دراسته، فضلا عن رفض عائلة المهيلمي لزواج ابنتهم من شاب صغير السن ولديه آراء غريبة، ولكن بتشجيع الكاتب الكبير محمد التابعي، تزوج إحسان عبد القدوس من الفتاة التي أحبها، وكان التابعي هو الشاهد الرئيسي على هذا الزواج.

نجيب محفوظ

في كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" بقلم رجاء النقاش، قال الكاتب نجيب محفوظ: علاقتي بالمرأة بدأت في سن مبكرة، ففي سنوات طفولتي والتي أمضيتها في حي "الجمالية" كان متاحا لنا اللعب مع البنات من نفس عمرنا، وخاصة في شهر رمضان، وكانت الصداقة الطفولية تلك تستمر حتى تصل البنت على أعتاب المراهقة، وعندها تستقر في المنزل انتظارا للزواج، في ذلك الجو الطفولي المفعم بالبراءة عشت أول قصة حب وكانت قصة ساذجة، وبريئة وقصيرة، انتهت بمجرد انتقالنا إلى العباسية.

وتابع أديب نوبل: وفي العباسية عشت أول قصة حب حقيقية، وهي قصة غربية ما زلت أشعر بالدهشة لغرابتها كلما مرت بذهني، وكنت أيامها على أعتاب مرحلة المراهقة، وفي وصفه لهذه الفتاة قال: كنت ألعب كرة القدم في الشارع مع أصدقائي، وكان بيتها يطل على المكان الذي نلعب فيه، وأثناء اللعب شدني وجه ساحر لفتاة تطل من الشرفة، كنت في الثالثة عشرة من عمري أما هي فكانت في العشرين.

واستطرد أنها من أسرة معروفة من العباسية، مضيفا: رأيت وجهها أشبه بلوحة (الجيوكندا)، واستمر هذا الحب الصامت من طرف واحد لمدة عام، اكتفى خلاله الصبي نجيب بالتطلع إلى وجهها الجميل إلى أن تزوجت، فصدم صدمة شديدة.

يوسف إدريس

الحب الأول للدكتور يوسف إدريس كان بالسيدة رجاء الرفاعي، التى اعتبرت نفسها بأنها "محظوظة لأنها تزوجت من فنان عظيم"، فقد دخلت عالمه وهى فى السابعة عشر من عمرها بكامل اختيارها وكامل إرادتها، مؤكدة أنها لم تكن تعرفه من قبل "لكنه الحب من أول نظرة الذى جمع بينهما".

وعن اللقاء الأول مع الراحل العظيم يوسف إدريس الذى قضى فى مطلع شهر أغسطس عام 1991 تقول زوجته السيدة رجاء الرفاعى: شعرت من أول لقاء بانجذاب شديد لم أستطع مقاومته وكان لقائى به صدفة، كنت عند أختى فلمحنى وبعدها تحدث مع زوج أختى الشاعر إسماعيل الحبروك وطلب منه أن يتعرف علي ليتقدم لخطبتى فقال له إسماعيل إننى مخطوبة، فقال: لا يهم ثم أرسل لي خطابا شرح فيه ظروفه وشعوره نحوى عندما لمحنى لأول مرة"، كما قال لها: من اللحظة الأولى التى رأيتك فيها شعرت أنك مكتوبة لي.

طه حسين
"منذ سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم".. هكذا قال عميد الأدب العربى طه حسين عن زوجته الفرنسية السيدة سوزان، فهي الحب الأول والوحيد في حياة عميد الأدب العربي.

التقى طه حسين بزوجته بعدما رحل من الشاطئ الجنوبى للبحر المتوسط إلى فرنسا عام 1914 للحصول على الدكتوراه، بعدما أوفدته الجامعة المصرية، وبعدها التقته "سوزان" ومهدت أمامه الطريق ليتعرف أكثر على ثقافة وحضارة الغرب، فتفتح وعيه على ثقافة وتقاليد وعادات الآخر بعينيها واختياراتها، وتشكلت المواقف وسكنت عقله، حتى لو كانت بداية لمواجهة منتظرة مع جدران كثيرة فى القاهرة.

دخلت سوزان حياته وأنارت عليه غربته، وأحبته منذ لحظة التقائهما، فقد شغفها حبا وأحبها حبًّا جمّا. تزوجته رغم معارضة أهلها الذين وقفوا ضد العلاقة، قائلين لها: "كيف تتزوجين أجنبيا أعمى ومسلما، إنه ضرب من الجنون"؛ لكنها حسمت أمرها وتمسكت به.

كان لسوزان عظيم الأثر فى حياته، فقامت بدور القارئ وأمدته بالكتب المنقوشة بطريقة "برايل" لتساعده على القراءة بنفسه، كما كانت الزوجة والصديق الذى يدفعه للتقدم دائما، وأثمر الزواج الذى استمر 60 عاما عن ابنين: أمينة ومؤنس، فقد عاشت معه راضية يقترن اسمها باسم عميد الأدب العربى، وهى ابنة الحضارة الغربية بعاداتها وتقاليدها وتشريعاتها وقوانينها الصارمة.