"ويلفريد أوين" شاعر الحرب العالمية الأولى.. اعرف حكايته
106 أعوام مرت على وفاة الشاعر والجندي الإنجليزي ويلفريد أوين، الذي رحل عن عالمنا في 4 نوفمبر لعام 1918، إذ سقط قتيلا قبل انتهاء الحرب العالمية الأولى بأسبوع واحد فقط، حيث وصل الخبر لوالدته في نفس الوقت الذى كانت تدق فيه أجراس الكنيسة للإعلان عن انتهاء الحرب.
فى منطقة بلاس ويلموت قرب شروبشير حيث ولد ويلفريد أوين من أصول إنجليزية وويلزية، لأب وأم كانا يقطنان منزلا جيدا يملكه جده، إلا أنهما انتقلا بعد وفاته عام 1897 للعيش فى إحدى الشقق الصغيرة فى شوارع بيركينهيد.
أراد ويلفريد أوين أن يلتحق بجامعة لندن، إلا أنه لم ينجح في اختبارات القبول نظرا لحزنه على خاله الذى مات في رحلة صيد، ولكنه بعد ذلك عمل مساعدا في كنيسة دونسدين قرب ريدنج مقابل سكن وبعض المساعدة في التعليم للتأهل لامتحان القبول فى جامعة ريدينج، حيث تمكن من الالتحاق بها لدراسة علم النبات.
شعر ويلفريد أوين
وخلال عام 1903 اكتشف موهبته نحو الشعر وبدأ كتابته وهو سن العاشرة أثناء إجازة له في منطقة بروكستون، إلى أن أصبح من أهم شعراء الحرب العالمية الأولى الذين وصفوا آلام الحرب وفظائعها وما فيها من صور الخنادق والغازات التي كانت تستخدم في الحرب، فقد التحق بالخدمة العسكرية فى عام 1915 حيث خضع للتدريب لمدة 7 أشهر، وقد كان متفائلًا لأمر الحرب في بداية الأمر إلا إنه سرعان ما عدل عن ذلك وتغيرت فكرته عن الحرب بشكل كامل.
ويعتبره العديد من النقاد أحد أهم شعراء الحرب العالمية الأولى، ولقد جاءت أشعاره التي تشتمل على صور حية دقيقة وواقعية للحرب وأهوال الخنادق والأسلحة الكيمياوية من تأثير صديقه سيجفريد ساسون عليه، وقد كانت أشعاره على النقيض تماما من فكرة الناس حول الحرب في ذلك الحين ومن الأشعار الوطنية التي كانت تتغنى بالحرب والدفاع عن الأرض والموت في سبيلها.
تحول حياة ويلفريد أوين الشعرية
شهد عام 1917 تحولا كبيرا في حياة ويلفريد أوين الشعرية، وتحديدا أثناء تلقيه العلاج في إدنبرة، حيث كان الطبيب الذي يشرف على علاجه، آرثر بروك، قد نصحه بأن يترجم مشاعره وتجاربه إلى شعر، خاصة تلك التجارب التي كانت تتكرر في أحلامه، وساعده في ذلك صديقه ساسون الذي كان متأثرا بنظريات فرويد النفسية، حيث كان يشير إلى أوين إلى الأثر الذي يمكن أن يحدثه الشعر.
وفي حين كان ساسون متأثرا بالمدرسة الواقعية، كان أوين متأثرا بالرومانسية ولكن هذا التداخل جعل أوين يأخذ شيئا من واقعية ساسون ويمزجها مع الرومانسية لينتج في شعره مزجا فعالا وعاطفيا، كما كان ذلك واضحا في عبارته الشهيرة "لوعة الحرب" أو "أسى الحرب"، وبذلك جاء شعر أوين متميزا حتى اعتبره الكثيرون أفضل من شعر ساسون، بالرغم من الأثر العظيم الذي تركه ساسون على ويلفريد أوين ونشره لشعره أثناء حياته وبعد موته ومراجعته لأشعاره قبل إتمامها.