رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توقف تام وإهدار للكنوز الثقافية.. مَن المُستفيد مما يحدث فى المركز القومى للترجمة؟ (خاص)

غلاف أحد إصدارات
غلاف أحد إصدارات السلاسل

منذ إنشاء المركز القومي للترجمة، والكتب الصادرة عن المركز موزعة في اتجاهين؛ الاتجاه الأول، النشر ضمن إحدى سلاسل المركز، والاتجاه الثاني، النشر العام خارج السلاسل.

 وسلاسل القومي للترجمة هى سلسلة ميراث الترجمة، سلسلة الإبداع القصصي، سلسلة الشعر، سلسلة روائع الدراما العالمية، سلسلة دراسات الترجمة، سلسلة العلوم الاجتماعية للباحثين، سلسلة النقد الأدبي، سلسلة المعاجم والقواميس.

مصير سلاسل المركز القومى للترجمة

كل سلسلة من سلاسل القومي للترجمة لها مشرف، أستاذ مرموق، وصاحب خبرة ورأي، وغالبا ما كانوا من أساتذة الجامعات، يعرض عليه الكتاب، في إدارة التحرير، ويقوم بفحصه وتحريره، ومراجعة المادة العلمية، في ضوء الأصل الأجنبي، وهو من يعتمد صلاحيته للنشر أو إعادته إلى المترجم أو رفض نشره، ثم يحول الكتاب إلى المراحل التالية، ثم يعرض عليه مرة ثانية لحل مشكلاته واعتماده قبل الطباعة، وهو دور لا يمكن الاستغناء عنه، ومن أعمال النشر الأساسية، ومن هذه الأسماء: د. جابر عصفور، د. مصطفى لبيب، د. أحمد سخسوخ، د. أحمد زايد، د. رانيا فتحي، أ. شوقي جلال، د. خيري دومة... وغيرهم.

ماذا حدث في هذه السلاسل؟ هذا ما يكشفه مصدر بالقومي للترجمة في تصريحات خاصة لــ “الدستور”، والذي قال: مع تولي الدكتورة كرمة سامي إدارة المركز، تم إيقاف كامل لهذه السلاسل، أو شلل تام أصاب السلاسل، فعلى سبيل المثال، سلسلة ميراث الترجمة، أوقفت جميع كتبها، حتى الكتب الموجودة في المركز، والتي تمت الموافقة عليها، من مديرين سابقين للمركز أو مشرفي السلاسل، وهى واحدة من أهم سلاسل المركز، إن لم تكن هى الأهم؛ لأنها تهتم بنشر روائع الكتب العالمية المترجمة التي قام بترجمتها شيوخ الترجمة لكبار المؤلفين الغربيين، فمثلا إلياذة هوميروس، ومسرحيات شكسبير، والأحمر والأسود لستندال، والشعر لأرسطو، ومذاهب التفسير الإسلامي لجولدتسيهر، وحياة السيخ محمد عياد طنطاوي لإغناطيوس كراتشكوفسكي، مختارات هنريك إبسن، روبنسن كروزو (أول رواية معربة) لدانييل ديفو، وعوليس لجيمس جويس، العلم عند العرب لألدو ميبلي، فاوست لجوته، البحث عن اليقين لجون ديوي، حرية الفكر لبيوري، العقلية البدائية لليفي بريل، الكون والفساد لأرسطو طاليس، مباهج الفلسفة لويل ديورانت... وغيرها عشرات الترجمات.

اقرأ أيضًا: "الدستور" تواصل كشف مسلسل إهدار المال العام فى المركز القومى للترجمة

 السلاسل ترصد تطور لغة المترجمين

 وأوضح: سلاسل القومي للترجمة، تمثل نموذجا فريدا في الترجمة، نتعرف من خلالها على تطور لغة المترجمين، وكيفية نقل الترجمة من لغة إلى أخرى، في الأسلوب والتصرف والتلقي، فضلًا أن هذه السلاسل تمتاز بقلة سعرها، وهو ما يجعلها في متناول يد القراء، والبحث عنها دائما في كل الإصدارات، ومع ذلك فقد تم القضاء عليها، بلا مبرر معقول أو مقبول، أو إيجاد بديل لها. وهذا الأمر هو ما تكرر مع بقية السلاسل الأخرى الموجودة في المركز، وصارت السلاسل بلا وجود فعلي، ولمصلحة من تدار الأمور بهذه الطريقة الهدامة لأصول النشر في المركز القومي للترجمة؟ ولماذا لم يتم تطوير السلاسل بدلا من هدمها وتقويضها؟ ولماذا لم تجدد أسماء المشرفين علي هذه السلاسل نتيجة وفاة بعضهم أو لضخ دماء جديدة في الفكر والإبداع؟

سلسلة أصحاب الهمم بلا مُشرف

وتابع المصدر: من الغريب والعجيب في آن واحد، منذ ثلاثة شهور تقريبا، إعلان المركز عن تدشين "سلسلة أصحاب الهمم"، وذلك بعد صدور مجموعة من الكتاب الخاصة بهم، وهى: "المتفرد"، و"تعليم الموسيقى للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة"، و"كيف يتعلم مخ ذوي الاحتياجات الخاصة"، و"اللعب والمهارات الاجتماعية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد"، وذلك في يوم الإثنين الموافق 29 يوليو 2024، ومن المعلوم والمعهود هو وجود مشرف لهذه السلسلة التي صدرت كتبها بالفعل، ثم تم الإعلان عنها، وفي الحقيقة لا يوجد مشرف لها، ولم يتم الإعلان عن ذلك، سلسلة بلا مشرف، ولا غرابة في ذلك، فالسلاسل في المركز القومي للترجمة معطلة ولا تحمل رؤية جديدة غير الإبقاء على اسمها فقط.

اقرأ أيضا: مفاجأة.. "القومي للترجمة" يمتنع عن طبع كتاب لنصر أكتوبر بوثائق إسرائيلية

كل هذه الأمور السابقة، وهذا التخبط الإداري البين، وكثرة المشكلات التي لم تحل على مدار وجود د. كرمة سامي في السنوات الأربع السابقة ليؤكد ما سبق أن نشرته الـ"الدستور" في تقارير سابقة عن الفوضي والعشوائية التي تضرب القومي للترجمة.

اقرأ أيضا: "تاريخ فاتح العالم".. أحدث خطايا القومى للترجمة الكارثية

وانقضي شهر أكتوبر دون أن يصدر المركز القومي للترجمة أي مجلد عن "انتصار أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية"، رغم وجود آلاف الوثائق المترجمة، والتي لاقت التجاهل والإهمال وعدم تقدير القيمة الحقيقية لهذا العمل القومي، في عهد د. كرمة سامي- وعلى عكس ذلك، فقد نشر المركز، في عهد د. أنور مغيث، بضعة مجلدات من هذه الوثائق التي تكشف الكثير من الحقائق لما كان خلف الكواليس، وهذا الكنز الثمين الموجود والمسلم للمركز القومي للترجمة، قبل توليها رئاسة المركز في أغسطس 2020، وهذه الوثائق المهمة، والتي عمل عليها نخبة من كبار المترجمين، تحت إشراف الدكتور إبراهيم البحراوي، لماذا لاقت المنع والتجميد والتهميش عن عمد. فمن المستفيد من عدم نشرها، وحرمان الأجيال الحالية من الاطلاع عليها؟

5beda280-64fd-4949-a401-9bbe2f4581b4
5beda280-64fd-4949-a401-9bbe2f4581b4
b1a44994-6ebd-43da-b2f6-9f8d86888de9
b1a44994-6ebd-43da-b2f6-9f8d86888de9
e50b0919-d4b3-4a5a-a17d-084f09b29f2d
e50b0919-d4b3-4a5a-a17d-084f09b29f2d
84d35477-fdd0-443a-bfdf-ad605faeda8c
84d35477-fdd0-443a-bfdf-ad605faeda8c