رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى محمود يثبت بالأدلة: "الموت" لا مفاجأة فيه

مصطفي محمود
مصطفي محمود

يحل اليوم الموافق 31 أكتوبر، ذكرى رحيل، الكاتب والمفكر مصطفى محمود، عام 2009، ويعتبره الكثيرن فيلسوف عصره، فيما يراه الآخرون حكاء ماهرًا، يمتلك أسلوبًا جذابًا لتقديم حكاياته العلمية، وبلغة فلسفية وعلمية بسيطة، استطاع مصطفى محمود أن يُشرح "الموت" ويؤكد بالأدلة أنه "لا يحتوي على مفاجأة".

ونستعرض في التقرير التالي، أفكار مصطفى محمود حول "الموت" وفقًا لكتابه الشهير "لغز الموت".

 

مصطفى محمود يُشرح "لغز الموت"

يعد كتاب "لغز الموت" للدكتور مصطفى محمود من الكتب الفلسفية العميقة التي تسعى إلى الإجابة عن عدد من أسئلة الإنسان الكبيرة، حول الوجود والموت والحياة، وفي الكتاب يثبت مصطفى محمود حقيقة الموت، فرغم غرابته إلا أنه يحدث داخل أجسامنا يوميًا.. فماذا قال عنه مصطفى محمود؟

مصطفى محمود يُشرح
مصطفى محمود يُشرح "لغز الموت"

الجنازة لا تساوي إلا مقدار الدقائق القليلة التي تعطل فيها المرور

ويتحدث مصطفى محمود بلغة فلسفية، عن لحظات الجنازة التي وصفها أنها مجرد "مشوار"، حيث إن الموت لا يعني أحد، قائلًا:

كل منا يحمل جثته على كتفيه..

ليس هناك أغرب من الموت..

إنه حادث غريب..

أن يصبح الشيء.. لا شيء..

ثياب الحداد.. والسرادق.. والموسيقى.. والمباخر.. والفراشون بملابسهم المسرحية: ونحن كأننا نتفرج على رواية.. ولا نصدق ولا أحد يبدو عليه أنه يصدق..

حتى المشيعين الذين يسيرون خلف الميت لا يفكرون إلا في المشوار.

وأولاد الميت لا يفكرون إلا في الميراث.

والحانوتية لا يفكرون إلا في حسابهم.

والمقرئون لا يفكرون إلا في أجورهم..

وكل واحد يبدو أنه قلق على وقته أو صحته أو فلوسه..

وكل واحد يتعجل شيئًا يخشى أن يفوته.. شيئًا ليس الموت أبدًا.

إن عملية القلق على الموت بالرغم من كل هذا المسرح التأثيري هي مجرد قلق على الحياة..

لا أحد يبدو أنه يصدق أو يعبأ بالموت.. حتى الذي يحمل النعش على أكتافه.

الخشبة تغوص في لحم أكتافه.. وعقله سارح في اللحظة المقبلة وكيف يعيشها..

الموت لا يعني أحدًا.. وإنما الحياة هي التي تعني الكل.

ولخص كلماته قائلًا: "إن الجنازة لا تساوي إلا مقدار الدقائق القليلة التي تعطل فيها المرور وهي تعبر الشارع".

الموت لا مفاجأة فيه

ويرى مصطفى محمود أن "الموت لا يحتوي على مفاجأة"، موضحًا: لأن الموت يحدث في داخلنا في كل لحظة حتى ونحن أحياء.

فيثبت مصطفى محمود نظريته هذه قائلًا: ملايين الكرات الحمر تولد وتعيش وتموت في دمنا دون أن ندري عنها شيئًا، ومثلها الكرات البيض، وخلايا اللحم والدهن والكبد والأمعاء، كلها خلايا قصيرة العمر تولد وتموت ويولد غيرها ويموت.

ويضيف في كتابه "لغو الموت": وتدفن جثثها في الغدد أو تطرد في الإفرازات في هدوء وصمت.. دون أن نحس أن شيئًا ما قد يحدث.. أين المفاجأة إذن وكل منا يشبه نعشًا يدب على الساقين.. كل منا يحمل جثته على كتفيه في كل لحظة.

كما يحدث أيضًا مع "الأفكار" فيشير مصطفى محمود إلى أنه حتى الأفكار تولد وتورق وتزدهر في رؤوسنا ثم تذبل وتسقط.. حتى العواطف.. تشتعل وتتوهج في قلوبنا ثم تبرد، حتى الشخصية كلها تحطم شرنقتها مرة بعد أخرى،  وتتحول من شكل إلى شكل، واصفًا: إننا معنويًا نموت وأدبيًا نموت وماديًا نموت في كل لحظة.