رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

51 عاما على وفاة طه حسين.. وهذه أبرز رواياته

طه حسين
طه حسين

في 28 أكتوبر لعام 1973 رحل عن عالمنا الكاتب والأديب طه حسين، تاركا بصمة كبيرة في الحركة العربية الأدبية الحديثة، كما يعد أحد رواد الفكر العربي خلال القرن العشرين، إذ استطاع نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير.

في السادسة من عمره فقد الصبي طه حسين بصره، إلا أن هذه الآفة لن تعيقه عن دوره في مواجهة العادات والتقاليد القديمة التي كان يرى أنها تجمدت أو فسدت أو فقدت دورها ووظيفتها، ودعا إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة.

أثرى طه حسين المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات، وتنوعت ما بين كتب نقدية وأخرى فكرية، وإثرائية، فضلا عن عدد من الروايات، وهو ما نسلط عليها الضوء خلال السطور التالية..

دعاء الكروان

ونشرت رواية "دعاء الكروان" لطه حسين عام 1934، وفي مقدمتها كتب إهداء للكاتب عباس العقاد، واستوحى الشاعر اللبناني خليل مطران قصيدة من أجواء الرواية، وترجمت الرواية إلى اللغة الفرنسية عام 1949، كما تحولت إلى فيلم سينمائي عام 1959 من إخراج هنري بركات، وقد شارك طه حسين بصوته في نهاية الفيلم.

وفي هذه الرواية؛ يمتزج تغريد الكروان الشجي بصرخات القهر والظلم، وعلى لسان "آمنة"؛ الفتاة الريفية رقيقة الحال يحكي لنا "طه حسين" قصة العوَز والترحال، ثم التعرض للغدر والانتهاك، وفعل المستحيل من أجل الثأر والانتقام، وهي القصة التي استقاها المؤلِّف من الواقع، وما زالت تلامس واقع كثير من المجتمعات المعاصرة التي تُضطهد فيها المرأة وتُهضم حقها. 

أديب

وتدور أحداث رواية "أديب" للكاتب الراحل طه حسين، حول شاب عبقري يحب الأدب، ويعاني من فقدان البصر، فعندما يتقدم لخطبة إحدى قريباته تقدم على الانتحار حيث تفضل الموت على الزواج بشخص مثله.

ويتزوج إبراهيم بعد ذلك من حميدة التي ترضى به وتحبه، لكن تأتيه فرصة الحصول على بعثة لدراسة الأدب في باريس من شروطها أن يكون المبعوث غير متزوج، فيطلق زوجته من أجل البعثة، وفي العاصمة الفرنسية يتفوق ويظهر نبوغًا واضحًا إلا إنه يعيش في معاناة دائمة من عقدة الذنب بين حميدة التي تخلى عنها رغم أنها الفتاة الوحيدة التي ارتبطت به عاطفيًا واجتماعيًا على ما به من سوء الخلقة، وبين البعثة التي حصل عليها بالغش والادعاء بأنه غير متزوج.

أحلام شهرزاد

تنقلنا حكايات "ألف ليلة وليلة" إلى عوالم خيالية، ليس للمنطق أو المعقول فيها من سلطان، بل إنها تنتصر للخرافة وتعمق أثرها مبتعدةً بنا عن حقيقة الواقع، فتغرقنا في أحداثها المتشابكة المسرودة في نصوص تمتلئ بالتصويرات البلاغية والصنعة الأدبية. ويدرك "طه حسين" ما يحمله هذا العمل من قيمة تراثية كبيرة؛ فيعمد لاستخدامه كوعاء ينقل به أفكاره دون أن يجعل السرد متحكمًا في النص، فيحكي لنا عن "شهريار" بعد مضي ألف ليلة من سماعه لقصص "شهرزاد" وقد تغير في نفسه شيءٌ فلم يعد ذلك الملك الأرعن الذي تحرق نفسه الشهوة ويستبد به الغضب، بل أصابه نوع من القلق الذي يصنعه الظمأ للمعرفة، حيث انطلق يبحث عن الرموز والمعانى وراء غموض "شهرزاد" وقصصها، وأيُّ شيء يمتلئ بالرمز أكثر من الأحلام؟! فأخذ يتسلل كل ليلة ليشاهد أحلامها محاولًا الوقوف على ما وراءها من معانٍ.

شجرة البؤس

صدرت رواية "شجرة البؤس" للمرة الأولى في الأول من يونيو عام 1943 عن دار المعارف للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة، ويغلب على أجواء الرواية الطابع الإنساني الفلسفي كعادة روايات عميد الأدب العربي فتحكي لنا عن العلاقة الوطيدة التي تربط بين اثنين من التجار أحدهما يدعى "علي"، والآخر "عبد الرحمن" لدرجة رغبة علي في مصاهرة عبد الرحمن فيقرر أن يزوج ابنه خالد لنفيسة ابنة صديقه عبد الرحمن، وتتوالى الأحداث.