رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنائس الكاثوليكية بمصر تحتفل بحلول ذكرى مار ديمتريوس الشهيد

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحتفل الكنائس الكاثوليكية بمصر اللاتينية والمارونية والبيزنطية بحلول ذكرى مار ديمتريوس الشهيد وهو مار متري، المولود في تسالونيكية في منتصف الجيل الثالث. 
كان له صديق اسمه نسطر وقد شجعه ديمتريوس على منازلة أحد المصارعين المقربين من الحاكم. قُتل المصارع فغضب الوالي وقتل نسطر ورفيقه ديمتريوس. 
وذلك حوالي السنة 303. كان على اسم مار متري كنيسة عظيمة في تسالونيك وكان له إكرام كبير في اليونان لما اجترح من العجائب الكثيرة.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنه "لقد خُلِقَ العالمُ على ضوء الكنيسة"، على حدّ قول مسيحيّي العصور الأولى فقد خلقَ الله العالمَ لكي يُشركَ في حياته الإلهيّة، إشراكًا يتمّ "بدعوة" البشر إلى الاجتماع في الرّب يسوع المسيح، وهذه "الدعوة إلى الاجتماع"  هي الكنيسة. إنّ الكنيسة هي غايةُ كلّ شيء.

 وعليه، فإنّ الأحداث الأليمة نفسها، كسقوط الملائكة، وخطيئة الإنسان، لم يَسمحْ بها الله إلاّ لكونها تشكّل فرصة أو وسيلة لكي "يكَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه"، وعن كلّ مدى الحبّ الذي أرادَ أن يشملَ به العالم: "فكما أنّ إرادةَ الله هي عملٌ وأنّها تُسمّى العالم، كذلك فإنّ قصدُه هو خلاص البشر، ويُسمّى الكنيسة".

إن تجمُّع شعب الله بدأ عندما هدمت الخطيئة شركةَ البشر مع الله، وشركةَ الناس فيما بينهم. فتَجمُّع الكنيسة هو نوعًا ما ردُّ فعل الله على الفوضى التي أحدثَتها الخطيئة. وإعادة التوحيد هذه تتمُّ سريًّا في داخل جميع الشعوب: "فمَنِ اتَّقاه مِن أَيَّةِ أُمَّةٍ كانت وعَمِلَ البِرَّ كانَ عِندَه مَرضِيًّا".. إنّ الإعداد البعيد لجمع شعب الله بدأ مع دعوة إبراهيم الذي وعدَه الله بأنّه سيكون أبًا لأمّةٍ كبيرة.

 وقد بدأ الإعداد المباشر مع اختيار إسرائيل شعبًا لله؛ وعلى إسرائيل، بهذا الاختيار، أن يكون علامةَ تجمُّع جميع الأُمم في المستقبل. 

كان على الابن أن يحقِّقَ تصميم أبيه الخلاصيّ في ملءِ الأزمنة؛ وهذا هو داعي "رسالته"... لقد افتتح يسوع المسيح ملكوت السماوات على الأرض؛ فالكنيسة هي "ملكوت يسوع المسيح الحاضر حضورًا سريًّا". 

"إن الكنيسة التي إليها كلّنا مدعوون في المسيح، والتي فيها نحصل على القداسة بنعمة الله، لن تبلغ التمام إلا في المجد السماوي"، عند عودةِ يسوع المسيحِ المجيدة... هي تصبو إلى مجيء الملكوت الكامل. وتمام الكنيسة، ومن خلالِها تمام العالم في المجدِ لن يحصلا بغيرِ مِحَنٍ كبيرة. "وإذ ذاك، كما ورد في الآباء القدّيسين، يجتمع عند الآب، في الكنيسة الجامعة، جميع الصدّيقين منذ آدم، "من هابيل البارّ إلى آخر مختار".