رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الراعي وحياة التلمذة" في مؤتمر لجنة الكهنة والرعاة: دعوة للخدمة الحقيقية

 الدكتور القس عزت
الدكتور القس عزت شاكر،

 قدم الدكتور القس عزت شاكر، راعي الكنيسة الإنجيلية محاضرة حول مفهوم “الراعي وحياة التلمذة”، مشددا على أهمية التلمذة كسبيل للعيش في ظل تعليم المسيح وخدمته.

 

يأتي ذلك في إطار فعاليات مؤتمر لجنة الكهنة والرعاة المنعقد بمركز لوجوس بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

بدأ الدكتور عزت شاكر حديثه بتسليط الضوء على التحدي الأكبر الذي يواجه الرعاة، وكيفية تطبيق تعاليم المسيح بشكل يومي في حياتهم وخدمتهم، مؤكدا أن الله لن يكرمنا بناءً على ولائنا لعقائد طوائفنا المختلفة، بل على أمانتنا لله ولخدمتنا له.

الرسالة الحقيقية للخدمة: تقديم المسيح


أشار القس عزت إلى أن البعض يركز في رسالتهم على الدفاع عن الكنيسة، لكن الرسالة الأسمى هي تقديم الرب يسوع للعالم. ودعا الرعاة إلى أن يكون انتماؤهم الأساسي للملكوت السماوي، مؤكدا أن هناك “نقطة نور” في كل كنيسة يجب أن يستفيد منها الجميع، وذكر أن الرعاة، رغم مسؤولياتهم التعليمية، لا يزالون بحاجة إلى أن يتعلموا باستمرار.

مفهوم الدعوة والتلمذة


وتطرق القس عزت شاكر إلى معنى الدعوة في حياة الراعي، موضحًا أنها ليست لخدمة محددة فقط، بل هي للمشاركة في مجد الله الأبدي. واستشهد بآية من رسالة بطرس الأولى 5:10، مؤكدًا أن الله الذي دعانا لمجده يستحق أن نعطيه حياتنا كاملة، وأن التلمذة هي امتياز يجب أن نعيشه مدى الحياة.

وفي هذا السياق، دعا القس عزت إلى التأمل في الشاهد من إنجيل لوقا 14: 25-35، مستشهدًا بأقوال أحد الآباء: “من يحمل صليبه يحمل روح الاستشهاد”. كما ذكر قصة الكاتب شارل استاد الذي كرس حياته للمسيح بعد أن تأثر بمقالة لأحد الملحدين، حيث أدرك أن الإيمان الحقيقي يتطلب أن يكون الدين هو الشغل الشاغل لحياة المؤمن.

التلمذة الحقيقية: حمل فكر المسيح والسلوك بمثله


وأكد القس عزت أن التلمذة تبدأ بحمل فكر المسيح، مشيرا إلى رسالة كولوسي 3:16: “لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى”، موضحًا أن التلميذ الحقيقي هو من يثبت في كلام الرب ويسلك كما سلك المسيح. كما شدد على أهمية أن يتغير التلميذ يوميًا من خلال تعلمه من سيده، وأن هذا التغيير يجب أن يكون مستمرًا من مجد إلى مجد، بما يعكس امتلاء الروح القدس في الخدمة والحياة اليومية.

الجهاد اليومي في النعمة واستغلال الوقت


وقال الدكتور عزت إن النعمة تحتاج إلى جهاد يومي، وأن الفهم الخاطئ للإيمان لابد أن يتغير، مشيرًا إلى أن 80% من الوقت يضيع في أمور يمكن الاستغناء عنها، واستشهد بمثال نيلسون مانديلا الذي كرس حياته لنضال شعبه ولم يرضَ بمقايضة حريته بالقضية التي آمن بها.

واختتم القس محاضرته بالصلاة، طالبًا من الله أن يمنح الجميع القدرة على التغيير والنمو في الإيمان والطاعة، مشددًا على أن التلميذ الحقيقي يتعلم كل يوم ويعكس مجد الرب في حياته وخدمته.