فى ذكرى فوزه بجائزة نوبل.. رواية عرّضت نجيب محفوظ للاغتيال
في مثل هذا اليوم من عام 1988 فاز الأديب المصري نجيب محفوظ بجائرة نوبل في الآداب، حيث لم يستطع أي عربي أن ينال هذه المرتبة الرفيعة في مجال الأعمال الأدبية وحفر اسمه من سطور من ذهب أمام العالم أجمع.
ويرصد "الدستور" في التقرير التالي كيف عرضت رواية "أولاد حارتنا" حياة نجيب محفوظ للخطر بعد محاولة نشرها.
في عام 1994 طعن شاب رقبة نجيب محفوظ وتحدث الكاتب المصري محمد سلماوي مع هذا الشاب، والذي أوضح له أن السبب سب نجيب محفوظ للدين الإسلامي في رواية أولاد حارتنا، بالطبع أثر هذا الأمر على نجيب محفوظ جسديًا ونفسيًا، أما جسديًا فأثر على حركة يده وقدرته على الكتابة بشكل طبيعي، دون أن يؤثر ذلك على عطائه الأدبي المتواصل حتى وفاته في 30 أغسطس 2006 عن عمر يناهز 94 عامًا.
رواية "أولاد حارتنا" التى عرفت أيضا باسم "أولاد الجبلاوي" تم إصدارها عام 1959 ونشرت في جريدة الأهرام كأكثر روايات نجيب محفوظ إثارة للمتاعب له، حيث اعترض عليها بعض الشيوخ باعتبارها تتعرض للذات الإلهية والأديان.
قصة "أولاد حارتنا"
أما عن قصة "أولاد حارتنا" فهي تبدأ أحداثها مع ولادة أدهم ابن الجارية السمراء وتفضيل الجبلاوي بطل الرواية له عن بقية أولاده وتمرد ابنه إدريس عندما اختار الجبلاوي ابنه أدهم لإدارة الوقف، الأمر الذي أدى لطرد إدريس من البستان إلى الحارة، وينجح إدريس في التسبب في طرد أدهم من البستان عندما يغريه بالاطلاع على وصية الجبلاوي وبتأثير من زوجة أدهم الفاتنة يقدم على ذلك، وتتوالى الأحداث حيث يقتل ابن أدهم ابنه الآخر، وينتشر أبناؤه في الحارة.
وبمرور الزمن تتحول الحارة إلى ثلاثة أحياء ارتبطت بثلاثة أبطال ظهروا في أزمنة مختلفة هم (جبل ورفاعة وقاسم) ثم يظهر في النهاية عرفة الذي سيقضي على الجبلاوي.
سبب الاعتراض على الرواية
الرواية تحمل ثلاثة أبطال وهم: الجبلاوي وقال رجال الدين الإسلامي إنه يحمل شخصية الذات الإلهية، أما البستان وهو يرمز كما يقولون للجنة، والحارة هي الدنيا وأدهم هو آدم، أما إبليس فهو إدريس والأبطال الثلاثة هم رءوس الأديان السماوية موسي هو جبل، ورفاعة هو عيسي، وقاسم هو محمد وعرفة رمز للعلم من وجهه نظر الكاتب، وهذا ما فسره رجال الدين الإسلامي وعلى أساسه تم الهجوم على الرواية.
مقتطفات من حياة نجيب محفوظ
سُمى على اسم الطبيب الذي أنقذ حياته وقتما كان صغيرًا، وعاش طفولته في حي الجمالية في قلب العاصمة، وتعتبر أهم رواياته بين القصريين وقصر الشوق والسكرية (الثلاثية)، درس الفلسفة وبدأ الكتابة منذ أن كان عمره 17 عامًا.
محفوظ أثرى المكتبة العربية بالمؤلفات الأدبية والروايات من بينها: "عبث الأقدار، والطريق، ودنيا الله، والشحاذ، والسراب، وقبل الليل، وثرثرة فوق النيل، وأفراح القبة، وأولاد حارتنا، وقصر الشوق، والسمان والخريف، واللص والكلاب، وبداية ونهاية".