رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إعصار ميلتون.. "مفاجأة أكتوبر" تربك حسابات الانتخابات الأمريكية فى فلوريدا

إعصار ميلتون
إعصار ميلتون
  • الانتخابات الأمريكية.. هل يعيد إعصار ميلتون "مفاجأة ساندي" لـ أوباما؟

 

قبل أسابيع من انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي خِضَّم منافساتٍ ضارية بين مرشحيِّ سيادة البيت الأبيض 2024، جاء إعصارا "هيلين" و"ميلتون" في ولاية فلوريدا الأمريكية، ليربك حسابات السباق الرئاسي بين كل من المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.

وتسبب الإعصاران القاتلان حتى الآن في مقتل نحو 250 شخصًا، وتدمير آلاف المنازل، وترك ملايين السكان والشركات في فلوريدا بدون كهرباء، وربما يستمر ذلك لأسابيعٍ قادمة ولن يكون التعافي سريعًا، وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة والخسائر الاقتصادية الباهظة التي قد تتكبدها الحكومة الأمريكية جراء الإعصارين الأخيرين، إلا أن تأثير الكارثة لن يقف عند حد الجانب الإنساني فحسب، وإنما يتعدى مخاوف التأثير السياسي الذي تشهده الولايات المتحدة وهي على مشارف اختيار رئيسها الجديد.

وعلى مدار الأيام الماضية، حظي إعصار ميلتون باهتمامٍ بالغٍ من وسائل الإعلام الأمريكية والدولية على حدٍ سواء، إلا أن بعض التقارير تطرقت إلى مدى تأثير الكارثة على سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر انطلاقها في نوفمبر المقبل، لا سيما أن ولاية فلوريدا التي تكابد آثار إعصار ميلتون الآن، من الولايات الحاسمة والأكثر تأثيرًا في مسار الانتخابات ونتائج التصويت.

إعصار ميلتون يربك حسابات الانتخابات الأمريكية

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن إعصاريِّ "هيلين وميلتون" أثارا مخاوف أكثر إلحاحًا على مستوى ولاية فلوريدا، بما في ذلك تأثيرهما على سير الانتخابات الأمريكية المُقررة الشهر المقبل.

وأضافت في تقريرٍ لها اليوم عبر موقعها الإلكتروني، أن مشرفي الانتخابات في المقاطعات الأمريكية وموظفيهم يُقيِّمون الآن الأضرار التي لحقت بالمباني، فيما وجَّه حاكم ولاية فلوريدا "دي سانتيس" عددًا من الأوامر التنفيذية بعد إعصار هيلين لتخفيف قواعد التصويت لضمان تمكّن أكبر عدد ممكن من الأشخاص من الإدلاء بأصواتهم.

من جهته، قال "ترافيس هارت"، رئيس المشرفين على الانتخابات في فلوريدا: "لا أعرف أي المكاتب تأثرت بشدة لدرجة أنها لم تعد تعمل"، مضيفًا: "نتحقق الآن من أماكن ومواقع الاقتراع".

وتوقَّع "هارت" أن يوافق حاكم فلوريدا "رون دي سانتيس" على دمج بعض مواقع الاقتراع في المناطق المتضررة حديثًا، كما فعل بعد إعصار هيلين.

ووفقًا لـ"الجارديان" تشمل التدابير الأخرى: تخفيف متطلبات التدريب الصارمة للعاملين في مراكز الاقتراع، كذلك السماح للسكان وعمال المرافق الذين يعملون بعيدًا عن منازلهم، بتغيير عناوينهم للتصويت بالبريد عن طريق الهاتف.

وقال هارت: "لقد تم تهجير الكثير من الناس، وربما تضررت منازلهم، ولا يمكنهم العودة إليها، ولكن يمكنهم فقط الاتصال بنا وإبلاغنا بعناوينهم الحالية لإرسال بطاقة الاقتراع بالبريد إليهم".

وأشار "هارت" إلى أن التاريخ الطويل للأعاصير المدمرة في فلوريدا، علَّم مسئولي الانتخابات الاستعداد لمثل هذه الأمور، إلا أنه اعترف في الوقت ذاته، بأن العواصف الكبرى المتتابعة سريعًا قد تضعهم في مواجهة تحدياتٍ مختلفة.

إعصار ميلتون "مفاجأة أكتوبر" للانتخابات الأمريكية

تحت عنوان: "كيف يؤثر إعصارا ميلتون وهيلين على انتخابات 2024؟"، قالت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، إن الإعصارين الهائلين اللذين ضربا جنوب شرق الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي يعتبران "مفاجأة أكتوبر" التي قد تشكل نتيجة السباق الانتخابي بين كامالا هاريس ودونالد ترامب.

وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرٍ لها عبر موقعها الإلكتروني، أن استجابة الحكومة للكوارث هي أول ما يمكن أن يشكل آراء الناخبين.

ووصفت "نيويورك بوست" كارثة الإعصارين بـ"اللحظة الحاسمة" لـ هاريس، بينما عرض المرشح الجمهوري والرئيس السابق ترامب، إقامة مجانية في فنادقه بجنوب فلوريدا.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن إعصار "هيلين" يفرض ضغوطًا على نظام الانتخابات نفسه في الولايات الرئيسية مثل جورجيا وفلوريدا.

وأوضحت أنه ربما تسبب الإعصار في تدمير بطاقات الاقتراع بالبريد؛ ومن المحتمل تهجير أعداد كبيرة من الناخبين من منازلهم والذين أصبحوا الآن على بعد مئات الأميال من مراكز الاقتراع، وقد يُحدِث هذا فرقًا حاسمًا في كلتا الولايتين، لا سيما إذا كانت نتائج الانتخابات متقاربة للغاية كما هو متوقع.

ووفقًا للتقرير الأمريكي، نشرت كلتا الولايتين أوامر تنفيذية وآليات قانونية أخرى لتسهيل تصويت النازحين، ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا، ومن الصعب معرفة ما قد يحدث في يوم الانتخابات.

وذكرت الصحيفة: "في حين أن المقاطعات الأكثر تضررًا في كلتا الولايتين تميل نحو ترامب، فإن معاقل الديمقراطيين مثل سافانا بولاية جورجيا قد دُمِّرَت أيضًا، ومن المُرجَّح أن يكون سكانها الأكثر فقرًا هم الأكثر تضررًا، وهو ما قد يؤدي إلى إحباط أصوات الديمقراطيين بشكلٍ أكبر".

وتطرقت "نيويورك بوست"، إلى المأزق الذي تواجهه المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بفعل الإعصارين الأخيرين، فبينما كان شعار حملتها هو قدرتها على إحداث التغيير، إلا أنها لا تستطيع التقدم في الانتخابات إذا لم يتمكن البيت الأبيض من تأمين مأوى للمشردين مؤخرًا وأولئك الذين يعيشون الآن في الظلام.

تحذير من عاصفة ثالثة

وحذَّرت الصحيفة الأمريكية من أن هناك احتمالًا حقيقيًا بأن تضرب عاصفة أخرى الولايات المتحدة قبل يوم الانتخابات، حيث يستمر موسم الأعاصير حتى أوائل نوفمبر المقبل، كما أن التحذير من عاصفة ثالثة من شأنه أن يستحوذ على اهتمام وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية.

ونوهت "نيويورك بوست"، إلى الأمر الأكثر قلقًا، وهو أن التركيز على التأثير السياسي للكارثة قد يحول الانتباه بعيدًا عن الأضرار التي ألحقتها العواصف بعدد لا يحصى من الأسر والمجتمعات.

واستشهدت الصحيفة في ختام تقريرها بإعصار "ساندي" الذي ضرب نيويورك ونيوجيرسي في عام 2012، وأعطى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الفرصة للتقدم في وقتٍ حاسم من العملية الانتخابية آنذاك، وربما حتى ترجيح الانتخابات لصالحه، حيث أظهرت بيانات تلك الفترة أن الإعصار "ساندي" قدَّم لأوباما دَفعةٍ واضحة في استطلاعات الرأي في اللحظة الأخيرة.