رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهدف التالى.. السنوار؟

مر عام على تلك الأيام المظلمة التى لا تُحتمل، خلال هذا العام اعتدنا على أخبار الهجمات والعمليات والصواريخ والاغتيالات.. خاصة الاغتيالات.. منذ أن عادت إسرائيل إلى سياسة الانتقام بالاغتيالات، لم يعد أحد خارج رادار الموساد.. القائمة طويلة، لكن علامة «X» يتم وضعها يومًا بعد يوم دون توقف.

وفى كل مرة نتعامل مع عملية الاغتيال كعملية منفردة، ونبرر بأن هناك خائنًا ما، تسريبًا ما، خطأ ما، لكن الحقيقة أن هناك حملة اغتيالات منهجية للتخلص من كل قيادات التنظيمات وبناء نظام جديد.

فى الأسابيع الأخيرة تزايدت التقارير حول احتمال أن يكون يحيى السنوار لم يعد على قيد الحياة. هذه الفرضية طرحها عدد من الخبراء فى الأمم المتحدة المعنيين بالساحة الفلسطينية، لكن حتى الآن ليس لديهم أى دليل. مسئولو الاستخبارات الإسرائيلية قضوا ساعات طويلة يحللون الرسائل التى يتم نشرها، وعندهم إحساس بأن «السنوار لم يكتبها»، وقد تعززت هذه الفرضية الآن حسب تقرير لـ«معاريف».

قبل أسبوع، قام رئيس الأركان، اللواء هرتسى هاليفى، عندما كان يدلى بمعلومات عن الجبهة مع اليمن، ظهرت خلفه صورة للسنوار مع علامة استفهام حمراء.. هناك من رأى أنها تعنى أنه الهدف التالى، ليس بحاجة للإنسان أن يكون عبقريًا ليفهم أن إسرائيل تضع «السنوار» هدفًا رئيسيًا فى تلك الحرب. وهناك من فسّر علامة الاستفهام كأنها سؤال: هل السنوار لا يزال حيًا؟

الإسرائيليون يريدون رأس السنوار بأى ثمن، فحتى لو كان القضاء على حسن نصرالله نجاحًا سيغير الموازين فى الشرق الأوسط، لكن السنوار شىء آخر.. فى النهاية حسن نصرالله رغم كل شىء حافظ على ميزان الرعب مع إسرائيل، لم يشترك فعليًا فى الحرب على غزة، وطالما كانت الهجمات بينه وبين الجيش الإسرئيلى فى حدود الاشتباك المتفق عليها ضمنًا، حتى لو كان هناك بعض التجاوز، ففى إسرائيل كانوا يطلقون عليه «العدو العاقل الذى يعرف حدوده».. لكن السنوار شىء آخر.. بالنسبة لهم هو «العدو الأيديولوجى العنيد» الذى لا يهمه شىء! ومسألة القضاء عليه تعنى عمليًا الأخذ بثأر هجوم ٧ أكتوبر وإنهاء الحرب. وهناك شخص آخر يريد القضاء على «السنوار» بأى ثمن، هو بنيامين نتنياهو، الذى كان يقدم نفسه للإسرائيليين باسم «مستر أمن»، وهكذا نجح فى الحملات الانتخابية المرة تلو الأخرى، وفى الفترة الأخيرة عندما ترك الرهائن لمصيرهم سخرت منه الصحف العبرية وقالت: «مستر أمن تحول إلى مستر التخلى»، لكن بعد حملة الاغتيالات الأخيرة.. يعيد نتنياهو تقديم نفسه للجمهور بأنه «مستر الاغتيالات أو مستر بوند».. وذلك بعد أن انتشر فيديو لنتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعى وأحد الإسرائيليين يقول له: هل أصبحت مثل جيمس بوند؟.. فارتدى نظارته الشمسية وقال: مَن بوند.. أنا نتنياهو.. بنيامين نتنياهو!