رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توافق سياسي ودعم العلاقات التاريخية بين مصر وجنوب السودان

مصر وجنوب السودان
مصر وجنوب السودان

تتسم العلاقات المصرية مع جمهورية جنوب السودان بعمق تاريخي وروابط أزلية، حيث تسعى مصر دائمًا لدعم تطلعات شعب جنوب السودان نحو مستقبل أفضل، ما يعكس الروابط التاريخية بين الشعبين. 

ومنذ استقلال جنوب السودان في عام 2011، سعت مصر إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث  تعتبر مصر واحدة من الدول الرائدة في دعم تطلعات جنوب السودان نحو السلام والاستقرار، حيث تقدم المساعدات الفنية والخبرات اللازمة في مجالات متعددة. 

كما تبرز أهمية التعاون في إدارة الموارد المائية، خصوصًا نهر النيل، الذي يعد شريان حياة للبلدين، وتظل مصر ملتزمة بمساندة جنوب السودان في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق آمال شعبه، مما يعكس الروابط القوية والتطلعات المشتركة بين الدولتين.

تقديم المساعدات والخبرات الفنية 

 

خلال الفترة الماضية، شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على ضرورة أهمية هذه العلاقات في سياق تقديم المساعدات والخبرات الفنية.

وخلال المباحثات الأخيرة مع الرئيس الجنوب سوداني سيلفا كير، أشار السيسي إلى الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات، مؤكدًا التزام مصر الثابت بمساندة جنوب السودان رغم التحديات الاقتصادية العالمية. وبالنظر إلى الأولويات، شدد على ضرورة تقديم الدعم الفني وبناء القدرات لمساعدة البلاد على تحقيق استقرارها.

كما أكد السيسي دعم مصر الكامل لجهود الرئيس كير وجميع الأطراف الجنوب سودانية لتحقيق السلام. أشاد بالجهود السياسية المبذولة لتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية، وعبر عن استعداد مصر لتلبية احتياجات الشعب الجنوب سوداني في مجالات السلام والاستقرار والتنمية.

 تنسيقًا سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا مشتركًا 

 

وفي إطار سعي الدولتين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، فقد يتعاون لبلدين في شتى المجاالات اتفق الزعيمان على تكثيف الجهود لإيجاد حلول عاجلة للأزمة السودانية وتأثيراتها على دول الجوار، مع ضرورة الدعوة للأطراف السودانية لتغليب المصلحة القومية.

ويشترك البلدان ودورهما المحوري في الأزمة السودانية، حيث يتمتع البلدان بفهم عميق لتفاصيل الأزمة وتشابكاتها،  كما تناولت المناقشات التعاون في مجالات الموارد المائية والري، خاصة فيما يتعلق بنهر النيل، حيث أكد الرئيس المصري أهمية التعاون في إدارة الموارد وتحقيق التنمية المستدامة.

كما تلتزم مصر بدعم جنوب السودان، معبرًا عن حرصه على تقديم كافة أشكال المساعدة، ودعا المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته تجاه جنوب السودان في إطار مساعيه نحو بناء مستقبل أفضل.

اهتمام مصري بدعم العلاقات التاريخية الوثيقة مع جنوب السودان 

 

وفي أبريل الماضي، أكد وزير الخارجية السابق سامح شكري، على اهتمام مصر بدعم العلاقات التاريخية الوثيقة مع الأشقاء في جنوب السودان، مضيفًا أن الحكومة المصرية، ممثلة في العديد من الجهات والوزارات، تنفذ بالفعل مشروعات تنموية في جنوب السودان، فضلًا عن المنح والمساعدات التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية لجنوب السودان.

بالإضافة إلى المضي قدمًا في تنفيذ المشروعات التي يجري إنشاؤها حاليًا، وكذلك مشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات التي يجري الاستعداد للتوقيع عليها في أقرب وقت، كما سيجري خلال الفترة القريبة المُقبلة افتتاح عدد من المشروعات التنموية الكبرى، مثل فرع جامعة الإسكندرية في مدينة "تونج"، والمدرسة الفنية في مدينة "ورور"، بالإضافة إلى محطة الكهرباء الكبرى في مدينة "رومبيك".

وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور هاني عاطف سويلم، وزير الموارد المائية والري، نتائج الزيارات الوزارية وجهود التعاون بين البلدين، ومسار التعاون القائم مع دولة جنوب السودان الشقيقة في مجال المياه، مشيراً إلى أن الوزارة قامت بإنشاء 20 محطة مياه شرب جوفية مزودة بالطاقة الشمسية، وعدد 2 مرسي نهري لخدمة الملاحة النهرية، إلى جانب إنشاء معمل مركزي لتحليل نوعية المياه بمدينة جوبا، وتأهيل 3 محطات مياه في مدينة "جوبا"، ومدينة "ملكال"، ومدينة "واو".

أما في مجال خدمة السكان المحليين وتحسين أحوالهم المعيشية، فقد انتهت الوزارة من إنشاء محطتي مياه شرب لخدمة المواطنين في مدينة "منجلا" ومدينة "نيمولي"، بالإضافة إلى 3 محطات لمياه الشرب الجوفية تم تدشينها في يناير 2024، بحضور السيد نائب رئيس الجمهورية في جنوب السودان، فضلاً عن تنفيذ مشروع تطهير المجاري المائية بحوض بحر الغزال بطول 11.8 كم.

بالاضافة الى المشروعات الجاري تنفيذها ستسهم في توفير فرص عمل وتطوير أحوال الصيد، وإنشاء مزارع سمكية، بالإضافة إلى حماية القرى والأراضي الزراعية من الغرق نتيجة ارتفاع مناسيب المياه أثناء الفيضانات.