رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد مظهر.. فارس أمسك بـ"زمام الفن"

جريدة الدستور

أن تأتي لك الفرصة على طبق من دهب أمر وارد حدوثه، ولكن إذا لم تستغل هذه الفرصة وتنجح في استثمارها بشكل جيد فإنها ستكون كأن لم تكن، وهو الفخ الذي لم يقع فيه الفنان أحمد مظهر الفرصة، الذي استغل ترشيح صديقه الضابط بالجيش الأديب يوسف السباعي لتجسيد شخصية “البرنس علاء” في فيلم “رد قلبي”، وبعده استقال من وظيفته بالجيش ليتفرغ للتمثيل، ليقلد وسام “فارس السينما المصرية”، ويحتفل بميلاده اليوم 8 أكتوبر.

يعد أول عمل فني شارك فيه مظهر عام 1948 في مسرحية أطلق عليها اسم “الوطن”، أحبته فيه الكاميرا ووعدته بألا تفارقه، حيث تم ترشيحه من بعد ذلك من قبل المخرج إبراهيم عز الدين للمشاركة في فيلم “ظهور الإسلام”، وكان له الحظ بمشاركة العديد من نجوم الصف الأول في الأفلام فنجد مشاركته للفنانه فاتن حمامه في أفلام "دعاء الكروان، الطريق المسدود، الليلة الأخيرة، لن اعترف، الزوجة العذراء، طريق الأمل، إمبراطوية ميم".

لقب الفارس لم يأتي له من فراغ، فأبدع في أداء شخصية الفارس في أفلامه مثل “وإسلاماه، الناصر صلاح الدين، الشيماء”، ولم ننس حظه من الكوميديا في فيلم “لصوص لكن ظرفاء”، وقدم شخصية البرنس في فيلم “الأيدي الناعمة” مع الشحرورة صباح وصلاح ذو الفقار ومريم فخر الدين، وكان لامعا في فيلم “النمر الأسود” مع الفنان أحمد زكي في عام 1984.

أحمد مظهر.. فارس بمواهب متعددة

أحمد مظهر لم يكن بارع في التمثيل فقط فكان له الحظ في التأليف والإخراج، فيلم “الضاوء الخافت” مع سعاد حسني، كما اكتشف الفنانة “ميرفت أمين” في فيلم “نفوس حائرة” كبطلة للفيلم بعد مشاهدته لها في كلية الآداب وعرض عليها التمثيل ودعاها لزيارته في مكتبه وقتها.

شقيقات أحمد مظهر كن محبات للفن للغاية، أولهما فاطمة مظهر التي أصرت أن تدخل مجال التمثيل على الرغم من رفضه ذلك قبل انتهاء دراستها، وهو ما لم تلتزم به، وفي أحد لقاءاتها اعترفت بأنه كان على حق، وبعد ذلك اعتزلت وارتدت الحجاب، أما شقيقته سناء مظهر فدخلت عالم التمثيل أيضا، وساعدها في ذلك جمالها الأوروبي وشعر أشقر وملامح شديدة الجمال.

لم تختلف زوجة أحمد مظهر عن شقيقته في الجمال، وهي حب عمره "هدايت"، وأنجب منها ثلاث فتيات نيفين وإيمان وريهام وولد يُدعى شهاب، ولكن العلاقة بينهما توترت وانفصلا.

لم يتزوج مظهر من بعدها، بل عاش وحيدًا في فيلته، وكان يعاني من الوحدة بعد زواج الأبناء، وعانى من المرض، ومات خلال كتابة مذكراته  في 8 مايو 2002، وأقيمت له جنازة شعبية مهيبة وقتها.