أشهرها "رد قلبي".. أبرز الأفلام السينمائية التي تناولت ثورة 23 يوليو
من بين الثورات العديدة التي شهدتها مصر، حظت ثورة 23 يوليو بنصيب الأسد والحظ الأوفر في تناولها من خلال الصورة البصرية السينمائية.. وفي هذا التقرير نستعرض لكم أبرز هذه الأعمال.
رد قلبي
من أشهر الأفلام التي تناولت ثورة 23 يوليو، من إنتاج 1957، إخراج عز الدين ذو الفقار، ويعالج الفيلم الأوضاع التي سادت قبل قيام الثورة وكانت محركًا أساسيًا قاد إليها، متطرقًا إلى مجتمع الواحد في المائة والفروقات الطبقية التي قسمت مصر إلى مصرين، مصر أصحاب النفوذ والثروات من الإقطاعيين، ومصر أصحاب البلد الأصليين ممن حرموا من كل شيئ، وذاقوا مرارة العيش وبؤسه حتي قامت الثورة.
غ
الله معنا
وعن قصة للكاتب إحسان عبدالقدوس يقدم أحمد بدرخان في العام 1955 فيلمه "الله معنا" بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي، شكري سرحان، ماجدة، حسين رياض والذي قدم دور رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق. في ثلثه الأول يتناول الفيلم حرب فلسطين وبسالة الجيش المصري وبطولاته رغم الخيانة التي تعرض لها من قبل بعض قواده الفاسدين الذين ورودوا له الأسلحة الفاسدة٬ وكيف كانت هذه القضية الرحم الذي خرج منه تنظيم الضباط الأحرار ومحاولاتهم إثارة القضية مع إلتزامهم بالشرف العسكري.
كما تناول الفيلم بشكل واضح الفساد السياسي في تلك الفترة خاصة الأحزاب تلك التي أدعت أنها قيدت وحوصرت فيما بعد الثورة.
فعندما يلجأ الضباط الشبان لواحد من الزعماء السياسيين المعارض "شديد باشا" وقام بالدور أحمد علام لإثارة قضية الأسلحة الفاسدة في إحدي خطبه، يستجيب كنوع من المغازلة السياسية للقصر وساكنيه للحد الذي يدفعه لطرد الضباط عندما يسألونه عما فعله في تلك القضية.
إستجابة شديد باشا للضباط في أول الأمر لم يكن إلا صفقة سياسية ليسقط الحكومة التي يتطلع لتشكيل مجلسها٬ وهو ما حققه له القصر الملكي مكافأة علي خدماته في المعارضة.
تناول الفيلم الآثار الاجتماعية التي خلفتها حرب 48 علي المصريين خصوصا من الشهداء الذي فقدتهم أسرهم وكيف تحولت مصائرها٬ وإن كانوا فخورين بما قدموه من أجل الواجب والدفاع عن أرض فلسطين. كان الفيلم قد صور في العهد الملكي ومنع عرضه بسبب تعرضه للملك ومفاسده.
“ثلاث قصص” إنتاج عام 1968
الفيلم يضم ثلاث قصص منفصلة، لكل من يحيي حقي، نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، والذي قدم القصة الثانية تحت عنوان "خمس ساعات"، بطولة نادية لطفي، رشوان توفيق، محمود المليجي، حمدي أحمد، محمد الدفراوي، وحسين الشربيني.
تدور أحداثه خلال الحقبة الملكية في مصر، والبوليس السياسي يطارد أحد أفراد الجيش ويطلق عليه الرصاص، وعندما تأخذه الأسعاف إلى مستشفى قصر العيني تستمر مطاردة البوليس السياسي له للإجهاز على حياته، حتي أن أحد رجالهم يقطع التيار الكهربائي عن المستشفى بأكمله ويفتشون الغرف حتي أنهم يقتحمون حجرة العمليات، إلا أن الأطباء ينجحون في تهريبه إلى "بدرون" المستشفى لإجراء عملية جراحية وإخراج الرصاصة من جسده لكنه يفارق الحياة متأثرًا بجراحه.
يلقي الفيلم الضوء علي الروح الوطنية التي كانت شرارة ثورة 23 يوليو التي قام بها الضباط الأحرار وكانت شخصية الضابط في الفيلم رمزا لتنظيمهم.
الأيدي الناعمة
ولعل أبرز أفكار الفيلم، أو فكرته الرئيسية، احترام قيمة العمل وتقديسه، كشريان للوجود والعمران البشري، بل وقيمته المعنوية لتحقيق شرط التواجد الإنساني، بغض النظر عن المستوي المعيشي المادي، فقيمة العمل يحتاجها الفرد كما تحتاجها المجتمعات.
الباب المفتوح
والفيلم المقتبس عن بعض من السيرة الذاتية للكاتبة لطيفة الزيات، يرصد صورة المرأة في المجتمع المصري قبل ثورة 23 يوليو، والتعامل معها كمجرد أداة وتابع للأسرة ــ الأب، الأم، والأشقاء ــ دون أن يكون لها كيانا مستقلا قائم بذاته. ففي مشهد النهاية عندما تستدير “ليلي” مولية ظهرها لصرخات الأب والأم والخطيب، لتلحق لاهثة بالقطار المتجه لبورسعيد يحمل أفراد المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثي، تكون قد حسمت أمرها بألا تكون خاضعة أو خانعة بعد ذلك أبدا.
ومن بين الأفلام السينمائية التي رصدت أوضاع المجتمع المصري قبل قيام ثورة 23 يوليو، ورصدت فساد الحياة السياسية خاصة الأحزاب التي كانت تسعي لمصالح ضيقة فضلا عن مفاسد القصر الملكي وساكنه، جاءت أفلام، القاهرة 30، غروب وشروق وفي بيتنا رجل.