رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفن من وسائلها.. كيف تساهم المراكز الثقافية في مكافحة التطرف بين الشباب؟

المراكز الثقافية
المراكز الثقافية ودورها في مكافحة التطرف

تعتبر المراكز الثقافية من أبرز الأدوات الفعالة في مواجهة التطرف، خاصة بين فئة الشباب التي تُعد الأكثر عرضة للتأثر بالأفكار المتطرفة، إذ تلعب هذه المراكز دورًا محوريًا في تعزيز قيم التعددية الثقافية والدينية، وتوفير بيئات حاضنة للأنشطة الثقافية والفنية التي تساهم في بناء وعي مجتمعي متوازن. 

في هذا التقرير نستعرض دور المراكز الثقافية في هذا السياق، مع التركيز على الأنشطة والندوات التي تهدف إلى توعية الشباب بمخاطر التطرف.

أهمية المراكز الثقافية

 

تعد المراكز الثقافية بمثابة منصات حيوية تعزز من الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات والديانات، حيث أنها تُوفر بيئة مفتوحة للنقاش وتبادل الأفكار، وهو ما يُسهم في تقليل التوترات والتعزيز من القيم الإيجابية ومنها التسامح الذي هو يخفي أي اثر للتطرف، كما أنه وعندما يشارك الشباب في الأنشطة الثقافية، يُتاح لهم الفرص لاستكشاف هويتهم وتعلم العديد من القيم الإنسانية الأخرى الأساسية التي تعزز من روح المواطنة والانتماء.

 

الأنشطة الثقافية: أدوات للتغيير

 

ومن المعروف أن المراكز الثقافية تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي من شأنها مكافحة التطرف مثل ورش العمل، والفعاليات الفنية والندوات والمحاضرات، والمعارض الثقافية، إذ أنه من خلال هذه الأنشطة، يمكن لهذه المراكز  تحقيق عدد من الأهداف منها تنمية الوعي الثقافي، وبالتالي القضاء على التطرف.

 

وتُعد ورش العمل الثقافية إحدى الوسائل الفعالة لتعزيز الوعي الثقافي لدى الشباب، وذلك من خلال تقديم معلومات عن ثقافات مختلفة، حيث يمكن للشباب فهم التنوع واحترام الاختلافات، فعلى سبيل المثال، يساهم تنظيم ورش عمل تتناول الفنون التقليدية المختلفة أو الأنشطة الأدبية في تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات.

 

كما يمكن للمراكز الثقافية أيضًا أن تسهم في مكافحة التطرف من خلال إقامة الندوات والمحاضرات حيث تعتبر الندوات والمحاضرات فرصة لنقاش القضايا المعاصرة والمشكلات الاجتماعية التي تواجه الشباب، إذ يتم فيها استضافة خبراء في مجالات متعددة، بما في ذلك علم النفس، الاجتماع، والدين، ليتحدثوا عن تأثير التطرف وآثاره السلبية، كما يشجع النقاش المفتوح على التفكير النقدي ويُعزز من قدرة الشباب على مواجهة الأفكار المتطرفة.

 

تعزيز الفنون كوسيلة للتعبير

 

ومن خلال المراكزالثقافية وما يقام فيها من أشكال متعددة للممارسة الفنون تلعب هذه الأخيرة دورًا هامًا في التعبير عن المشاعر والأفكار، إذ أنه عن طريق الفنون، يمكن للشباب تجسيد قضاياهم ومخاوفهم، مما يمنحهم مساحة للإبداع ويُساعدهم على الابتعاد عن الأفكار المتطرفة، وفي هذا السياق يمكن للمراكز الثقافية تنظيم فعاليات فنية مثل المسرح، السينما، والموسيقى، مما يُشجع على الحوار حول موضوعات مثل السلام والتسامح.

 

تفعيل الحوار بين الأديان

 

تُعتبر المراكز الثقافية كذلك منصة مثالية لتعزيز الحوار بين الأديان، وذلك من خلال تنظيمها مناقشات وفعاليات تجمع بين ممثلين عن مختلف الديانات، حيث يُمكن تحقيق فهم أعمق للتعاليم والقيم المشتركة، ويسهم هذا الحوار في تقليل الفجوات وتعزيز التسامح، مما يُقلل من احتمالية الانجراف نحو التطرف.

استثمار في مستقبل آمن للأمة

لذلك تمثل المراكز الثقافية جزءًا أساسيًا من الجهود المبذولة لمكافحة التطرف بين الشباب، من خلال ما تستطيع تقديمه من أنشطة متنوعة تعزز من قيم التعددية الثقافية والدينية، إذ يمكنها لعب دورًا فعالًا في تشكيل وعي الشباب وتوفير بدائل إيجابية، لذلك تعد هذه المراكز ليس فقط استثمارًا في الثقافة، بل هي استثمارًا في مستقبل آمن ومستقر للشباب الذي هم عماد الأمة.