رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عام على طوفان الأقصى.. آلة القتل تواصل حصد حياة الفلسطينيين واللبنانيين

غزة
غزة

دخل عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عامة الثاني مع عدوان جديد تشنه قوات الاحتلال على لبنان.

شهد العام الماضي ارتقاء ما يزيد على 41 ألف شهيد فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد شهداء لبنان ألفي شهيد فضلاً عن نزوح مئات آلاف اللبنانيين داخليا، وسط عز دولي عن وقف آلة القتل الصهيونية التي لم تتوقف لأكثر من 12 شهرًا.

وقال المحلل السياسي الأردني د.منذر الحوارات إن الفترة منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر شهدت ما يشبه البركان الحقيقي إذ عصف بكل ثوابت المنطقة غثها وسمينها، وأول ضحاياه كان دولة الاحتلال التي ترنحت لساعات من هول الضربة والتي لو استتبعت بما كان مخطط لها في ذهن قادة المقاومة في حماس لتغير الكثير من ثوابت الصراع.

وأضاف الحوارات لـ"الدستور" أن إيران بدت في المواجهة الأخيرة غير آبهة من توجه إسرائيل لضرب حزب الله في البداية معتقدة أن إسرائيل تريد أن تلعب لعبة تغيير قواعد الاشتباك، وربما تغاضت قليلا أو بقيت مسترخية بينما كان حزب الله يُستنزف رويدا رويدا، إلى اغتيال أمينه العام حسن نصرا الله.

بركان حقيقي

وأوضح أن العرب سيكونون الخاسر الأكبر حال التوصل لصفقة تقاسم نفوذ وتبادل مصالح بين إيران من ناحية والولايات المتحدة وإسرائيل من ناحية أخرى وهم الذين ما يزالون مستغرقين في حلمين أولهما الخلاص من موجة الثورة الشيعية الخمينية بشكلها الثوري والثاني القضاء على مشروع الإسلام السني المتمثل بتيار الإخوان المسلمين.

قال المحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي إن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي خاسرون في الحرب الجارية، والفرق بينهما هناك أن الطرف الفلسطيني هو الخاسر الأكبر في هذه الحرب من كل النواحي والجوانب.

تابع الصوافي لـ"الدستور" أنه من الناحية الإنسانية، تعدى عدد القتلى 41 ألفا، فضلا عن 95 ألف جريح، هذا غير تدمير البنية الأساسية لقطاع غزة أما الناحية الاستراتيجية فإن حركة حماس فقدت العديد من قادتها أبرزهم إسماعيل هنية، وتحتاج إلى وقت طويل لإعادة ترتيب نفسها من جديد هذا في حال استطاعت العودة لأنها تدمرت بالمعنى الحقيقي للكلمة.

سيناريوهات توقف الحرب

وأشار إلى أنه من الصعب الحديث عن الرابحين في هذه الحرب، فالإسرائيلين أيضًا، خسروا الاستقرار والهدوء، وإن كانت خسائرهم أقل مقارنة بالفلسطينيين.

وتابع "عملية 7 أكتوبر لم تساهم في توحيد الفصائل الفلسطينية، وكل ما فعلته حركة حماس ومن خلفها إيران التي حرضتها على تلك العملية أنها أوجدت مبررا لكل ما هو سلبي على القضية الفلسطينية وعلى كل الجهود السلمية المبذولة دوليا.

واستطرد: لم يستطع أحد الوقوف أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية لأن ما فعلته حماس لا يمكن تبريره من قبل أي دولة وبالتالي فالجميع عاجز عن تقديم المساعدة.

وحول سيناريوهات توقف الحرب الجارية، قال الصوافي، إن الإجابة عن هذا السؤال تبدو صعبة، ولكن قبل انتخاب الرئيس الأمريكي لن يحصل هدوء؛ لأن هذه المرحلة التي تشن فيها حكومة نتنياهو الحرب هي المرحلة (الرخوة) في السياسة الأمريكية.

ومضى قائلاً: الإدارة الأمريكية بأكملها مشغولة بالانتخابات الرئاسية والرئيس الحالي بايدين غير مبال بما يحدث لأنه لن يجدد له وبالتالي على العالم الانتظار لحين مجيء رئيس جديد لممارسة الضغط على الفاعلين الأساسيين للحرب في المنطقة؛ إيران وإسرائيل.