رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيسة مريم البتول سيّدة الورديّة

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيسة مريم البتول، سيّدة الورديّة، ففي مثل هذا اليوم أُطلق لقب “سلطانة الوردية المقدسة” من قبل البابا لاون الثالث عشر.

عام 1479 أعلن البابا سكتيوس الرابع موافقته على تلاوة صلوات الورديـة والتى كان قد بدأ فـى ممارستهـا منذ القرن الثالث عشر داخل بعض الرهبانيات.

وفى سنة 1883 أصدر البابا لاون الثالث عشر منشوراً للعالم الكاثوليكى يحثـه فيـه على ممارسة تلاوة الـمسبحة طلبـا لمعونـة السيدة العذراء وأمر بدرج لقب “سلطانة الورديـة الـمقدسة” فى طلبة العذراء الـمجيدة.

ولقد انتشرت بعدئذ ممارسة صلوات الورديـة فى كل أنحاء العالـم، ولقد شجّع على تلاوة المسبحة أكثر من خمسين من الباباوات على مر الأيـام ومنحوهـا العديد من الغفرانات.

وفـى ظهورات السيدة العذراء فـى لورد (1858) وفاطيـما (1917) شجعت وباركت صلوات الورديـة الـمقدسة.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كمّ كنت صالحًا، أيّها السامريّ الإلهيّ، إذ أعدتَ هذا العالم الجريح الّذي سقط سقوطًا يُرثى له على الطريق، ودُفن في مثل هذا الوحل، وهو غير المستحقّ حتّى لُطْفِكَ!

فكلّما كان العالم سيئًا، كلّما أشرقت رحمتكَ: فأن تكون صالحًا بلا حدود مع الأخيار، هو أقلّ إثارة للإعجاب ألف مرّة من أن تكون صالحًا بلا حدود مع كائناتٍ، وإن غَمَرَتها النعم، لا يملؤها سوى الجحود والخيانة والفساد. وكلّما كنّا أسوأ، كلّما سطعت أعجوبة رحمتك اللامحدودة وازدادت إشراقًا. وهذا وحده يكفي لتفسير الخير الأعظم الّذي تُنْتِجُه الخطيئة على الأرض ولماذا تَسمحُ بِهَا. فهي – أي الخطيئة – تؤدّي إلى خير أعظم لا مثيل له، أعني ممارسة رحمتك الإلهيّة وظهورها. ولا يمكن لهذه السّمة الإلهيّة أن تُمارَس من دونها. فالصلاح يمكن أن يُمارَسُ ويظهر من دون الخطيئة، في حين لا بدّ من الشرّ حتّى تمارَسُ الرحمة. ربّي وإلهي، كم أنت صالح وكم أنت رحوم!

الرحمة هي، إذا جاز التعبير، فائض صلاحك، هي ما يوجد من شغفٍ في صلاحك، الوزن الّذي يتفوّق فيه صلاحك على عدلك.  كم أنت صالحٌ إلهي! لنكن صالحين مع الخطأة بما أنّ الله صالحٌ إلى الغاية معنا. لنصلّ من أجلهم ولنحبّهم.  "كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم".  الله " إنّما (يريد) الرحمة لا الذبيحة"