رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفض وعشق وانفصال وندم.. وردة وبليغ قصة حب رغم الطلاق

وردة وبليغ حمدي
وردة وبليغ حمدي

"وعملت ايه فينا السنين عملت ايه.. فرقتنا لا غيرتنا لا ولا دوبت فينا الحنين السنين.. لا الزمان ولا المكان قدروا يخلو حبنا.. ده يبقى كان يبقى كان الزمان".. تلخص هذه الأغنية البديعة، رحلة من الإعجاب والعشق والود رغم قسوة الزمن بين الثنائي الأشهر في عالم الفن الغنائي وردة الجزائرية وبليغ حمدي.

ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الأغنية لا تخص بليغ حمدي ووردة الجزائرية فقط، وإنما هي أغنية كل المحبين الذين وإن فرقت بينهم الزمن والمسافات والصعوبات، فلا يمكن للحب أن يتغير.

ويحل اليوم 7 أكتوبر، ذكرى ميلاد الملحن بليغ حمدي، عام 1931، الملحن الذي اشتهر بصدق ألحانه ومعاني أغانيه، وربما يرجع هذا الصدق الشديد إلى قصة الحب الذي لم يحفل غيره من فناني جيله بمثلها.

أغنية "تخونوه".. بداية الإعجاب 

صرحت الفنانة وردة الجزائرية، في إحدى لقاءاتها التلفزيونية، أن بدايه إعجابها بـ بليغ حمدي، كانت قبل رؤيته، وهي مازالت بعمر 16 عامًا فقط، حينما استمعت لأغنية "تخونوه" للفنان عبد الحليم والمحلن الموهوب "بليغ" وهى فى فرنسا مع أسرتها، وكل ما شغل تفكيرها حينها هو أن ترى هذا الملحن "العبقري" على حد وصفها.

ويذكر الإذاعي والإعلامي الراحل وجدي الحكيم، أن الثنائي وردة وبليغ تبادلا نظرات الإعجاب، في اللقاء الأول بينهما عندما ذهب لتحفيظها أول لحن "يا نخلتين في العلالي"، وأخبر بليغ حمدي، صديقه وجدي الحكيم إن المحب "بليغ" لأول مرة يهتز حين رأى الفنانة الشابة وردة.

بليغ يتقدم لـ وردة.. والأسرة ترفض

صدمة انتابت بليغ حمدي، حينما ذهب هو وصديقه وجدي الحكيم ومجدي العمروسي للتقدم لخطبة وردة، حيث قُبل طلبه وبرفض من الأسرة، ولكن مع مرور الليالي والسنوات تبقى نيران "الحب" في قلب بليغ لا تهدأ.

فقررت أسرة وردة، تزويجها من قريبها، وبالفعل تزوجت وردة من أحد أقاربها وأنجبت منه أطفالها، وابتعدت عن الفن لتكوين أسرتها، لمدة عشر سنوات، لا يعرف محبي صوتها عنها خبر.

بليغ يُبدع لأجل "العيون السود"

انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى الفن، وفي احتفالية فنية، التقت وردة بـ بليغ، ليكون هذا اللقاء فرصة جديدة للثنائي الحب، فتحمس بليغ لكتابة وتلحين أغنية "العيون السود"، للفنانة الجزائرية، وأحبت وردة هذه الأغنية التي وعدت بليغ بغنائها، وكانت هذه الأغنية سببًا لعودتها إلى مصر من جديد، وغنائها في عام 1972، كما أكمل كتابتها الشاعر محمد حمزة.

وتُعد الأغنية من كلاسيكيات الأغاني العربية القديمة، حيث تمتزج قصة حب وردة وبليغ المؤثرة مع لحن وكلمات الأغنية، التي أبدع فيها الثنائي.

زواج وردة وبليغ

تزوج الثنائي وردة وبليغ في العام 1973، بعد عقد قرانهما بمنزل الفنانة نجوى فؤاد، وغنى لهما الفنان عبدالحليم حافظ "مبروك عليك"، وحظى زواجهما الذي استمر قرابة 6 أعوام، بالكثير من الأعمال الفنية التي تظل في ذاكرة ووجدان الكثير من محبي الفنانين.

فقدم بليغ لوردة عدد كبير من الأغاني أبرزها: العيون السود كلمات، خليك هنا، حكايتي مع الزمان كلمات، بودعك، لو سألوك، اسمعوني، اشتروني، وحشتوني، احضنوا الأيام، والله يا مصر زم، يا نخلتين في العلالي، ليالينا، على الربابة وغيرها

وتذكرت وردة في إحدى لقائتها التلفزيونية، هذه الأيام التي عاشتها مع بليغ حمدي، قائلة: "كل يوم خلال سنوات زواجنا، يذهب إلى  مكتبه ويبعتلي ورد في البيت".

قصة حب لم تنتهى رغم الطلاق

ورغم الطلاق، ظل بليغ حمدي يحب وردة إلى آخر يوم في حياته، حيث كشف أصدقاءه أنه كان يردد اسمها دائمًا قبل وفاته، في عام 1993، كما كشف وجدي الحكيم، عن ندم الفنانة وردة لا حقًا، على انفصالها من بليغ حمدي، قائلة له: "ندمت على الانفصال من بليغ وولو كنت عرفته زي ما عرفته بعد الانفصال كانت الحياة استمرت بينا". 

ومن أعذب كلمات وردة عن بليغ، ما قالته عنه في لقاء تلفزيوني لها، حينما سألها المذيع عن بليغ، فردت قائلة: "بليغ حمدي هو الحتة الحنينة اللي بتوصل جوه القلب".