رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضاحية بيروت الجنوبية "غزة ثانية".. الدمار واحد والألم مشترك

العدوان الاسرائيلي
العدوان الاسرائيلي على لبنان

بات لبنان يشهد مصيرًا مأسويًا على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي على غرار ما فعله في قطاع غزة منذ عام كامل، وخاصة في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت التي باتت مدينة أشباح، فقد نزح أكثر من مليون لبناني جراء الدمار الذي أحدثه الاحتلال بزعم ملاحقة عناصر حزب الله.

 

حجم الدمار في جنوب لبنان 

وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية تضرر أكثر من 3100 مبنى في موجة هجمات مكثفة قتلت أكثر من 1300 شخص في جنوب لبنان وذلك خلال الأيام الأخيرة فقط بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. 

وبحسب الصحيفة تركت عمليات القصف الإسرائيلية المتصاعدة على لبنان  الأسبوعين الماضيين دمار غير مسبوق، فقد تضرر أو دمر ما يقدر بنحو 3100 مبنى في لبنان منذ 20 سبتمبر الماضي فقط، وفقًا لصور الأقمار الصناعية.

حجم الدمار في لبنان جراء العدوان الاسرائيلي

وأسفرت الضربات خلال الأسبوعين الأخيرين فقط عن استشهاد 1336 شخصًا على الأقل ونزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، ليتجاوز عدد الضحايا عدد قتلى حرب 2006 مع إسرائيل، ما يجعل هذا الصراع الأكثر دموية في لبنان منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقالت إميلي تريب، مديرة مجموعة مراقبة الصراعات "إيروورز"، للصحيفة إن الشراسة المركزة للحملة الإسرائيلية كانت غير مسبوقة، مشيرة إلى أن هناك مستوى من الشدة في مستوى الضربات وعدد الذخائر المستخدمة لا يمكن مقارنتها إلا بقطاع غزة.

وضربت القوات الجوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 4600 هدف في لبنان بين 20 سبتمبر و2 أكتوبر 2024 وأحيانًا أكثر من ألف هدف في يوم واحد.

وكشفت إميلي تريب عن أن الأرقام الأخيرة بشأن القصف الإسرائيلي تجاوزت حتى أكثر أيام الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا كثافة، مشيرة إلى أن ذروة الحرب ضد تنظيم داعش كانت نحو 500 هدف يوميًا في أغسطس 2017، وكان ذلك سيئًا للغاية بالنسبة للمدنيين.

وتشير بيانات الأضرار إلى أن ثلاث مناطق كانت محورًا خاصًا للهجوم الإسرائيلي الأخير تركز الدمار بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان، وفي وادي البقاع في الشرق، وفي الضواحي الجنوبية لبيروت، وكلها معاقل لحزب الله.

وفي الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي صعد الاحتلال الإسرائيلي بشكل درامي القصف على جنوب لبنان ما دفع مئات الآلاف من الناس للتدفق نحو الشمال، كما أصدر جيش الاحتلال هذا الأسبوع أوامر الإخلاء للمنطقة، محذرًا المدنيين في عشرات القرى والبلدات من التحرك شمالًا إلى نهر الليطاني كما أصدر أمر إخلاء جديدًا يوم الخميس الماضي، ليصل إجمالي القرى التي تلقت  تعليمات بالاخلاء من جيش الاحتلال هذا الشهر إلى 70 قرية.

وتظهر البيانات زيادة حادة في الهجمات منذ العشرين من سبتمبر الماضي، حيث تضرر أو دمر ما لا يقل عن 530 مبنى في عشرات البلدات وقد امتدت أهداف الضربات إلى الداخل أكثر كثيرًا من المناطق الحدودية الجنوبية، حيث ركزت إسرائيل جهودها ضد حزب الله في السابق على مدى العام الماضي.

ولم يتوقف الضرر عند نهر الليطاني، فقد تضررت 80 مبنى في بلدة كفرسير، الواقعة شمال خط الإخلاء الإسرائيلي مباشرة، على مدى الأسبوعين، وفقًا للتقديرات، كانت هذه المنطقة الواقعة شرق بيروت قلب لبنان الزراعي وهي موطن لأكثر 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان، والذين واجه العديد منهم نزوحًا آخر هذا الأسبوع.

كما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية حملة قصف كبيرة في منطقة البقاع، ما أدى إلى إتلاف أو تدمير ما لا يقل عن 210 مبان في عشرات القرى بحسب صور الأقمار الصناعية لكنها أقل بكثير من العدد الفعلي لصعوبة الرصد في القرى.

حجم الدمار في الضاحية الجنوبية لبيروت

وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث اغتالت إسرائيل حسن نصرالله تعرضت لدمار كبير، فقد كانت المنطقة محط تركيز خاص للضربات الجوية الإسرائيلية، فقد تضرر أو دمر ما يقدر بنحو 380 مبنى منذ 20 سبتمبر، وفقًا لبيانات الأقمار الصناعية.

كذلك أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان الضاحية في يوم 27 سبتمبر، وحدد المباني التي كان ينوي قصفها، وتكشف الصور من الأرض عن دمار واسع النطاق في المنطقة، حيث تحولت العشرات من المباني إلى أنقاض.

وفي منطقة بيروت الكبرى، تضرر أو دمر ما يقدر بنحو 630 مبنى في الأسبوعين الماضيين، والعديد منها في المناطق المجاورة للضاحية حتى خلت هذا الأسبوع من المواطنين، فقد فر مئات الآلاف من السكان من القصف  وانتقلوا إلى ملاجئ مؤقتة، أو نزحوا إلى شوارع العاصمة.