رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير تربوى: تقليل التقييمات فى صفوف النقل ضرورة لتعزيز التعليم

تامر شوقي، الخبير
تامر شوقي، الخبير التربوي

قال تامر شوقي، الخبير التربوي، إن هناك دواعي تربوية تدعو إلى تقليل عدد التقييمات في صفوف النقل، مشيرًا إلى أن الأصل في العملية التربوية هو  التعليم، وبعده يأتي التقييم الذي يجب أن يكون وسيلة لدعم التعليم. وأضاف أن هناك حاجة ضرورية لمنح وقت كافٍ لشرح الدروس للطلاب بدلًا من التركيز على تقييمهم المستمر، خاصةً في ظل كثرة الأعباء المفروضة على المعلم خلال الحصة الواحدة.

أسباب تقليل تقييمات صفوف النقل 

وأوضح شوقي أن من المبادئ التربوية المهمة أنه كلما تباعدت فترات التقييم كان ذلك أفضل تربويًا. فمثلًا، التقييم الأسبوعي أكثر فعالية من التقييم اليومي، والتقييم نصف الشهري أفضل من الأسبوعي، فيما يعتبر التقييم الشهري أكثر فاعلية من نصف الشهري. يعود ذلك إلى أن التقييم على فترات متباعدة يعتمد على كميات أكبر من المعلومات والدروس المرتبطة ببعضها، ما يمنح الطلاب فرصة أفضل لفهم المعلومات. كما أشار إلى أن التكرار في التقييمات، مثل تكرار الأسئلة في التقييمات الشهرية بعد طرحها في التقييمات اليومية أو الأسبوعية، أمر غير عملي في الوضع الحالي، ما يفرض ضرورة تقليل عدد مرات التقييم لتقتصر على الواجبات اليومية كنوع من التقييم المستمر، إلى جانب التقييم الشهري.

واستعرض شوقي عدة فوائد لتقليل التقييمات، منها إعطاء أهمية أكبر لعملية التعلم على حساب التقييم، خاصة في ظل حجم المعلومات الكبير في المناهج المطورة الذي يتطلب تخصيص وقت أكبر لتعليم الطلاب. وأشار إلى أن الفهم الكامل للدرس أو ربط المعلومات من عدة دروس قد يحتاج إلى أكثر من أسبوع، وبالتالي فإن التقييم الأسبوعي قد لا يكون كافيًا لتقييم مدى استيعاب الطالب للمادة. كما أن تقليل التقييمات يخفف من الضغوط النفسية والدراسية على كل من الطالب والمعلم.

وتابع شوقي أن التقييم الشهري يغني عن التقييم الأسبوعي، حيث يتضمن نفس الأسئلة التي تقيس نواتج التعلم المطلوبة، ما يجعل التقييم الشهري أكثر شمولية ودقة. ولفت إلى أن كثرة التقييمات تضع الطلاب وأسرهم تحت ضغط كبير لملاحقتها، ما يدفع البعض إلى اللجوء للدروس الخصوصية لحل التمارين. وأضاف أن التقييم الأسبوعي قد يكون أقل فعالية في تقييم نواتج التعلم الكاملة، إذ يركز على درسين أو ثلاثة فقط، بينما يتطلب التقييم المتكامل تقييم وحدة دراسية كاملة، وهو ما يحققه التقييم الشهري بصورة أفضل.

وأكد أن كثرة التقييمات تدفع الطلاب للتركيز على حل الأسئلة وحفظ الحلول، على حساب فهم المعلومات بشكل عميق. 

وأوضح أن هذا النوع من التقييم قد يكون أكثر فعالية في الفصول التي تضم أعدادًا قليلة من الطلاب أو التي يتوفر فيها معلمون على وعي كامل بأدوات وأساليب التقييم. ولكن في حالة غياب هذه الشروط، تتحول التقييمات اليومية والأسبوعية إلى عبء غير مثمر. وطرح شوقي تساؤلًا حول جدوى تطبيق هذه التقييمات اليومية والأسبوعية في صفوف النقل، بينما لا تُطبق في الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة، حيث يُكتفى بامتحانات نهاية العام.

واختتم شوقي حديثه بالتأكيد على ضرورة إعادة النظر في كثرة التقييمات وتقليلها، لضمان تحقيق الأهداف التعليمية والنواتج المستهدفة من العملية التعليمية.