رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحيى السنوار فى الميزان!

  • ميزان أهل غزة.. ميزان الطب النفسى.. ميزان القيم الأخلاقية والدينية!

(1)

يحيى إبراهيم حسن السنوار أو يحيى السنوار لم يكن معروفا قبل السابع من أكتوبر الماضى إلا لمتابعى الشأن الفلسطينى، حتى غالبية هؤلاء المصريين الذين يعتبرونه بطلا إسلاميا الآن ربما لم يسمعوا هذا الاسم قبل ذلك التاريخ! فجأة أصبح اسم السنوار على كل الألسنة، وصورة وجهه الصارم صارت خلفية لشاشات القنوات الإخبارية، وأصبح له مريديون ومهووسون يضعونه فى مرتبة واحدة مع رجال الصف الأول من مجاهدى الصحابة رضوان الله عليهم! ونشط مصممو الجرافيك التابعون للجماعات التى تعتقد معتقده، فجعلوا من صورته بمسدسه البارز من جاكت بذته الأنيقة أيقونة للجهاد والبطولة وحركات التحرر! 

فمن هو يحيى السنوار؟ وكيف يراه الآن تحديدا أصحابُ القضية الحقيقيون أو أهل قطاع غزة بعد مرور عدة أشهر على بدء هجمات السابع من أكتوبر؟! فهل يرونه مثلا بطلا شعبيا لمقاومة شريفة ضد احتلالٍ غاشم، أم يرونه مهتزا أو مختلا نفسيا وغير لائق لأن يكون مسؤلا عن قرارات مصيرية تخص ملايين البشر، ويرونه مجردا من كل مشاعر وصفات الإنسانية ولا يأبه بسفك الدماء ولا يهتز للمقتلة التى سقط ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء غزة؟! وما هو التوصيف الطبى النفسى ليحيى السنوار كما تم تدشينه فى وثائق طبية فلسطينية؟ وهل كان لائقا من ناحية الطب النفسى لأن يكون القائد الأول والحاكم الفعلى لقطاعٍ يسكنه أكثر من مليونى إنسان؟ وهل كان لائقا من هذه الناحية لأن يتخذ مثل تلك القرارات المصيرية؟! فى هذه الأسطر أحاول الاقتراب من هذه المناطق الشائكة، التى أزعم أن الجميع قد تحرج من الاقتراب منها، أو حتى التفكير بها، خاصة فيما يتعلق بمدى أهلية هذا الرجل لذلك الدور الذى قام به.. لو لم تكن للدماء التى تم سفكها القوة الكافية لشرعنة هذا الاقتراب، فإن ما دفعته ولا تزال تدفعه مصر من أثمان لما قام به هذا السنوار يمنح لأى مصرى الشرعية الكاملة ليس للاقتراب فقط، بل للتساؤل ولإلقاء ما يعن له من إجابات فى وجوه الجميع!

منذ أكثر من أسبوعين كان هناك على صفحات التواصل الإجتماعى ما يشبه استبيان وجهه فلسطينى لأهل قطاع غزة ليعبروا عن رؤيتهم فيما حدث، بعيدا عن أى انتقائية، فجاءت كلماتهم كوثيقة يجب ألا تمر دون توثيقها حتى إذا ما مرت الشهور والسنوات لا يتم العبث بعقول الناس! بجانب ذلك هناك شهادة فلسطينية أخرى مهمة مصدرها أستاذ جامعى ينتمى لنفس فكر معسكر السنوار.. وثالثا لدينا أكثر من وثيقة طبية صدرت عن مراكز طبية فلسطينية رسمية تتعامل مع الآثار النفسية التى يعانى منها الخارجون من السجون الإسرائيلية! 

(2)

لكن قبل أن أخوض فى عرض هذه التفاصيل الموثقة، وقبل أن أعرض لما أعتقد أنه إجابات عما ذكرته من تساؤلات، يجدر بنا أن نلقى بعض الضوء على سيرة يحيى السنوار الشخصية حتى نعرف عمن نتكلم، وذلك حسب ما هو معلن ومنشور من معلومات وحسب ما تابعناه من أحداث منذ المشهد الأول قبل حوالى عشرة أشهر حتى الآن!

هو يحيى إبراهيم حسن السنوار المولود فى أكتوبر عام 1962م بمخيم خان يونس.. أنهى تعليمه الثانوى بمدرسة المخيم والتحق بالجامعة الإسلامية بغزة حتى حصل على بكالوريوس لغة عربية، ثم عمل مدرسا للغة العربية.. تزوج متأخرا فى العقد الخامس من عمره وتحديدا عام 2011م بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية.. انضم لحركة حماس فى مرحلة مبكرة وأصبح من الوجوه البارزة داخل الحركة أثناء حياة مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، وهو صاحب فكرة تأسيس جهاز الأمن والدعوة (مجد)، وهو الذى أقنع ياسين بذلك لكى يتولى الجهاز ملف علماء إسرائيل من الفلسطينيين وكان ذلك عقب خروجه من السجن بعد اعتقاله للمرة الأولى عام 1982م لمدة أربعة أشهر، ثم تم اعتقاله للمرة الثانية عام 1985م لمدة ثمانية أشهر. وكان اعتقاله للمرة الثالثة عام 1988م وحكم عليه بأربعة مؤبدات لاتهامه بقتل أربعة فلسطينيين اتهمهم بالعمالة لصالح إسرائيل واتهامه بتأسيس جهاز عسكرى للحركة باسم (المجاهدين الفلسطينيين). قضى بالسجن 22 عاما حتى أفرج عنه عام 2011م فى صفقة الإفراج عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط. 

بعد خروجه من السجن حتى أكتوبر عام 2023م كانت هناك عدة محطات مهمة فى حياته، حيث تم انتخابه بعد الإفراج عنه مباشرة كعضو للمكتب السياسى للحركة وبدأ الإشراف على كتائب عز الدين القسام. بعد انتهاء العدوان على غزة عام 2014م أمر بتحقيقات وتقييم شامل لأداء القيادات الميدانية وقام بإقالة عدد من تلك القيادات البارزة. فى عام 2015م أدرجته الولايات المتحدة مع محمد الضيف قائد كتائب القسام وروحى مشتهى عضو المكتب السياسى على قوائم الإرهاب. وفى عام 2017م تم انتخابه رئيسا للمكتب السياسى للحركة خلفا لإسماعيل هنية وتم انتخاب خليل الحية نائبا له. لم يكن يفضل أى تقارب مع السلطة الفلسطينية عكس قيادات الحركة السابقة له.

عام 2018م كان له تصريح يكشف جانبا من شخصيته التى ستظهر بعدها بسنوات قليلة، حيث قال ساعتها نحن مستعدون للموت وسيموت معنا عشرات الآلاف. عام 2021م تم إعادة انتخابه مرة أخرى. أى أنه هو الحاكم الفعلى لقطاع غزة منذ عام 2017م حتى هجمات السابع من أكتوبر. هناك واقعة مثيرة وقعت فى 15مايو 2021م، حيث استهدفت غارة إسرائيلية منزله. ظهر بعدها علنا عدة مرات أهمها يوم 27 مايو من نفس العام حيث عقد مؤتمرا صحفيا ذكر خلاله أنه سيعود إلى منزله بعد المؤتمر سيرا على الأقدام، وتحدى وزير الدفاع الإسرائيلى جالانت أن يقوم باستهدافه! وبالفعل نفذ ما قاله وتجول على قدميه بصورة علنية ولم يتم التعرض له رغم استهداف منزله قبلها بأيام، ما يلقى بكثير من الغموض على طبيعة ما يحدث خلف الستار بين حكومة غزة وقتها بقيادته والحكومة الإسرائيلية!

بدأ تأثير إيران القوى على القطاع وقياداته يعلن عن نفسه بشكل ملفت منذ عام 2016م واستمر ذلك التأثير بشكل تصاعدى فى السنوات التالية، أى أثناء وجود السنوار كحاكم للقطاع. ففى نوفمبر من عام 2016م اغتالت عناصر من القسام المواطن الفلسطينى مثقال السالمى بتهمة التشيّع وذلك بمخيم الشاطئ. نشبت خلافات حادة بين عائلة القاتل وعائلة المقتول، حيث كانتا تتجاوران هناك. تدخل إسماعيل هنية لامتصاص غضب إيران حيث كان السالمى عضوا بحركة (الصابرين) الشيعية المؤسسة عام عام 2012م التى تتلقى دعما مباشرا من إيران شأنها شأن حماس! قبل واقعة الاغتيال ضمت حركة الصابرين المئات من سكان القطاع، وكانت تحيى المناسبات الشيعية مثل إحياء الذكرى الأربعينية للحسين. قامت حماس وقتها باعتقال المئات منهم، ثم أفرجت عنهم بعد تدخل إيران.

(3)

من هذه السيرة الشخصية للسنوار يمكن أن نحدد مكونات شخصيته الفكرية والسلوكية منذ نعومة أظافره حتى يوم السابع من أكتوبر عام 2023م كالآتى.

عايش مأساة شعبه منذ مولده بمخيم الشاطئ. كانت دراسته تقوده بقوة تجاه جماعة الإخوان المسلمين. اعتنق أفكارها أثناء حياة قياداتها الأولى وتشبع بالأفكار المتطرفة دينيا قبل انتقال الحركة لمرحلة المساومات السياسية واتباع سياسة التحالف مع الشيطان! 

واعتنق فكرة رئيسية ترفض حل الدولتين وتؤمن عقائديا أنه صراع أبدى دينى صفرى لا يقبل إلا أن يزيح أحد الطرفين- اليهودى والعربى- الآخر عن الحياة أو عن الوجود على هذه الأرض. ويمكن أن نتخيل معتقداته بالمقارنة بتلك التى عايشناها فى مصر فى الأربعة عشر عاما الماضية. 

تعرض للسجن ثلاث مرات- أربعة أشهر ثم ثمانية أشهر وأخيرا اثنين وعشرين عاما- وخرج بعد أول تجربة سجن أسيرا لفكرة ضرورة التفتيش عن الخونة والعملاء من الفلسطينيين - حسب أدبيات وأحكام الجماعة- وتصفيتهم بشكل فورى مباشر. ظهر ذلك فى تكوينه لذلك الجهاز بعد تجربة السجن الأولى، ثم فى تصفية أربعة فلسطينيين، ثم بعد عدوان 2014م حين أقال كثيرا من القيادات الميدانية. دون أن يشعر أصبح السنوار وجماعته هم القضاة الذين يدينون أى مواطن فلسطينى بتهمة العمالة، وهم أيضا السلطة التنفيذية الفورية التى تنفذ الحكم وهو القتل! 

وأصبح الهاجس الأمنى مسيطرا بشكلٍ كبير على شخصية السنوار تماما، كما يسيطر على العقلية الإسرائيلية الحاكمة! وربما يكون لهذا الهاجس نصيبٌ مما يشعر به الكثيرون من ضبابية مشاعر السنوار وبعض قيادات حماس تجاه أهل غزة فى العدوان الغاشم الأخير. 

ولقد تجلت تلك الضبابية فى تصريحات لكلٍ من السنوار ومرزوق. ففى تصريح خطير فى الشهر الماضى وذلك فى رسالة موجهة لقادة الحركة السياسيين يقول السنوار (طالما أن المقاتلين ما زالوا صامدين ولم نخسر الحرب، فيجب إنهاء هذه الاتصالات على الفور.. لدينا القدرة على مواصلة القتال لأشهر.. علينا أن نمضى قدما على نفس المسار الذى بدأناه أو فلتكن كربلاء جديدة!)، وعن الخسائر فى صفوف المدنيين قال (إنها تضحية ضرورية ستزيد الضغط على إسرائيل عالميا، وأن نصر رئيس الوزراء الإسرائيلى فى هذه الحرب سيكون أسوأ من الهزيمة!). 

يجمع تناقضات من أقصى التطرف الدينى السنى الذى تدعى حماس أنها تمثله إلى التأثر بإيران بعد ارتماء الجماعة فى أحضانها؛ حتى إنها أصبحت مثلها مثل الأذرع الإيرانية الأخرى، حتى إن هجمات أكتوبر تم اعتبارها انتقاما لمقتل شخصية إيرانية بارزة من ناحية، ومن ناحية أخرى الإفراج عن معتقلى الجماعة فى السجون الإسرائيلية. 

اعتقد السنوار أن سيناريو خروجه من السجن فى صفقة شاليط يمكن تكراره لو كان لدى حماس أكثر من شاليط! لقد ألقت هذه الفكرة الضباب على عقله كاملا حتى نطقت ألسنة بعضهم أنهم لم يتوقعوا رد الفعل الصهيونى! 

المكون الإيرانى فى شخصية السنوار ظهر فى تصريحه عن كربلاء، وفى الواقع هذا لا يختلف كثيرا عن إيمان جماعة الإخوان أو حماس بنفس فكرة كربلاء منذ تأسيس الجماعة وإن لم يتم نطق الاسم صراحة. وكلنا يذكر حرص الجماعة فى مصر على أن تكون هناك ضحايا فى فض الاعتصامات الإرهابية لاستغلال ذلك سياسيا! 

إذن هذه المكونات الشخصية الرئيسية لحاكم غزة وحماس ومتخذ قرار هجمات السابع من أكتوبر(دراسة أو تعليم فقير ثقافيا منغلق فكريا- اعتناق أفكار دينية شديدة التطرف- السجن أشهر وسنوات- الهوس بأنه محاط بالخونة- اعتقاده بامتلاك الحق فى قتل من يشتبه فى ولائه- يقينه بإمكانية تكرار سيناريو خروجه من السجن- تأثره رغما عنه بأدبيات ومفردات الخطاب الدينى الشيعى البكائى!).

(4)

الآن نأتى للسؤال الصعب الذى لا يريد أحد الاقتراب منه.. هل يحيى السنوار- بهذه المكونات والخريطة الفكرية والنفسية، وبما تعرض له من سجن واعتقال وقطعا من تعذيب نفسى أو جسدى- هو شخص لائق طبيا ونفسيا وأخلاقيا لتبؤ أى مناصب قيادية بصفة عامة، وهل هو لائق بصفة خاصة لأن يكون مسئولا عن اتخاذ قرارات مصيرية حاسمة تتوقف عليها حياة أكثر من مليونى إنسان؟!

ماذا يقول الطب النفسى عمن تعرضوا لتجربة السجن والاعتقال والتعذيب النفسى أو الجسدى بصفة عامة، وعن الفلسطينيين بصفة خاصة؟ 

قطعا لا يجرؤ أحد فى قطاع غزة أو فى أى أراضٍ فلسطينية أن يذكر اسم أحد من هؤلاء القادة الذين كانوا ضمن من تعرضوا لهذه التجربة وما ألحقته بهم من تشوهات نفسية تجعلهم غير لائقين لمراكز القيادة، لكن هناك مراكز فلسطينية أخضعت آخرين للبحث الطبى النفسى وخرجت بنتائج علمية لا تقبل الشك. عالميا وبصفة عامة تقول الدراسات (إن هناك تأثيرا نفسيا تنتج عنه اضطرابات نفسية تظهر بسلوكيات وعوارض عدة؛ كالغضب والقلق والإحباط والشعور بالدونية وفقدان قيمة الذات وتزايد الأفكار بالانتقام. ويعزز حالة النقمة على المجتمع وحالات التدمير الداخلى)، وفى بعض الأحيان يظهر الشخص المتعرض للتعذيب تعاطفا مع جلاده أو يخرج أسيرا للوسوسة، وعدم القدرة على مواجهة الأزمات والمواقف المحبطة، وانعدام الأمل بمستقبل مشرق، وقبول أي فكرة حتى إذا كانت منافية للمنطق حيث يتعرض الشخص للدخول فى منطقة ضبابية من الإدراك.  

وفى السجون الإسرائيلية عمدت إسرائيل إلى وضع جواسيس داخل السجون يدعون أنهم ينتمون للمقاومة وينقلون الأسرار للمحققين؛ بما يقود لأن يصبح السجناء أسرى لفكرة عدم الثقة فيمن يحيط بهم.

فلسطينيا فلقد نشر المركز الفلسطينى للإرشاد دراسة بعنوان تأثير التعذيب على الصحة النفسية للأسرى الفلسطينيين. وأعتقد أن ما ورد بها يتصف بدرجة كبرى من الأهمية فيما نحن بصدده. تعرّف الدراسة التعذيب بأنه (تسبب مقصود لمعاناة جسدية أو نفسية بشكل عفوى أو منظم على يد شخص أو أكثر، يفعلون ذلك لوحدهم أو بأوامر سلطة ما من أجل إجبار شخص آخر لتزويدهم بمعلومات أو شهادات أو أى شىء آخر) وهو التعريف الدولى للتعذيب، وهذا يعنى أن رجلا فى أهمية السنوار قد تعرض حتما لما ورد به. 

تخلص الدراسة إلى أن هناك تأثيرات طويلة الأمد تبقى مع الأسرى الفلسطينيين تسمى (متلازمة التعذيب) وهى اضطرابات نفسية مزاجية سلوكية وذهنية. والأعراض الأكثر انتشارا هى (آلام الرأس، كوابيس، اضطرابات النوم، عنف، اضطرابات اندفاعية، فوبيا، قلق، غضب، عدائية، تقليص مجال المشاعر، الإحساس بعدم وجود مستقبل، انفجارات فى الغضب، الانفصامية، ازدياد الأفكار السلبية عن العالم والنفس). وخلصت الدراسة على العينات إلى أن غالبية الأسرى السياسيين يعانون 7 أعراض على الأقل! والأهم أن نتائج البحث طبقت على عشرات من الفلسطينيين الذين قضوا أكثر من ثلاثة أشهر فى المعتقلات والسجون الإسرائيلية. وخلصت الدراسة إلى حاجة الخارجين من السجون إلى إعادة تأهيل نفسى فقط لمجرد مواصلة الحياة وليس لتبؤ مناصب قيادية!

(5)

حين نضع حقيقة أن السنوار لم يخضع لأى إعادة تأهيل نفسى بعد سنوات قضاها فى السجون الإسرائيلية، حيث تولى بمجرد خروجه مناصب قيادية مهمة وصلت لكونه حاكم قطاع غزة، يمكن أن نتتبع سلوكه السياسى منذ السابع من أكتوبر ونضع هذا السلوك فى ميزان التقييم الطبى النفسى. 

وأول قراراته وهو قرار الهجمات ذاتها- إن افترضنا عدم التآمر بشكلٍ مباشر- هو قرار يمكن وصفه بسهولة أنه مختل نفسيا. يتميز بانفجار فى الغضب، والانفصامية عن الواقع، ومدفوعٌ فقط بفكرة الانتقام الشخصى، والهوس بفكرة غير واقعية، وهى أن إسرائيل ستبادر على الفور بالموافقة على إطلاق سراح الأسرى من حماس مقابل الرهائن. وهو قرار لم يضع فى حسبانه فكرة المشاعر تجاه أهل غزة وما يمكن أن يلحق بهم من أذى وعدوان. 

ثم توالت المشاهد بعد ذلك لتؤكد أن السنوار مصاب حقا بعدة أعراض مما سبق ذكره. ففى كل توقعاته لرد الفعل الصهيونى فى كل مرحلة من مراحل العدوان كان منفصلا عن الواقع، وتوقعاته خاطئة تماما وأقرب للمقامرة بحياة مليونى مواطن. فلم تخرج توقعاته عن تصريحات مثل (رحلة إسرائيل فى رفح لن تكون نزهة فى الحديقة). 

وحين حددت إسرائيل فى فبراير الماضى موعدا نهائيا لتسليم الرهائن أو مواجهة هجوم برى فى رفح، حث السنوار قادة الجماعة على (عدم تقديم تنازلات والضغط من أجل وضع نهاية دائمة للحرب!). 

وفى مرحلة مبكرة جدا من العدوان بدا فى رسائله لمفاوضى حماس أنه منفصل عن الواقع الفلسطينيى تماما، حيث يقول (لقد خرجت الأمور عن السيطرة)! وعن احتجاز الرهائن المدنيين، قال (لقد وقع الناس فى هذا الأمر وما كان ينبغى أن يحدث ذلك)!

كما تبين سوء توقعه للدعم الذى توهمه من إيران وميليشيات حزب الله وبدا محبطا تماما بعد سفر هنية والعارورى لطهران فى نوفمبر الماضى واجتماعهما مع آية الله خامنئى، حيث قيل لهما (إن طهران تدعم حماس، لكنها لن تدخل فى الصراع!) وظهر سوء توقعه فى سرعة إسرائيل فى تفكيك قدرات حماس العسكرية، وربما ما أطال أمد المقاومة هو وقوف باقى الفصائل الفلسطينية أمام عدوان إسرائيل!

التجرد من المشاعر ظهر جليا فى سلوكه وقيادته تفاصيل المواجهة.. ففى رده على ارتفاع عدد ضحايا المدنيين الفلسطينيين قال (إن هذا سيخلق ضغوطا على إسرائيل، وإن الجناح المسلح للجماعة كان جاهزا للهجوم الإسرائيلى على رفح، وطالما أن المقاتلين ما زالوا صامدين ولم نخسر الحرب، فيجب إنهاء هذه الاتصالات على الفور!) وكشفت رسائله فى يونيو الماضى إلى أعضاء المكتب السياسى بأن المزيد من القتال والمزيد من الوفيات بين المدنيين يصب فى مصلحته! وقال نصا (لدينا الإسرائيليون حيث نريدهم!) وذلك فى رده على مسئولى حماس المتفاوضين مع الوسطاء. كان دائما ينظر إلى ما يمكن أن تخسره إسرائيل كمقياس لانتصاره! ففى إحدى رسائله الموجهة لقادة حماس أشار إلى الخسائر المدنية فى صراعات بدول مثل الجزائر، حيث مات مئات الآلاف من الأشخاص وقال (هذه تضحيات ضرورية)! (إن مقتل الفلسطينيين سيبث الحياة فى عروق هذه الأمة ويدفعها نحو الارتقاء إلى مستوى أعلى من مجدها وشرفها!).

مما سبق يظهر جليا أننا أمام شخص مضطرب نفسيا يعانى بالفعل متلازمة نفسية اسمها الآثار النفسية لما بعد الخروج من السجون والتعرض للتعذيب النفسى أو الجسدى. وكان من المفترض أن تتم إعادة تأهيله نفسيا وأن يتم إبعاده عن منصب الرجل الأول فى قطاع يسكنه أكثر من مليونى إنسان!

قد يقول قائلٌ إن مثل هذه القرارات تؤخذ بشكل مؤسسى ولا يمكن أن يكون هو بمفرده مسؤلا عنه. والواقع فقد فندت قيادات الحركة ذاتها هذا الطرح فى أكثر من مناسبة. تحدث خالد مشعل عن أن القرارات الميدانية يتخذها قادة الحركة فى القطاع بما يوائم ظروفهم. 

ويبدو أن قرار السنوار بشن هذه الهجمات كان يتفق مع هوى قيادات الخارج الذين كانوا غارقين لأذقانهم فى السير فى الركب الإيرانى. كما يبدو أن السنوار يسيطر على القطاع بشكل قوى قبل السابع من أكتوبر وهو صاحب القرار الفعلى، حتى حين أرادات قيادات الخارج فى مرحلة لاحقة الخروج من عباءته واتخاذ قرارات عكس ما يريد، كان رده على الأرض هو إفشال أى خطوة لا تتفق ورؤيته. كان يتصرف تماما مثل نتنياهو وكأنهما اتفقا ضمنيا على عدم السماح بوقف العدوان قبل أن يحقق كلٌ منهما ما يعتقد أنه نصرٌ حاسم!

(6)

لدينا شهادة مهمة صاحبها هو جهاد الحرازين أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر فرع غزة. يقول فى شهادته المنشورة بتاريخ الشهر الماضى...

 (إن مصالح حركة حماس تلتقى مع مصالح نتنياهو فى الرغبة فى المحافظة على السلطة. وأن الشعب الفلسطينى أُخذ رهينة لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية لحركة حماس حتى تستمر فى حكمها لقطاع غزة وتستمر فى الشعارات التى ترفعها، وبالمقابل فقد استفاد نتنياهو من هذا الأمر ولا يزال يواصل الحرب حتى تحقيق أهدافه. نتنياهو لن يوقف الحرب طالما هناك فارق فى استطلاعات الرأى المتعلقة بالانتخابات الإسرائيلية حتى يستطيع استعادة ثقة الناخب ويعود مرة أخرى إلى الحكم.

حماس لم تتحدث عن الوحدة الجغرافية بين الضفة وغزة، لأنها تعمل لمصالحها الخاصة التى تلتقى مع مصلحة اليمين المتطرف الإسرائيلى الذى يبحث عن إمارة فى غزة لا عن دولة فلسطينية...).

وأشار إلى أن (ارتهان الحركة للمحور الإيرانى والإخوانى والتركى يجردها من كونها حركة تحرر وطنى. كل رهاناتها فشلت وهى تقود الشعب الفلسطينى بعيدا عن المصلحة الوطنية، ما يجعل الشعب يدفع الثمن وتدمر مؤسساته وأحلامه فى مقابل جنى الحركة للأموال..).

(7)

كيف يرى أهل قطاع غزة قرار حماس المسئول عنه رئيسها بالقطاع يحيى السنوار بشن هجمات السابع من أكتوبر بعد مرور ما يقرب من تسعة أشهر؟ 

حماس متهمة الآن بتتبع وتصفية أى مواطن من القطاع يثبت عنه توجيه نقدٍ لها فى وسائل الإعلام. وهناك منذ أيامٍ قليلة واقعة لشاب فلسطينى بث مقطعا يدين حماس ويكذب ما يتم بثه على شاشة قناة الجزيرة تحديدا، ثم بعدها بأيامٍ تم بث مقطع آخر لنفس الشاب بعد تصفيته وآثار تعذيب على جسده، واتهم ذووه عناصر حماس بتتبعه وقتله. فى هذه الأجواء ومنذ حوالى أسبوعين، كان هناك ما يمكن اعتباره استبيانا عفويا لاستطلاع رأى أهل قطاع غزة قام به أحد الفلسطينيين. وأهمية هذا الاستبيان هو مباغتته وعفويته وعدم حذف أى رأى عبر عنه أحدهم. وأهم ما به هو ما جاء فى الساعات الأولى من بثه قبل الانتباه إليه. 

ومعنى أن يكشف فلسطينيون عن هوياتهم وهم يعبرون عن آرائهم الصادمة قطعا لحماس، وهم يعرفون أنه قد يتم تتبعهم ومعاقبتهم كما قال بعضهم ذلك صراحة، معنى ذلك هو وصول أهل القطاع لمرحلة يأس كبرى أصبح يتساوى معها أن يلقوا الله على أيدى عناصر حماس أو بضربات الاحتلال الصهيونى!

بعد قيامى بإحصاء عدد من شاركوا، هناك ثمانية من بين كل عشرة ممن شاركوا قاموا بمهاجمة حماس بشدة وعنف أحيانا واتهموها صراحة بالخيانة والعمل على تسليم القطاع لإسرائيل، بينما عبر اثنان فقط من العشرة عن تأييدهما حماس وهجمات السابع من أكتوبر ورأيا ذلك من زاوية إسلامية شعبوية أقرب لرؤية حماس ومن يهتف لها من غير الفلسطينيين. اشتملت عبارات المهاجمين على عنف لفظى شديد وألفاظ سباب خارجة لن يكون ممكنا لى إرفاقها هنا. لكننى سأكتفى بنماذج أخرى تحتوى ألفاظا أقل عنفا وحدة.. كان السؤال الأوحد هو كيف ترون السابع من أكتوبر؟!

يقول خ. أبوسلطان.. (آخر طلقة فى خاصرة القضية الفلسطينية يعوض الله علينا)

أ.عابد.. (أكبر عمل خيانى مغلف بالبطولة والشجاعة)

م. أبوالروس.. (مخطط لتصفية القضية الفلسطينية)

وفاء.. (أسوأ حدث مر علينا لأن من يوم سبعة أكتوبر فقدنا الحياة)

سندس.. (يوم أسود.. يوم ما جماعتنا سلمت بلدنا على طبق من ذهب لأعدائنا ع حساب القضية والشعب)

م. أبوناصر.. (دُمرنا وأخد كل أحبابنا)

ديانا.. (الله ينكب اللى كان السبب به اليوم شو حققنا إيش استفدنا ضيعنا كل شىء كان معانا ضيعنا الشعب والبلد وقضينا على القضية.. راح الشجر والحجر والبشر حسبى الله ونعم الوكيل اللى خطط ونفذ كنا عيشين جروا ع نكبة الناس.. ضيعونا لخمسين سنة جاية لولد الولد ما راح نرفع راسنا الله ينتقم منهم 7 أكتوبر الأسود)

شيرين.. (اختفووووو ع أبو هاد اليوم)

ح. أبوعون.. (دمرونا جوعونا رجعونا 70 سنة لورا)

ح.. (يعنى كيف ظبطت معك تسأل واحد قاعد بخيمة عن يوم كان سبب خروجه من بيته)

ب. كمال.. (نكبة علينا أكثر من فوائدها وخاصة إنك مش ابن تنظيم) يقصد لا ينتمى لحماس.

فيروز.. (الله يغضب ع صاحب الفكرة ويعيشه أضعاف اللى احنا عايشينه)

بادير.. (أسوأ أيام مرت على القضية الفلسطينية بأكملها النكبة، انقلاب 2007 ثم 7 أكتوبر) يقصد بالانقلاب يوم سيطرة حماس على القطاع بقوة السلاح

عمر.. (يوم رائع!)

أ. سلطان.. (جبرونا نكون أضاحى بالمسالخ الوطنية لأهدافهم الشخصية أو السياسية إلى صغيرنا قبل كبيرنا يعرفها)

غسان.. (يوم كان مفاجئا لإسرائيل ولحماس أيضا كلنا فرحنا يومها ولم يحسب حساب ما بعده)

رحيم.. (مخطط ممنهج من الشاباك بالشراكة مع متخذ قرار الطوفان)

هذا هو رأى أهل قطاع غزة، وهو تقريبا أول استبيان رأى موسع لا يخضع لحسابات قنوات تليفزيونية. وما أوردته من نماذج هو أقل ما كُتب حدة وأقلها عنفا لفظيا. باقى الآراء تعبر عن نفس الفكرة لكنها تحتوى سبا مباشرا لقيادات حماس!

(8)

كيف يتم تقييم سلوك السنوار منذ بدء اتخاذ القرار حتى الآن من الناحية الدينية والأخلاقية؟ 

بعيدا عن النسخة الإخوانية من الإسلام، وهى نسخة مشوهة بها افتراءٌ كبير على هذه الديانة السماوية، وهى نسخة زائفة سوقتها جماعة سياسية قررت امتطاء هذه الديانة سياسيا، يمكن القول باطمئنان أن ما قام به السنوار ورفاقه يتعارض تماما مع ما ذُكر تاريخيا عن سلوك النبى (ص) فى السلم والحرب. 

فقبل هذا القرار كانت هناك مدينة اسمها غزة بدأنا اليوم نطالع آلاف الصور لشوارعها وسواحلها وبناياتها. كان هناك أكثر من مليونى شخص يعيشون هناك. نعم كانت هناك معاناة وصعاب، لكن الدول المجاورة وعلى رأسها مصر لم تتركهم فرادى، وكانت تمد لهم دائما شرايين الحياة. وكان هناك مسار سلام تفاوضى ترتب عليه عودة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وترتب عليه وجود علم فلسطينى وجواز سفر وأمل فى أن يتم استكمال هذا المسار. وكان هناك عشرات الآلاف يعملون بوظائف وتقوم السلطة بدفع رواتبهم بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية. كانت تدخل القطاع- حسب اعترافات قيادات حماس نفسها بعد بدء العدوان- يوميا أكثر من ألف شاحنة تجارية. ثبت أن ما كان يتم ترديده وقتها عن الحصار لم يكن حقيقيا! لكن كانت هناك مفردة مهمة أرقت قيادات حماس ومنعت عنهم موردا مهما، وهى قيام القوات المسلحة المصرية بعمل مشروع تماما وهو القضاء على أنفاق التهريب وبيزنس الأنفاق!

 والسنوار لم يكن مشغولا لا بالقطاع ولا بأهله ولا بهذه الحياة والاستقرار الذى ينعم بهما الفلسطينيون فى القطاع، وإنما كان مشغولا فقط بالانتقام الشخصى، وتحرير أعضاء جماعته، وتنفيذ رغبات إيران ولية النعم الجديدة، و(تحريك المسائل) لجنى أموال تعوض ما فقدته الجماعة من بيزنس الأنفاق الحرام!

فى غزوات النبى (ص) كان صارما فى عدم الاعتداء على غير المحاربين. فى هجمات السابع من أكتوبر تم اختطاف نساء وأطفال ورجال مدنيين من غير الجنسية المحاربة فى مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام. لم يخرج كل مقاتلى حماس فى مواجهة مسلحة، إنما قاموا بما نهى النبى (ص) عنه صراحة فى عبارة لا تحتمل التأويل فى تعليماته لأحد الصحابة الذى سيقوم بمفاوضة الأحزاب ومحاولة تفكيك تحالفهم، حيث أمره النبى قائلا ما معناه.. لا تحرضهم أو تستفززهم علىّ! 

قامت حماس بعكس تعاليم النبى (ص).. قامت باختطاف مدنيين ونساء وأطفال، واستفزت العدو الذى تعرف أنها كحكومة غير قادرة على مواجهته على الأرض وغير قادرة على حماية من تحكمهم من عدوان يقينى بعد هذا الاستفزاز. قامت بإخفاء من اختطفتهم فى كتل سكنية أصبحت هدفا للقتل والحرق. نصبت صواريخها بين كتل سكنية.. لم توفر حماية لا لأطفال ولا لنساء واكتفت بتوفير تلك الحماية للمقاتلين فى معارضة أخرى صريحة لكل تعاليم الإسلام ولما قام به النبى (ص) فى غزوة الأحزاب حين وفر ملاذا آمنا للنساء والأطفال وغير المحاربين!

لم يأبه السنوار بدماء الشعب الفلسطينى وكان تفكيره المهتز والمضطرب نفسيا لا يبالى إلا بما ستتكلفه إسرائيل من خسائر، بل وبدا وكأن سقوط عشرات الآلاف من الأبرياء يصب تماما فى مصلحته!

(9)

إننى أعتقد أن ما قام به السنوار لا علاقة له بجهاد أو مقاومة. هو إما أن يكون خيانة تامة متفقا عليها، وإما أن يكون جنونا خالصا، وجريمة مكتملة الأركان، بدأت حين تم وضعه فى موقع ومسئولية غير مؤهل لها نفسيا ولا أخلاقيا. 

فالأخلاق هنا هى النخوة التى توجب على القائد أن يحمى شرف نساء من يدعى أنه يقاوم من أجلهم. لقد اتسم سلوكه السياسى بعدم النخوة، والانسلاخ من القيم الأخلاقية البشرية الطبيعية. لم يأبه لفكرة تشرد نساء القطاع ونومهن فى العراء يعانين القتل والجوع ويرين قتل أطفالهن أمام أعينهن. أى قائد شعبى شريف لا بد أن يضع أولا هدف حماية النساء والأطفال مقدما على أى مكسب سياسى أو عسكرى. أى قيم إنسانية لقائد يتحلى بالحد الأدنى من الأخلاق تفرض عليه أن يكبح جماح نفسه افتداءً لأطفال قومه لا أن يقوم صراحة بفعلٍ عسكرى لا يخرج عن وصف استعداء العدو على هؤلاء الأطفال! مئات الكيلومترات من الأنفاق كانت تكفى تماما لقيام الحركة بتخزين مؤن وأدوية كافية لأمد المعركة. وهذه المئات من الكيلومترات كانت تكفى حصنا آمنا للأطفال والنساء أو لأكبر عدد منهم! 

إننى أعتقد أننا أمام جريمة أخلاقية كاملة.. بدأها السنوار وشاركه فيها كل من وافق على جنونه.. وفى ذروة الذبح والقتل شارك فى الجريمة إعلاميون ومنصات وقنوات إعلامية.. الذين كانوا يهللون قبل بدء العدوان لما حدث ويساهمون فى استفزاز العدو على قطاع مجرد من الحماية الجوية من مذيعين ومحللين عسكريين هم مشاركون فى هذه الجريمة الأخلاقية. يجب أن تتم محاكمة هؤلاء أخلاقيا يجب ألا نتناسى ما حدث فى يومى السابع والثامن من أكتوبر!

فى هذين اليومين تحولت قنواتٍ بعينها إلى منصات للتحريض لشعوب دول أخرى مثل مصر على تخريب أوطانها. طنطنوا كثيرا عن النصر المبين الذى حققته الهجمات وأعلنوا كامل استعداد الحركة لأى هجوم تقوم به إسرائيل وأأمن على إفكهم قيادات الحركة ذاتها وهم يعلمون أنهم كاذبون وأن الثمن سيكون باهظا من دماء من استيقظوا من نومهم على المقتلة! الشاب الذى قامت حماس بتصفيته مؤخرا حسبما تم بثه، كل ذنبه أنه كشف الأقنعة عن بعض هؤلاء وحدد اسما معنيا قام بدور مشين ويصف نفسه بالمحلل العسكرى.. هذا الشاب أدان قناة عربية بالاسم لأنها كانت بطل المشهد فى هذين اليومين وقامت بتضليل الشعوب العربية!