رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على انعكاسات حرب أكتوبر في الأدب المصري والعبري

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

حرب أكتوبر 1973، المعروفة لدى الكيان الصهيوني باسم "حرب يوم الغفران"، كانت صدمة عميقة في الوعي الجمعي للصهاينة، وشكلت منعطفًا حاسمًا في تاريخهم القائم على  الحروب والإبادة، ويرجع ذلك بسبب المفاجأة العسكرية والتبعات السياسية والاجتماعية التي تبعتها. 

وعليه، كانت الحرب مصدر إلهام لعدد من الأعمال الأدبية والفنية العربية والعبرية التي تناولتها من زوايا مختلفة، مشكّلة تفاعلات ثقافية وإبداعية تسلط الضوء على أثرها الكبير على المجتمع المصري ومجتمع الكيان الصهيوني، في التقريرالتالي  نرصد أبرز الإبداعات التي جاءت عقب حرب أكتوبر:

 

 سيرة حرب أكتوبر 1973 في  الأدب 

تحت عنوان "حرب أكتوبر والأدب " صدر الناقد والكاتب حسني نييل مقالاته بسرد وقائع  ما جرى للأدب المصري قبيل حرب أكتوبر،  وكيف لعبت "النكسة دور في تأزم المثقين المصريين، ليشير إلى أن عدد من الأعمال الإبداعية والفنية جاءت معبرة عن الحظة التشاؤم، وأخرى كانت تتسم بالخطابة كما لجأت بعض الأعمال إلى الرمز الذي لاينتمي للرمزية في شيء أنموذج ماقدمه المسرح في مسرحية "المسامير" لسعد الدبين وهبة، وكوميديا "أوديب": انت اللى قتلت الوحش"لعلي سالم. في تلك الفترة من 67 حتى عام 1973 لم  يتم تصدير الشخصية العربية الصامدة.

 يذهب حسني لبيب إلى أن بعد حرب أكتوبر جاء دور المثقفين، وأصبح الالتزام بشعار "أعرف عدوك " أمر واجبا.

 وأشار لبيب إلى دور الأديب العربي  وادبه بعد حرب أكتوبر بني على ثلاثة مقومات أولهما التراث العربي القديم، وثانيهما الانفتاح الثقافي، ويمثل الهواء المجدد لثقافتنا، وثا لثهماحرب التحرير التي يخوضها المقاتل العربي ببسالة ، وتمثل بعث الارادة العربية.

وتحت عنوان الرواية  بعد حرب أكتوبر " ذهب الكاتب الروائي الراحل يوسف الشاروني إلى التأكيد على انعكاس على حرب أكتوبر على الثقفين   بانعاكاست مختلفة بحكم اختلاف تخصصاتهم فظهرت الدراسسات، كما تبارى الشعراء في الغناء بها

القصة القصيرة والشعر سبقا الرواية في تقديم انعاكساتهم لحرب أكتوبر 

 يؤكد الشاروني  على أن القصة القصيرة والشعر كانت اسبق من الاعمال الروائية في التعبير عنها، ويرجع ذلك لطبيعتهم، على عكس الرواية التي تنضج  فيها المشاعر على مهل، أبرز هذه الأعمال "أيام من أكتوبر" لإسماعيل ولي الدين 1973،  رواية "المصير: لحسن محسب"الرصاصة لاتزال في جيبي لـ"إحسان عبد القدوس 1974، أشياء حقيقية  لفتحي سلامة 1974،  أرضنا الطيبة لمحمود فوزي الوكيل 1975، الحب يأتي مصادفة  لحلمي محمد القاعود.

 امتد تأثير حرب أكتوبرعربيا حتى وصل الى بلاد المغرب فجاءت رواية " رفعه السلاح والقمر" للمغربي مبارك ربيع.

تأثيرحرب أكتوبر على الأدب العبري 

وتحت عنوان "تأثير حرب أكتوبر على الأدب والمفاهيم الإسرائيلية"، أكد الدكتور رشاد سامي أستاذ الأدب المعاصر جامعة عين شمس على ان اسرائيل منذ حرب 191948 وهي بين حرب واخرى تستعد لحرب أخرى جديدة، فقد اصبحت الحرب نتيجة لذلك بمثابة المحور الزمني الذي تتحرك وفقا له في كل مجالات حياتها السياسية، الاجتماعية والاقتصادية، حيث يتم تقسيم تاريخها وفقا للحروب وتواريخ نشوبها، واصبحت هذه الحروب هي الخطوط الحمراء القوية التي ينتهي عندها جيل، ويبدا جيل وعصر جديد.

أشار الدكتور رشاد سامي إلى أن "جون لافين" في كتابة العقلية الإسرائيلية "إلى أن دراسة الأدب الإسرائيلي تعيين على قراءه السياسية الإسرائيلية، باعتباره مرشدا للفكر المعاصر، ومن شأن هذه المعلومات أن تعين في تفهم متاعب الإسرائيليين.

 فحرب أكتوبر كانت بمثابة نقطة وعلامة فارقة في تاريخ الأدب العبري الإسرائيلي المعاصر، ففي أعقاب حرب يونيو 1967 حتي ما قبل نشوب حرب أكتوبر 1973 حدثت بين الأدباء الإسرائيليين، وخاصة الأدباء اليساريين أمثال عاموس هوزو  سوارع واهرون ميجد وبنيامين  تموز، حال من اليأس من أن يؤدي انتصار 1967 تلى تسوية نهائية للصراع المتواصل بين اسرائيل والدول العربية، لم يكن من قبيل المصادف.

يروي رشاد سامي أن بعد حرب أكتوبر، نشرت عددا من الروايا التي بشرت بولادة موضوع جديد في الأدب العبري الإسرائيلي، وهو ما يطلق عليه الناقد الإرائيلي يوسف أوران أسم "الموضوع الانحطاطي" ففى 1977 نشرت رواية "العاشق" ليهوشراع " وذكرى الأشياء "ليعقوب شبتاي " وفي عام 1978، نشر أهارون ميجد روايته "عسائيل" وفي عام 1980 نشرت رواية "رحلة في آب: ونشر بنيامين تمو " ركوايم لنعمان: وعلى الفور انضم إليهم نخبة من الأدباء بباكورات إنتاجهم. 

 فنشرت "العشب والرمل عام 1978 ثم  نشر يعقوب بوتشان "سنى حياة يعقوب"، ونشر أريه سامو رواية "شجرة التوت"  كل هذه الأعمال جاءت تنحو نحو التسليم  بحق الفلسطيين في دولة لهم أو العلاقة بين إسرائيل والشتات اليهودي، من خلال أسلوب ما بعد الحادثة والتجديد في الشكل والتنازل عن الصياغة النفسية الدقيقة للشخصيات، ومن خلال لغة هويلة وعملية تعبر من عير شك عن جدلية الجياة الثقافية والاجتماعية في اسرائيل والهوية الاجتماعية الثقافية للإنسان.

يوميات الغفران 

يوميات يوم الغفران للكاتب- أوري أور: تعتبر هذه الرواية جزءًا من الأدب التسجيلي، حيث تعتمد على مذكرات الكاتب الذي كان ضابطًا في الجيش الإسرائيلي خلال الحرب. 

يعكس الكتاب تفاصيل دقيقة عن المعارك والقرارات التي اتخذت، بالإضافة إلى توثيق الصدمات النفسية والجسدية التي تعرض لها الجنود الإسرائيليون. تتجاوز الرواية السرد العسكري لتغوص في تأثيرات الحرب على المستوى الشخصي، مما يجعلها مصدرًا قيمًا لفهم الآثار النفسية للحرب على الجنود والمدنيين على حد سواء.

 

من الأغاني إلى الأفلام: حرب أكتوبر في مرآة الفن العبري

الاحتجاج الفني والموسيقي: إلى جانب الأدب، كان هناك أيضًا إحتجاج موسيقي وفني ضخم تمحور حول الحرب. أشهر هذه الأعمال كانت أغنية "لو يحيي" للمغنية نعومي شيمر. هذه الأغنية، التي كانت في الأصل مستوحاة من الحرب،

 أصبحت رمزًا للسلام والصلاة من أجل إنهاء الصراع. استخدمت الأغنية بشكل واسع في المظاهرات والاحتجاجات التي طالبت بإصلاحات سياسية بعد الحرب، ما يعكس كيف استخدم الفن للتعبير عن آلام المجتمع الإسرائيلي في تلك الفترة.

وتذ هب الكاتبة عربة عثمان  للتأكيد على ان  لطالما اعتبرت “أغاني أرض إسرائيل” ضربًا ثقافيًا من كتابة التاريخ فوق تاريخ ماديّ فلسطيني، بل هي تشتمل على سلطة الإجهار والإسكات في الآن ذاته؛ الصمت والثرثرة، والرمز الاستعماري الطوباوي، وذاكرة المكان والبطل والضحية.