رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حزب الله وأسرار مصير حسن نصرالله: الاحتلال الإسرائيلى يعلن الحرب على إيران من ضاحية بيروت الجنوبية

دخلت قوات «حزب الله» فى حالة من الاضطراب والتوتر، مع توسع التكهنات وأختلاق سيناريوهات لأسرار حول «مصير الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله».
وفى الجانب الآخر من الصورة، تبادلت الصحف والمؤسسات الإعلامية والأجهزة الأمنية، ومراكز الأبحاث، ترجيحات أن دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، ورئيس حكوماتها اليمنية المتطرفة، السفاح نتنياهو، أوهم المجتمع الدولى بأنه انتصر مبدئيًا على حزب الله، ويتأهب لإعلان الحرب الشاملة على إيران، لكن من داخل حقائق وأسرار «حارة حريك»، فى الضاحية الجنوبية، من العاصمة اللبنانية بيروت.

ماذا قالت « النهار» البيروتية: حسن نصر الله.. شهيدًا أم حيًّا؟
ليلة الجمعة على يوم السبت، لم تذق بيروت، وكل لبنان طعم النوم، فى ذلك، أيضًا عاش المجتمع الدولى، ودول المنطقة والجوار الفلسطينى، حالة من فلتان النوم وتضارب التوقعات، فكانت خيارات صحيفة النهار البيروتية، مانشيت/ عنوان رئيسى: «حسن نصر الله … شهيدًا أم حيًّا؟ الضربة الإسرائيلية تستدرج الحرب». 
فى ذلك كانت الصحيفة تستعيد تجارب مهنية سياسية وأمنية مرت بها لبنان وقت اغتيال عشرات الشخصيات السياسية الإعلامية والأمنية فى تاريخ لبنان، كان منهم الرئيس رفيق الحريرى، والرئيس بشير الجميل، وصولًا إلى اغتيالات الأسبوع الماضى، عشرات من قيادات حزب الله الكبار.
ما أكدت عليه الصحف اللبنانية، ذات الانشغال العالمى، النهار قالت: «لم يرتبط مصير الشرق الأوسط مرة بحسم مصير رجل كما حصل عقب الغارة الزلزالية التى شنتها دولة الاحتلال، إسرائيل عصر أمس على حارة حريك، العاملية»، مستهدفة اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله.
وفق ساعة كتابة هذا المقال، حتى ساعات الفجر اليوم، وإلى الآن بالنسبة لى فى العاصمة الأردنية عمان، لم يكن مصير نصر الله قد عرف وسط ضخ هائل من المعلومات والمعلومات المتضاربة، أن فى الإعلام الإسرائيلى الذى جنح معظمه إلى ترجيح نجاح ضربة الاغتيال وأن فى الإعلام العربى واللبنانى والعالمى، علمًا بأن حجم الغارة الإسرائيلية على الحى السكنى الذى استهدفته دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى كان غير مسبوق لجهة استعمال قنابل خارقة للتحصينات، زنة القنبلة ألفى رطل، الأمر الذى أحدث زلزالًا أدى تسوية ستة مبانٍ بالأرض.
.. تنقلنا التحليلات إلى مستويات مختلفة، أغلبها سياسى أمنى، فيما أوردت «النهار» عدة قضايا، منها:
أولًا:
«مصير الأمين العام الثالث لـ(حزب الله)» 
حتى فجر اليوم، ظل مصير الأمين العام الثالث لـ«حزب الله» الذى صار زعيمًا «تاريخيًا» للحزب منذ عام 1992 معلقًا ومجهولًا، الأمر الذى أثار تساؤلات ومخاوف كبيرة حول إمكان أن تكون إسرائيل دفعت بالأمور الى متاهة تفجير ضخم لن تبقى رقعته محددة بلبنان بل ربما يتجاوزه الى المنطقة.

ثانيًًا:
«المرحلة الأشد خطرًا من حقيقة الاغتيال» 
مرت ساعات طويلة ولم يصدر عن «حزب الله» أى بيان يميط اللثام عن مصير زعيمه تصاعدت الترجيحات والمخاوف من أن يكون ذلك ناجمًا عن احتمال أن يكون مصير نصر الله قد صار فى المرحلة الأشد خطرًا من حقيقة الاغتيال. وعززت هذه المخاوف تصريحات قادة ومسئولين إيرانيين تحدثوا عن جريمة إسرائيل فى هجومها على الضاحية ولم يأتوا على ذكر نصر الله إطلاقًا.

ثالثًا:
«معالم استعدادات إيرانية لشىء ما كبير»
الأسوأ والأخطر، تقول النهار، إن إسرائيل رفعت الاستنفار الى أقصاه فى سائر أنحائها استعدادًا لهجوم كبير يشنه الحزب فى الساعات المقبلة، كما لاحت معالم استعدادات إيرانية لشىء ما كبير من خلال دعوة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومى. ثم جاء الكشف عن مقتل قائد كبير فى الحرس الثورى الإيرانى فى غارة الضاحية ليدفع بالغليان والترقب الثقيل وحبس الأنفاس إلى ذروته.

رابعًا:
«ضرب عمق الضاحية الجنوبية»
لعل الحشود الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، التى تزايدت بقوة فى الساعات الأخيرة باستقدام لواءين إضافيين إلى الأولوية الموجودة؛ لم تكن وحدها كافية لرسم معالم اندفاع دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، إسرائيل، نحو إحداث «التغيير الاستراتيجى فى الشرق الأوسط» كما سمته، فقامت بضربة هى الأخطر اطلاقًا بهدف مزدوج: اغتيال نصر الله بقرار متخذ سلفًا كان ينتظر اللحظة الاستخباراتية القاتلة، وعدم التردد عن ضرب عمق الضاحية الجنوبية، وزادت تصعيدها الهستيرى بتوجيه إنذار ليلًا إلى سكان وأهالى عدد من أحياء الضاحية لمغادرة منازلهم بزعم وجودهم قرب مصالح تابعة للحزب وشهدت المنطقة ليلًا موجة نزوح كثيفة.

خامسًا:
«قد تكون الحرب الشاملة أخطر ما فجرته إسرائيل» 
من الواقعى الجزم بأن ما كان قبل ضربة الضاحية أمس لن يكون مثله بعدها، أيًا كان ما ستتكشف عنه التطورات والأنباء فى الساعات المقبلة؛ فإذا كان المحظور قد وقع فهو يعنى اغتيال أكبر رموز المقاومة وحزب الله ومحور الممانعة وأقوى حليف لإيران، وإذا كان نجا السيد فإن الأمر سيرتب تطورات خارقة أيضًا فى خطورتها. فى الحالين قد تكون الحرب الشاملة أخطر ما فجرته إسرائيل فى ضربتها للضاحية الجنوبية.

هل ينهار «حزب الله» إذا استُشهد نصر الله؟
.. فى المنطقة، قبل لبنان أو / وإيران، حتمًا المشهد الجيوسياسى الأمنى سيتغير وفق تحولات مضاربة المصالح، وهو مشهد أصلًا بأكمله مشتت ومرتهن لاعتبارات سياسية وعسكرية وأمنية، وهو ما سوف يتغيّر بشكل كبير. 
السؤال الصعب، طرح فى كل، ومن كل المستويات:
هل ينهار «حزب الله» إذا استُشهد نصر الله أو أُصيب؟
.. عمليًا: أصبح مصير حسن نصر الله فى حكم الأسرار الكبرى، وهو ما اتفقت عليه اتجاهات سياسية وأمنية وعدىد المؤسسات البحثية حول العالم، وفيها حيثيات مهمة، لكنها تتبادل الأماكن، والآراء، التى منها:
1: فيليب سميث
الخبير فى شئون الجماعات المسلحة الشيعية، فيليب سميث، قال: إن أى زعيم جديد يتعين، يجب أن يكون مقبولًا داخل الحزب فى لبنان وكذلك لدى داعميه فى إيران.
وأكد: أن هاشم صفى الدين، الذى يعتبر على نطاق واسع خليفة نصر الله، لا يزال على قيد الحياة بعد هجوم الجمعة.
وصفى الدين، الذى يشرف على الشئون السياسية لـ«حزب الله» وعضو فى مجلس الجهاد، هو أحد أقارب نصر الله.
وكشف «سميث» عن أن الصلة العائلية بين صفى الدين ونصر الله وكذلك التشابه بينهما، فضلًا عن مكانته الدينية كلها عوامل تصب فى مصلحته.

2: مهند الحاج على
نائب مدير الأبحاث فى معهد كارنيجى الشرق الأوسط فى بيروت «مهند الحاج على»، قال: «المشهد بأكمله سوف يتغيّر بشكل كبير».
.. ووصف الحاج على، قيادة نصر الله بالقول: «كان مثل الغراء الذى حافظ على تماسك منظمة متوسعة».
كما أنه: «أصبح شخصية أسطورية، إلى حد ما، بالنسبة للشيعة اللبنانيين».

3: لينا الخطيب
لينا الخطيب، الباحثة فى معهد تشاتام هاوس للسياسة فى لندن، أن من المؤكد: «لن ينهار حزب الله إذا قُتل نصر الله أو أصبح عاجزًا، لكن هذا سيكون ضربة قوية لمعنويات المجموعة. كما سيؤكد على تفوق إسرائيل الأمنى والعسكرى وقدرتها على الاختراق».
و.. وهى تلفت، بتحليل اكاديمى، معروف نسبيًا: التأثير المحتمل لمقتل نصر الله على القدرات العسكرية لحزب الله غير واضح أيضًا. فقد تبادلت إسرائيل و«حزب الله» إطلاق النار لمدة عام عبر الحدود اللبنانية فى أسوأ صراع بينهما منذ عام 2006، والذى اندلعت شرارته فى أعقاب الحرب فى غزة.
.. وأشارت «الخطيب» إلى مسألة جد خطيرة:
إن «إسرائيل سترغب فى ترجمة هذا الضغط إلى وضع جديد يكون فيه شمالها آمنًا، لكن هذا لن يحدث بسرعة حتى لو تم القضاء على نصر الله».

5: فواز جرجس
أستاذ العلاقات الدولية فى كلية لندن للاقتصاد «فواز جرجس»، يرى الحادثة، أيًا كانت نتأئجها: «أعلنت إسرائيل الحرب؛ إنها حرب شاملة، وتستغل إسرائيل هذه الفرصة للقضاء على البنية القيادية وتدمير البنية التحتية لحزب الله».
وأضاف: «يكسرون قوة حزب الله. ليست هناك حاجة لقتل كل عضو فى حزب الله، ولكن إذا قمت بتدمير بنيته القتالية وأجبرته على الاستسلام، فإن ذلك يفقده مصداقيته».
اغتيال، أو إصابة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، سيوجه ضربة قوية لكل قوات وعلاقات وتنظيم الحزب، عدا عن خلق حالة من الفراغ السياسى الصادم، ذلك أن الحرب العدوانية الإسرائيلية على الجنوب اللبنانى، وكل لبنان، تتزامن، أو هى نتيجة إسناد، حزب الله المعركة حركة حماس فى قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وهى التى انطلقت مع طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.

.. وفى المؤشرات، برغم مخاوفها، أن مصادر مقربة من قوات «حزب الله» إن الأمين العام نصر الله لا يزال على قيد الحياة بعد الهجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال مسئول أمنى إيرانى كبير، حسبما أشارت صحيفة النهار، إن طهران تتحقق من وضع نصر الله.
خليفة نصر الله.. مَن سيكون؟. 
تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية ظرفية خاصة، مقترنة بالرعب الترقب، فالسفاح نتنياهو يتنقل بين عواصم العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ينشر التضليل والتزييف والكذب، وفى ذات الوقت يرسم خطط شيطانية لجعل العالم ينهار وسط الحروب والجبهات التى تتكاثر، وهو يعتمد على الدعم والحماية من الإدارة الأمريكية والبنتاجون، ما جعل كل القناعات تتذبذب لدى المستوى السياسى فى المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، وحتى دول المنطقة، عدا عن الشارع الإسرائيلى، وكل حكومة التطرف اليمينية المتطرفة، التى أشبعها السفاح نتنياهو الأكاذيب، وأن واقع الحرب فى غزة والجنوب اللبنانى بيروت، نتيجة محور المقاومة والإسناد، الذى يكذب السفاح ليقول للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية إن حزب الله لن يوقف إطلاق النار قبل إنهاء الحرب على قطاع غزة، رغم تصاعد حجم العدوان على لبنان، وسط أوامره، لاغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وهو الذى انقطعت معه سبل الاتصالات وغاب، دون أى كشف لأسرار الغياب، وطبيعة ما حدث.
والعودة إلى مسار الحرب التى تكرست مع الضربات الجوية بالسلاح الأمريكية، والصواريخ الثقيلة، فقد قدم المحلل لشئون الشرق الأوسط فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، «آفى يسسخاروف»، رؤية تقليدية لما كانت عليه الحرب منذ السابع من أكتوبر الماضى، وقال: إن الخيارات المتاحة أمام إسرائيل فى الواقع الحالى على الحدود الشمالية، تمامًا كما هو الحال فى قطاع غزة، وتتراوح بين السيئ الأسوأ، وأنه: «لا توجد بدائل أو حلول جيدة للمشكلة التى نشأت، عندما قرر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تحديد صلة واضحة ومباشرة بين الوضع فى ما يجرى فى غزة، وبين بدء جبهة مساندة من جنوب لبنان».
ما كتبه « يسسخاروف» نشر فى يديعوت أحرونوت، صباح أمس، ويبدو أنه وفر مناخًا وأمنيًا، التحريض على نصر الله قائلًا: «الطريقة الوحيدة التى قد تغير الوضع الحالى هى ضرب الرجل نفسه، الأمين العام لحزب الله، الرجل الذى يتمتع بمكانة نجم خارق بين الشيعة فى لبنان وبين الشيعة فى العالم». 
المحلل العنصرى يحاول التلاعب المفردات والحقائق الأمنية والسياسية، على طريقة الإدارة الأمريكية فى دبلماسيتها التى عززت حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، فتنقل الصحيفة: «من المحتمل أن يؤدى التخلص منه إلى تمهيد الطريق لحل سريع نسبيًا. لكن حتى هنا يجب قول الحقيقة: لا يوجد حل سحرى. خليفة نصر الله المنتظر، هاشم صفى الدين، قد يتبين أنه أكثر تشددًا حتى من نصر الله. مثلما حدث فى حزب الله بعد أن اغتالت إسرائيل عباس الموسوى فى 1992»

خطط جهنمية.. والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى فى غياب
عن مستقبل الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، قال المحلل لشئون الشرق الأوسط فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «آفى يسسخاروف»، من واقع مرور الأحداث بين جبهات الإسناد ومحور المقاومة، فيكشف مخططات السفاح نتنياهو وحكومة التطرف التوراتية، والكابينيت، ولعل فى تحليله بعض التنبيهات: «لا ينبغى استبعاد احتمال أن يشن الجيش الإسرائيلى عملية واسعة النطاق فى مناطق مختلفة من قطاع غزة، لقيادة هروب جماعى للسكان من كل المناطق شمال وادى غزة، بما فى ذلك المدينة، نحو الجنوب، وبذلك إخلاء مساحة كبيرة ومأهولة من القطاع من السكان».
هذا المؤشر، أو التنبية، وجدت له مساحة من العنف والإبادة الجماعية، بعد ضربات سلاح الجو الصهيونى، فبعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلى قيادة مقر الشورى لحزب الله فى الضاحية الجنوبية لبيروت، حارة حريك، ومع تأكيدات تقع ضمن الحرب النفسية والتضليل الإعلامى الصهيونى، انشغل الإعلام الإسرائيلى فى بث عشرات التقارير بكل اللغات، عن وجود الأمين العام للحزب حسن نصر الله فى المكان، الذى ضربه سلاح الجو الصهيونى، ويبدو أن المنطقة كلها ستدخل فى صراع طويل الأمد، ولا يزال حزب الله يلتزم الصمت حيال الأنباء الإسرائيلية. 
فى إيران، نفت وكالة تسنيم الإيرانية أن يكون تم اغتيال حسن نصر الله، وعمليات تعد الوكالة، من الإعلام التابع للحرس الثورى الإيرانى. وهى نقلت عن مستشار المرشد الخمينئى، ألمح إلى أنه قد يكون تم اغتيال نصر الله قائلًا إن كل قائد يستشهد له بديل.
تؤكد محاولة الاغتيال، كما قالت تحليلات موقع «السوسنة» الإعلامية الأردنية التى أضافت: لم يتم التأكد من نجاحها حتى الآن، رسالة واضحة أن دولة الاحتلال ماضية فى حربها الإقليمية، وأن أمد هذه الحرب ونتائجها لم يعد ممكنًا التكهن به. ورأى محللون أن جيش الاحتلال الآن أن يستعد لعدة سيناريوهات وتداعياتها، سواء أكانت دفاعية أم هجومية، كما أنه تم فتح الملاجئ فى عدد من مدن فلسطين المحتلة، وحسب الموقع، هنا السيناريوهات التى جاءت استباقًا لأى نتيجة تتعلق بقيادة حزب الله:

السيناريو الأول:
فى حال تأكد اغتيال نصر الله، يقوم حزب الله والحوثيون والفصائل فى العراق بهجوم واسع بالصواريخ والطائرات دون طيار على دولة الاحتلال الإسرائيلى. 
السيناريو الثانى:
أن تشارك إيران نفسها فى الصراع مباشرة بشن ضربات من أراضيها، على الرغم من أن هذه الاحتمالية تعد منخفضة، وهى ما تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية أن تحرض عليه. 
السيناريو الثالث:
أن تستغل دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى هذه الجلبة التى أحدثها «تصورات» مصير، إصابة أو اغتيال نصر الله فى حال تم تأكيده وأن تخطو بريًا باتجاه لبنان لخلق منطقة عازلة، الأمر الذى سيطيل أمد الحرب وسيزيد مساحة الأراضى اللبنانية المحتلة.
.. وفى السياق، سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا؛ هذه التوقعات/ السيناريوهات، تقع ضمن مخططات السفاح نتنياهو وهو يضعها ليجدد قدرته على الكذب والخداع، ويتيح للإدارة الأمريكية والبنتاجون، التلاعب فى وقائع وشراسة الحرب، وما قد تؤدى إليه مع تنبيه أن المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، يترقب حالة من غياب المنطق عن ما قد يحدث من انفلات أزمات وحروب متباينة فى دول المنطقة. 

خلخلة الحدود بين لبنان الجنوب، وشمال فلسطين
الترسانة العسكرية الإسرائيلية تدعمها منذ ما يقارب العام المصادر الأمريكية والأوروبية ومن صربيا وقبرص وغيرها، والصواريخ الموجهة نحو قادة حزب الله، تمادت فى حروب إبادة نالت من قيادات وأفراد فى «حزب الله»، إلى حد تغيرت قواعد الاشتباكات، وتخلخلت ضوابط الحدود بين لبنان الجنوب، وشمال فلسطين المحتلة، وهذا ما مهد لحرب رقمية دمرت أجهزة البيجر واللا سلكية وكل وسائل الاتصال، ما وضع حزب الله فى خانة ومصير حرج، ظهرت نتائجها الأمنية الخطيرة عبر طائرات f35 والصواريخ المدمرة، ومختلف الأسلحة الجوية الإسرائيلية، التى وضعت عدة خطوط على حالة مقدرات قيادات بـ«حزب الله»، وكل فعاليات محور الإسناد ومحور المقاومة، والصدام الآتى مع محور «الممانعة» بكل ما فى أسرار غياب مصير السيد حسن نصر الله من ارتباك- قد يكون مؤقت وعابر فى تبادل القيادات والشئون التنظيمية والعسكرية والأمنية، والاجتماعية الناتجة عن حركة اللاجئين فى الداخل اللبنانى، وهذا يتزامن مع استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلى فى الضربات والتى قد تتحول خلال أقل من 48 ساعة إلى غزو برى، يطالب الجنوب اللبنانى وقرى ومقرات الحزب فى مناطق الليطانى والبقاع، وهناك تخوف من اقتحام المخيمات الفلسطينية فى الجنوب وفى البقاع ووسط بيروت.
الخبير العسكرى العميد اللبنانى سعيد قُزَح قال عن طبيعة الحدث عسكريًا وأمنيًا، حسبما نقلت «النهار»، وهى خلاصات خبرة، حددها:
* أ:
هناك ترجيحات ذات طابع عسكرى إسرائيلى فى أن لا يزال لدى «حزب الله» قدرة على تلقى الضربات وأن لديه الكثير من الانماط الهجومية ما يجعل المواجهات الناشبة على حالها الآن.
* ب:
هناك من يفسّر على مستوى مراقب متضلع من الترتيبات العسكرية التى تتخذ فى الفرق العسكرية النظامية ضمن الدول أو غير النظامية التابعة لميليشيات أو أحزاب، أنه عادة ما يكون هناك بدلاء عن الذين اغتيلوا، لذلك رغم قساوة الخسارة التى تعرض لها «حزب الله» فإنه سيضع بدلاء. وقد لا تستطيع إسرائيل معرفة من هم البدلاء عن الذين اغتيلوا بسهولة، فيما ثمة من لا يغفل أن مقتل قادة «حزب الله» الأساسيين فى المواجهات مع إسرائيل سببه الخطأ الذى ارتبكه «حزب الله» عند اشتراكه فى الحرب السورية فإذا به كشف أوراقه حينذاك.
* ج:
إن ما تقوم به إسرائيل من قصف لمختلف المراكز التى تشتبه فى أنها تستعمل كمنصات عسكرية خاصة بمقاتلى محور «الممانعة»، سيؤثر بطريقة ما على قدرات «حزب الله» دون أن يلغيها. فى المحصلة رغم خسائر «حزب الله» التى تفوق خسائر الجيش إسرائيلى، لكن خصوم محور «الممانعة» لا يستهينون فيما لا يزال لدى «حزب الله» من عتاد وعديد ومخزون كبير من الأسلحة التى يمكن أن يستخدمها، فيما إن مقياس التأثيرات الأكثر ضراوة التى يمكن أن يعانيها «حزب الله» سيحدد فى حال بقيت المعارك المشتعلة ناشبة فى أشهر لاحقة.
* د:
إن إسرائيل تعمل على استهداف قوة «حزب الله» البشرية والعسكرية واللوجستية والمالية وتجفيفها، حيث يتبلور استهدافها لقادة «حزب الله» العسكريين ضمن استراتيجية لضرب قوّة منظومة «حزب الله» والقوة المحركة لكل القطاعات داخله شمولًا فى قوته الهجومية وزعزعة عمل المسيرات الخاصة به وملاحقة قادته والرءوس المحركة على الأرض.
* ه:
أن الارتباك حاضر عند أى اغتيال، لكن لدى «حزب الله» قدرات بشرية كبيرة مع تحضيره للبدلاء. عند مقتل أحد القياديين أو تحييده يمكن للبديل أن يتابع المعركة.
* و:
إن «حزب الله» هو حزب عقائدى عسكرى وكل مقاتليه هم من المدربين والقادرين على استلام مراكز قيادية، رغم أن طريقة العمل قد تتغيّر عند تغير القادة العسكريين لكن البديل حاضر دائمًا.
* ز:
إذا كانت إسرائيل تسعى لأن تقضى على القدرات القتالية لـ«حزب الله» لا بد لها من حرب الاستنزاف الحاصلة والحرب الجوية، والاستهدافات الخاصة بأشخاص ومراكز القيادة والسيطرة ومقرات مخازن الذخيرة ومنصات الصواريخ والأنفاق التى تعتقد إسرائيل أنها حاوية لصواريخ، فيما لا بد من متابعة إسرائيلية طويلة حتى تستطيع إضعاف قدرات «حزب الله» ذلك أنه لا يزال لديه حاليًا الكثير من القدرات.

* ماذا عن استهداف إيران؟!
ركزت تحليلات الخبراء والصحافة الأمريكية الأوروبية على ما اصطلح بوصفه «غضب إيران»، فيما كان السفاح نتنياهو قد أعلن فى الأمم المتحدة عن أنه سيلاحق إيران ويحاربها، وفى وقت محدد جرت ضربات الضاحية الجنوبية، حارة حريك، وبردت سياسية إيرانية، تمت وفقما دعا إليه المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومى، ردًا على التقارير التى تفيد بأن السيد نصر الله كان هدفًا للضربة، حسبما ذكره مسئولان إيرانيان مطلعان على الاجتماع. 
رئيس المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى إبراهيم عزيزى، قال إن إسرائيل فتحت أبواب الجحيم ضد نفسها بضربتها لمقر حزب الله. 
عزيزى أكد أن «محور المقاومة»، الميليشيا الإقليمية المدعومة من إيران، بما فى ذلك حزب الله، أصبح منسقًا ومسلحًا بشكل أفضل من أى وقت مضى و«سيرد بالقوة فى الوقت المناسب».
.. وفى المتاهة التى ضربت دول العالم، والمنطقة والخوف من حرب مختلفة، تزيد أزمات العالم واضطرابات جبهات المنطقة، كان وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن، يعد بيانه أمام الإعلام فقال: إن إدارة بايدن تعتقد أن «الطريق إلى الأمام هو من خلال الدبلوماسية وليس الصراع». وأضاف: «قد يبدو الطريق إلى الدبلوماسية صعبًا فى هذه اللحظة، لكنه موجود». وأضاف أن المسئولين الأمريكيين ما زالوا يجمعون المعلومات حول الضربات الإسرائيلية فى بيروت.
.. 
ليس سرًا أن تمادى السفاح نتنياهو كشف عن حقيقة انقسام العالم بين دول قطبية ودول غنية، ودول ما زالت ضمن خانة العالم الثالث، ودول تخوض أزماتها ومعاركها وتخلفها الداخلى، ما يتيح لخطط الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، التفوق والاستفراد، وفى ذلك، كل العوامل هيئة وتفيد بأن جبهات المعركة، والحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، مستمرة وقابلة لأن تمتد لسنوات، وهذا جنون دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، ومع يدعم ترسانتها، لهذا يحاول رئيس حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلى السفاح نتنياهو تحريك جيوشه لاحتلال قسرى فى الجنوب اللبنانى، وصولًا إلى بيروت. 
.. ومن ضروريات التنبيه الأمنى، الجيوسياسى فى الأزمة القادمة حول مصير حسن نصر الله، على دول الجوار الفلسطينى، والمنطقة والمجتمع الدولى، أن ينتبهون إلى أن السفاح نتنياهو «يقدم نفسه، وهو كاذب مضلل؛ كمدافع عن الغرب، وبعض دول المنطقة ضد المحور الإيرانى». 
.. كل ذلك بالتنسيق والسكوت الغربى، الأمريكى، فبات كالثعبان، يحاول الالتفاف والتهريب على كل الدعوات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وبالتالى منع أى تصعيد، أو امتداد الساحات جبهات الحرب. 
.. ننتظر، فقد تاهت بوصلات العالم، وحروب الإبادة تنتشر.. لكن إلى متى؟!.