رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد ماما

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد ماما الذي كان راعياً، وقد استشهد حول سنة 275، في عهدالإمبراطور اوريليانوس في قيصرية الكبادوك، وقد خصّه القديسان باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي بعظات شهيرة في ذكرى استشهاده.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: لقد تمّ التعويض عن صغر البشريّة بعظمة الله، وعن ضعفنا بقوّته، وعن عبوديّتنا للموت بخلوده. لتسديد دين حالتنا البشريّة، اتّحدت طبيعة الله الثابتة بطبيعتنا الخاضعة للألم. لذا، ولكي يشفينا بطريقة أفضل، كان على "الوَسيطَ الوحيد بَينَ اللهِ والنَّاس، الإِنْسان يسوع المسيح"  أن يستطيع الموت من جهة، وألاّ يستطيع الموت من جهة أخرى.

بالتالي، فقد وُلد الله الحقّ في الطبيعة الكاملة والتامّة للإنسان الحقّ... اتّخذ صورة العبد من دون دنس الخطيئة؛ رفعَ البشريّة من دون أن يحطّ من قيمة الألوهيّة. من خلال تجرّده من ذاته  ذاك الذي كان غير منظور أصبح منظورًا؛ أراد خالق كلّ الأمور وربّها أن يصبح إنسانًا قابلاً للموت من بين جميع البشر القابلين للموت.

 لكن هذا كلّه كان تنازلاً لرحمته، لا خسارة لقوّته... هذا كلّه هو نتيجة نظام جديد...: هو الذي يتخطّى كلّ الحدود أراد أن يكون محدودًا مثلنا؛ هو الذي وُجِد قبل إنشاء الزمن بدأ يتواجد في الزمن. لقد اتّخذ ربّ الأكوان صورة العبد ، عندما أغرق في الظلمة عظمة جلاله اللامتناهية. الله المترفّع عن التألّم لم يتردّد في أن يكون إنسانًا قادرًا على التألّم؛ وهو الخالد لم يتردّد في الخضوع لقوانين الموت. في الواقع، إنّ يسوع المسيح نفسه الذي هو إله حقّ هو أيضًا إنسان حقّ... هو إله حقّ بفعل إنّه "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله"؛ وهو إنسان بفعل أنّ "الكَلِمَة صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا" .