رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار سمعان العاموديّ المعترف

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار سمعان العاموديّ المعترف الذي ولد في أنطاكية سنة 521. تتلمذ على يد القدّيس يوحنّا العموديّ. ثمّ اتّخذ له عمودًا عاليًا حيث أقام يعيش التقشّف والصوم والصلاة في منطقة حلب، فلُقِّب بألحلبيّ. وقد أجرى اللّه على يديه شفاءات كثيرة من أمراض النفس والجسد. فتقاطر الناس إليه لنيل بركته والتزوّد بحكمته الإنجيليّة وطلبًا للشفاء من الأمراض. رُقّي إلى درجة الكهنوت فازداد ثباتًا في الصلاة العقليّة والانخطاف الروحيّ. كان من المناصرين لتكريم الإيقونات المقدّسة. ظلّ مدّة 45 سنة على عموده، فتتلمذ على يديه جمع كبير من الشبّان. رقد بالربّ سنة 596.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: أنّ ندخل في مشاعر الرّب هو بمثابة تكريم له، كما هو الحال حين نقدِّر هذه المشاعر، وحين نفعل ما فعله وننفّذ ما أمر به. والحال إنّ أعظم مشاعره كانت العناية بالفقراء لشفائهم، مواساتهم، إغاثتهم والتّوصية بهم؛ هنا كانت عاطفته. وهو بذاته أراد أن يُولَدَ فقيرًا، كما أراد أن يستضيفَ في رفقته فقراء، وأن يخدمَ الفقراء، وأن يضعَ نفسه مكانهم، حتى إنّه قال إنّ الخير والشر اللذين نصنعهما للفقراء، سوف يعتبرهما موجّهان لذاته الإلهية .

أي حبّ عطوف أكثر من ذلك كان بإمكانه الإعراب عنه للفقراء! وأيّ حب، إن سمحتم، نستطيع أن نكنّه له، إذا لا نحب ما أحبّه هو؟ وبذلك، إنّه بمثابة حبّه بالطّريقة الصّحيحة، أن نحب الفقراء؛ وإنّه بمثابة خدمته خدمة حسنة وتكريمه مناسبًا، أن نقتدي به.

إنّما، إن كان المخلّص الخيّر هذا يعتبر نفسه مكرّمًا بهذا الاقتداء، فكم علينا أكثر أن نعتبره تكريمًا أعظم أن نجعل أنفسنا بذلك مشابهين له! ألا يبدو لكم انّه ها هو باعث قوي للغاية لكي تُجدّدوا في أنفسكم حماسكم الأوّل؟ في رأيي، أعتقد أنّه يجب علينا اليوم أن نقدّم أنفسنا إلى صاحب الجلالة الإلهية...، بِحيث يُقال فيكم من الآن فصاعدًا إنّ "مَحبَّةَ المسيحِ هي التي تَأخُذُ بِمَجامعِ قلوبِكم"