كنيسة الروم الملكيين تحتفل بذكرى مار موسى الحبشيّ المعترف
تحتفل كنيسة الروم الملكيين بذكرى مار موسى الحبشيّ المعترف الذي يقال انه ولد في جهة ليبية كان يطلق عليها اسم الهند وهي مجاورة للحبشة فلقب بالحبشي. ولد في النصف الاول من الجيل الرابع وكان عبداً لأحد القادة العسكريين. طُرد من الخدمة لسوء سلوكه فانضم الى اللصوص واصبح زعيماً عليهم. هداه الرّب على يد أحد الزهاد فتاب وندم وتنسك مع فئة من رفاقه اللصوص وعاش اربعين سنة في الزهد والتقشف تحت امرة القديس مقاريوس رئيس الرهبان المصريين. رقد بالرب في اواخر القرن الرابع.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: إنّ فعل الشكر، أو امتنان ذاك الذي يتلقّى، يحثّ الّذي يعطي على تقديم المزيد. لكنّ الذي لا يشكر على الأمور الصغيرة لا يمكنه سوى أن يكون كاذبًا وغير عادل في الأمور الكبيرة. إنّ الشخص المريض الذي يدرك مرضه يستطيع طلب الشفاء؛ والشخص الذي يعترف بألمه يكون قريبًا من الشفاء، وسيجد الشفاء بسهولة...
تذكّر سقوط أولئك الذين كانوا يعتبرون أنفسهم أقوياء، وكنْ متواضعًا بشأن ميزاتك... أطردْ نفسكَ بنفسِكَ، وسيُطرد عدوّك بعيدًا عنك. حافظْ على هدوئك بنفسكَ، وستغمرك السماء والأرض بالسلام. اجتهدْ للدخول إلى كنز قلبكَ، وستشاهدْ كنز السماء. لأنّ الكنزَين متشابهان. إن دخلتَ إلى أحدهما، ستتمكن من مشاهدة الاثنين. إنّ سلّم هذا الملكوت هو فيكَ، مخبّأ في نفسِكَ. ادخلْ إلى أعماقكَ لاكتشاف خطيئتكَ: هناك ستكتشف الدرجات التي تسمح لك بالارتفاع...: "فها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم".
رفض كثيرون الانصياع لعبادة أصنام القرن العشرين، واستُشهِدوا على أيدي النظام الشيوعي، والحكم النازي، ونظام عابدة الدولة أو العرق. وسقط كثيرون آخرون خلال حروب عرقيّة أو قَبَلِيّة، لأنّهم رفضوا مَنطِقًا غريبًا عن إنجيل الرّب يسوع المسيح. كما مات بعضهم، لأنّهم باتّباع مثال الراعي الصالح، أرادوا أن يبقوا مع جماعتهم المؤمنة رغم التهديدات. في كلّ قارّة، وعلى مدى هذا القرن، ظهر أشخاص فضّلوا أن يُقتَلوا على أن يفشلوا في رسالتهم. كما عاش رهبان وراهبات نذورهم حتّى سفك الدم. وتوفّي مؤمنون، رجالاً ونساء، مقدّمين حياتهم محبّةً بإخوتهم، خاصّة أولئك الأكثر فقرًا وضعفًا؛ "فمَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة"