رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الاثنين الثاني والعشرون من زمن السنة

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الاثنين الثاني والعشرون من زمن السنة، وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: كنّا قد غادرنا سوريا إلى مصر، راغبين في تعلّم مبادئ الرهبان القديمة هناك، واندهشنا من الاستقبال الحارّ الذي حظينا به. إذ أنّه على عكس ما كنّا قد تعلّمنا في الأديرة في فلسطين، لم يُراعَ انتظار الساعة المحدّدة لتناول وجبات الطعام؛ فحيث ما حللنا، كان يُكْسَر الصيام باستثناء يوميّ الأربعاء والجمعة.

وعندما سألنا أحد الرهبان المعمّرين عن السبب الذي جعلهم يكسرون صيامهم اليومي بهذه السهولة، أجابنا: "إنّ الصوم هو دائمًا معي، ولكن أنتم سوف أودّعكم قريبًا، ولا يمكنني الاحتفاظ بكم قربي على الدوام. وبالرغم من أنّ الصوم مفيدٌ وضروريّ، هو ليس سوى تقدمة إراديّة، في حين أن عمل المحبّة هو الشرط المطلق لهذا الأمر. لذا، أستقبل فيكم الرّب يسوع، الذي عليّ إطعامه من خلالكم؛ وبعد أن أودّعكم، يمكنني أن أعوّض في نفسي بصيام صارم، عن الضيافة التي أبديتها تجاهكم من أجل المسيح. في الواقع، لا يمكن لأصدقاء العريس أن يصوموا حين يكون العريس معهم، ولكن عندما يكون بعيدًا، يمكنهم القيام بذلك.

في الشريعة المُعطاة من خلال موسى، والتي هي "ظِلُّ الأُمورِ المُستَقبَلة"، أمر الله الجميع بأن يرتاحوا وبأن لا يقوموا بأيّ عمل يوم السبت. لكن هذا كان رمزًا وظلاًّ للسبت الحقيقي، الذي أعطي للنفس من خلال الربّ... بالفعل، دعا الربّ الإنسان للراحة بقوله: "تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم" .

 وإلى كلّ النفوس التي تثق به وتدنو منه، هو يعطي الراحة بإنقاذها من الأفكار الموجعة والمنهكة وغير الطاهرة. فتتوقّف عندها تمامًا عن الاستسلام للشرّ، وتحتفل بالسبت الحقيقي والممتع والمقدّس، عيد للروح وسط فرح وسعادة لا يمكن التعبير عنهما. هي تؤدّي لله عبادة نقيّة لتروق له، منطلقة من قلب نقيّ. هذا هو السبت الحقيقي والمقدّس.

لنرجو الله إذًا، نحن أيضًا، ليجعلنا ندخل في هذه الراحة، وليجعلنا نبتعد عن الأفكار المخجلة والسيّئة والباطلة، لكي نتمكّن من خدمة الله بقلب نقي ومن الاحتفال بعيد الروح القدس.