رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول تذكار مار أوغسطينوس المعترف

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول تذكار مار أوغسطينوس المعترف  ولد في تاغسطا، في الجزائر اليوم، سنة 354 من أب وثني وأم مسيحية. أحب العلم منذ صغره وتردّد الى المدرسة حيث تعرف الى رفاق طائشين جروه الى الخطيئة. عجز والداه عن انفاق راتب سفره للعلم في قرطاجة فسار في طريق اللهو وساكن امرأة أنجبت له ولداً، وظلّ لا يأبه لتوجيهات امه القديسة مونيكا التي كانت تصلّي وتبكي. 

عاد إلى الجامعة ودرس المحاماة لكنه لم يمارسها، أحب الفلسفة وتعمّق بدرسها. اتبع بعض الفلسفات الوثنية، وسافر الى قرطاجة وروما يفتش عن معنى الحياة، تعرف الى امبروسيوس اسقف ميلانو واهتدى على يده. اعتمد وعاد الى افريقيا الشمالية حيث سيّم كاهناً، أقيم خلفاً لمطران ابرشية هيبونا، قرب قرطاجة، وظلّ ساهراً على ابرشيته أربعاً وثلاثين سنة. ترك المؤلفات اللاهوتية الضخمة اشهرها "مدينة الله" و "الاعترافات". انتقل إلى الحياة الابدية في  سنة 430. 

امتاز القديس أغوسطينوس بقوة ايمانه وبعمق تفكيره، وهو من أعظم الآباء القديسين شرقاً وغرباً، وفي مطالعة كتبه اليوم الفائدة الكبرى، من أقواله:"سيظل قلبنا قلقاً يا رب الى أن يرتاح بك".

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: عندما قال الربّ لبطرس وهو جالسٌ في القارب: "سِرْ في العُرْض، وأَرسِلوا شِباكَكُم لِلصَّيد"، فإنّ نصيحته لم تقتصرْ على رمي أدوات الصيد في عمق الماء، وإنّما في إرساء كلمات البشارة في القلوب. وقد دخل القدّيس بولس عمق القلوب عندما قال: “ما أبْعدَ غَورَ غِنى اللهِ وحِكمَتِه وعِلمِه”، وكما حملَتْ الشباك في طيّاتها السّمك الذي علقَ بها إلى القارب، كذلك يحمل الإيمان في أحشائه جميع البشر إلى الراحة.

وتشديدًا على أنّ الربّ كان يتحدّث عن الصّيد الرُّوحي، قال بطرس: "يا مُعَلِّم، تَعِبْنا طَوالَ الليلِ ولَم نُصِبْ شَيئًا، ولكِنِّي بِناءً على قَولِكَ أُرسِلُ الشِّباكَ". إنّ الكلمة، كلمة الله، هي الربّ مخلّصنا... وحيث أنّ بطرس رمى شباكه بحسب الكلمة، فقد نشرَ بلاغته في كلّ مكان بحسب يسوع المسيح. لقد رمى الشباك المنسوجة بحسب توجيهات سيّده؛ لقد أطلق باسم الربّ كلمات أكثر وضوحًا وأكثر فعاليّة، جعلَتْ خلاص البشر ممكنًا وليس خلاص مخلوقاتٍ غير عاقلة.

قال بطرس: "قَدْ تَعِبْنا طَوالَ الليلِ ولَم نُصِبْ شَيئًا". وحقًّا، لقد تعب بطرس الليل كلّه؛ عندما سطع نور المخلِّص، انقشعت الظلمات، وسمحَ له إيمانه أن يميّز في عمق أعماق المياه ما عجزَتْ عيناه عن رؤيته. إنّ بطرس قد تعب حقًّا طوال الليل، إلى أن أتى الصباح المتمثِّل بيسوع المسيح لنجدته. الأمر الذي حثّ بولس الرسول على القول: "قد تَناهى الليلُ واقتَرَبَ اليَوم".

لم أصبح حكيمًا كما كانت تلك العذارى الحكيمات، لم أحصل على الخير السّهل مع الخير الصّعب إنّما صرتُ آخر الجهلة إذ لم أترك زيتًا في مصباحي: هذا يعني الرّحمة والبتوليّة أو بتعبيرٍ آخر لم أحافظ على المسحة الّتي أخذتها من نبع العماد المقدّس

من أجل ذلك، لا تزال أبواب صالة العرس مقفلة في وجهي. إنما طالما ذلت في أسير جسدٍ بشريٍّ على الأرض،
أطلب منك أيّها العريس أن تستمع إلى نفسي "العروس".. أصرخ إليك منذ الآن بصوت يثير الشّفقة: افتح الباب السّماويّ، أدخِلني إلى خدرك الزّوجيّ السّماويّ، واجعلني أهلاً للقبلة المقدّسة، والعناق الطّاهر البريء من الدّنس. لا تجعلني أسمع ذلك الصّوت الّذي يجيب مُنكِرًا معرفتي. لكن بواسطة نورك، تكرّم وأضئ مصباح نفسي المطفأ، لينيرني أنا الأعمى.