رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كلام مقاهي" كتاب يرصد أسباب زيادة عدد المقاهي وأنواعها

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

كلام مقاهي، عنوان أحدث إصدارات دار روافد للنشر، والصادر قبل أيام، من تأليف حاتم زهران، والذي يشير في مقدمته للكتاب إلى: "لست بكاتب رواية ولا قصة ولا حتى قصص قصيرة، ولا كنت أتوقع يومًا ما أن أنشر كتابًا يحتوي على مجموعة من القصص المتنوعة في موضوعات عدة، وأغلبها ليست من وحي الخيال، بل حقيقة حدثت في الواقع العملي، أعدت صياغتها بطريقة تصل ليد وعقل القارئ ليعيش أحداثها ويتفهم واقعها، وبعد أكثر من عقد  من الزمان، جمعت الكثير من أهم ما كتبته في شبه مقالات أو دراسات أو أبحاث صغيرة، وجمعتها في موضوعات مصنفة، وهذا الكتاب هو جزء منها، مجموعة من القصص الواقعية التي حدثت بالفعل في الواقع العمليِّ، أو حدثت في خيالي ولكن لها علاقة بالواقع العملي..

موضوعات كتاب كلام مقاهي 

ويتضمن كتاب حاتم زهران، كلام مقاهي، 6 فصول، هي بالتتابع، مقهاي، سينمائيات، نسائيات، رومانسيات، أكلات في الشارع، والفصل السادس بعنوان ذكريات.. نوستالجيا.. الحنين إلي الماضي.

أسباب زيادة عدد المقاهي

وحول أسباب زيادة أعداد المقاهي يذهب زهران في كتابه “كلام مقاهي” إلي: استرعى انتباهى في السنوات الأخيرة حجم وكم المقاهي والكافتريات والمطاعم، بكافة أنواعها ومستوياتها الاجتماعية والطبقية، النوعية والكيفية، وعلى أعداد المترددين عليها وبها، وهو في تزايد مستمر دون توقف، وعلى عدد ساعات التشغيل والإشغال اليومى، وعلى مدار الساعة واليوم والاسبوع، وبالذات في القاهرة الكبرى، وعلى مستوى مصر عامة.

ولكن، أهم ما لفت انتباهى، لماذا يلجأ الكثير إلى هذه الأماكن، وبالذات الرجال، فوجدت أن هناك نوعين ممن يذهبون للتجمع في هذه الأماكن. النوع الأول، وهم المترددون على المكان، وهم من يذهبون له من حين لآخر، أو كل فترة، أو مرة في الاسبوع أو الشهر، أو في المناسبات، وهم كثيرون وليسوا بقلة.

النوع الثانى، وهم مرتادو المكان، وهم من يذهبون له بشكل دائم ومستمر، وبدون أدنى انقطاع تقريبا، ويكاد يكون يوميا، وفى مواعيد ذهاب وإياب وحضور وانصراف محددة، تكاد تكون منتظمة.

وهذا النوع الثانى من مرتادى المكان، اعتادوا على ذلك لدرجة الإدمان، فتكرار الشيء اعتياد، واعتياد الشيء لفترة طويلة إدمان، وكل شيء عادة حتى العبادة، والعادات مع الوقت تصبح وتصير جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعى والجمعى، وجزءا لا يتجزأ من الهوية الفردية والشخصية.

لهذه الأسباب نرتاد المقاهي

وحول أسباب ارتياد المقاهي يضيف “زهران” في كتابه “كلام مقاهي”:  وكان السؤال الذي كنت دائما أسأله لكل من أقابله، لماذا تذهب إلى هذه الأماكن، أو إلى مكان بذاته، خاصة المقاهي والكافتريات، وما شبه ذلك من مطاعم وبارات.

فاجتمعت جميع الإجابات على كلمة واحدة، وهى "الفراغ"، النوع الاول"الفراغ العملى"، وهم من لا يعملون، وليسوا لديهم أي نوع من أنواع العمل، وهم في المقام الأول، ولكن هناك آخرون يعملون ولكنهم لا يقومون بأى مهام أو أي التزامات، فلديهم فراغ عملى أيضا، فالفراغ العملى نجده في جميع الأعمار السنية، وفى جميع الفئات الاجتماعية والطبقية..

والنوع الثانى هو "الفراغ العاطفى"، ونجده في من هم ليسوا مرتبطين عاطفيا بأى طرف من الجنس الآخر، ومنهم من هو مرتبط ولم يستطيع الزواج، أو لديه مشاكل، أو فك الارتباط، أو في حالة صدمة عاطفية، أو فشل عاطفى، ونجد أيضا منهم المتزوجين، ممن ليسوا على وفاق زوجى، ومنهم أيضا المطلق، فجميعهم لديهم فراغ عاطفى، بل حرمان عاطفى، وهناك رغبة قوية في إشباعها، فيدمنوا أصحاب هذا الفراغ العاطفى ارتياد هذه الأماكن، ليشغلوا فراغهم العاطفى.

أما النوع الثالث فهو "الفراغ الاجتماعى" وهو الأكبر والأكثر والأوسع انتشارا، والفراغ الاجتماعى هنا تحديدا هو فقد العلاقات الاسرية والعائلية بشكل رئيسى وأساسى، فنجد الكثير من الشباب، وبالذات من هم في مقتبل أعمارهم يهجر المنزل، ويبتعد عن أفراد أسرته، لانشغالهم عنه، أو لعدم تواجدهم،  زد على ذلك أصحاب المعاشات وكبار السن، فمنهم من ماتت زوجاتهم، ومنهم من كانت زوجاتهم تحيا في خدمة أحفادها، وتركوه أولاده لارتباطهم بزوجاتهم وأولادهم وأعمالهم ومشاغلهم، فألهتهم حياتهم عن آبائهم، ومع كبر السن وازدياده، وبموت المزيد من أهل جيل المسنين والمعمرين، وبفقد الأصدقاء والأصحاب والمقربين يوما بعد الآخر، يشعر المسنون بالوحدة وبالفراغ الاجتماعى، فيدمنون الأماكن التي يرتادونها، ليشغلوا بها فراغهم الاجتماعى، والدليل على ذلك، بل وأكبر دليل، أن هناك قهوة بل مقاهٍ للمعاشات، نجدها في كل مكان، بل وفى كل حى، وفى كل مدينة.